عزيزى القارئ لا تغضب عند قراءة هذا المقال وحاول ان تعمل عقلك اولاً .
غرقنا منذ فترة فى مستنقع من الافكار الموحلة ، وحاولنا الاجابة عن اسئلة حسمت تاريخياً منذ زمن طويل ، وبحثنا فى امور قتلت بحثاً ، وعشنا دهوراً نقتات على الكلمات ونشرب نخب الحناجر ونختفى فى كهوف الخرافات .
اما آن الأوان لنسلك طريق العلم فى حياتنا ؟
الفرق بيننا وبين الشعوب المتحضرة هو فى إعلاء قيمة العلم والأخذ بأسباب التطور وتطبيق نتائج العلم الحديث ، والتخلى عن الرومانسية ( الرغبة والمشاعر ) .. والتمسك بالبحث العلمى ونتائجه هما الضامنان لمستقبل الأمة القادم .
اللغو فى ما تم حسمه بالطرق الحديثة تَاخرّْ متعمد عن ركب الحضارة ،
نحتاج ان نفهم الفرق بين الحضارة والمدنية ؟، نحن متمدينون بطبيعة الحال ( صحيح )لأننا نأخذ بأسباب التمدين فى حياتنا اليومية ،فى بيوتنا ووسائل مواصلاتنا وملابسنا الخ ، لكننا بالقطع بعيدين بعدةْ سنين ضوئية عن الحضارة
للاسف اسهامنا الحضارى على مستوى العالم لايذكر ، مانقدمه للعالم من علم أو فن او ثقافة وقف عند الحدود الأولى من التاريخ ،
أجدادنا الفراعنة قدموا أنفسهم للعالم باكتشافات علمية وفنية وثقافية كانت وقتها مبهرة وما تزال تحتفظ باسرار اكثر ابهاراً لم تكتشف بعد ،
وجاء الاسلام وقدم للعالم نموذجا حضاريا غاية فى الرقى ، (( المساواة بين الناس ، الحفاظ على البيئة ، الإحسان الى الآخر ، الرفق بالحيوان ، البناء فى الدنيا والعمل للاخرة ، العدل ، الشرف ومواثيق الحرب والسلام ، ثم درة التاج بتمام مكارم الاخلاق ))
الدين ليس منفصلاً عن الأخلاق والعلم ليس بعيداً عن الدين الثلاثة كتلة واحدة تحت راية رب الكون سبحانه وتعالى
، الفصل بين الاخلاق والفرائض اكبر خدعة روج لها المنافقون فى تاريخ الأديان ، لتمييع جوهر الدستور السماوى ، ليكون الانسان خليفة الله على الارض ليحمل من كل صفاته المطلقة ما يستطيع حمله من الصفات الإلهيه العليا بشكل نسبى ،
فالله هو العدل وعلى الانسان ان يكون عادلا على قدر استطاعته ، والله هو السلام وعلى الانسان ان يصل الى اكبر قدر نسبى من السلام فى حياته فى كل الاتجاهات وهكذا .
مع الوقت ارتكن الناس الى التواكل ونسوا العمل واهملوا الاخلاق التى تبنى الامم ، وذهبنا ندور فى فلك البيضة والفرخة أيهما اسبق ،
حجاب المراة ام أخلاق الرجل ، ومن أجل عيون مايسمى بالتدين الظاهرى دخلت جموع النساء فى مصر الى ساحة الحجاب دون ان تتبين القيمة الحقيقية من ستر الجسد .
بنظرة متانية تجد ان أغلب النساء والبنات (ليس جميعهم ) يلبسن غطاءاً للراس اما بقية ملابسهن فهى كاشفة واكثر استدعاءاً للقيل والقال ،
تحول الحجاب وفلسفته من رداء لايشف ولا يبرز الجسد الى قطعة قماش توضع على اعلى الراس وتم اختصار شرف المراة وعزها وكرامتها فى شعرها ( كانها شمشون قوتها فى شعرها )
وتم اختصار التدين عند الرجل فى اقامة الفرائض وفى بعض الاحيان اطلاق اللحية والجلباب القصير ،ثم لاتجد اكثر من هذا الشكل الخارجى ،
اما جوهر الاسلام الحقيقى كما اقره نبينا الكريم ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) ، غير موجود لا عند اغلب النساء ولا اغلب الرجال ،
الرجال الذين لم يفطموا بعد عن شهواتهم اعتبروا ان حلول مشاكل مجتمعاتنا العربية فى ملابس النساء ، والنساء الذين تربوا على المظاهر الخادعة والكذب والتستر خلف قطعة من القماش تغطى نصف شعرهم مطمئنات انهم وصلوا لكمال الدين والغاية من التدين ،
نحن نحتاج ان يكون للرجل فى مجتمعاتنا حجاب من العلم والعمل والصدق والبناء والتحضر ، ونحتاج ان يكون حجاب المراة فى عقلها وقلبها وجوهر دينها اولاً ثم ينعكس ذلك على مظهرها الخارجى ،
نيرة لم تقتل بسبب مظهرها او انها غير محجبة ، نيرة قتلت بسبب ان فى حياتها شابا غير محجب بالأخلاق والاهتمام بالعمل والعلم
نيرة قتلت بسبب التفاهة وغزوات الأفكار التى ترد الينا كل دقيقة بوسائل اعلام مختلفة ولا تجد من يصدها ، نيرة قتلت لأنه اصبح شائعاً فى مجتمعنا ان يكون هناك قاض يقتل ويسرق ويحاول الهروب مثل اى مجرم
المشاهد كلها متصلة ومتتابعة لتخرج لنا فيلماً هابطاً فى النهاية اسمه حجاب المراة
الحل فى بناء الانسان وإعادة الهيبة للاخلاق والعودة الى جوهر الدين ومواكبة علوم العصر والا سنجد انفسنا يوماً مطاردين مثل الهنود الحمر!