– التغير المناخي ومشاكل الطاقة ومواجهة الأوبئة تحديات البحث العلمي
إن كان لكم حظ في امتلاك سيارة BMW الجيل السابع في نسختها الكهربائية, أو حتي مهتمين بالجديد في عالم السيارات, فغالبا وصل إلي علمكم الشاشة المسرحية مقاس31 بوصه مع دقة BK والمخصصة للركاب الجالسين في الخلف وهي شاشة قابلة للطي مثل الورقة, وهي من اختراع طارق زكي خريج الجامعة الألمانية بالقاهرة دفعة 2009 والحاصل علي الدكتوراه من جامعة شتوت جارد ويعمل في الشركة البافارية منذ2021 في قسم نظم الترفيه داخل السيارات.
الفكرة هنا ليست قصة نجاح فرديه لأحد خريجي الجامعة المتميزين, ولكنها كما أشار د. اشرف منصور رئيس مجلس الأمناء ومؤسس الجامعة الألمانية في القاهرة هي كيف يرانا العالم في مصر وفي ألمانيا, وكيف يقيم قصص النجاح وأين كنا, وأين وصلنا وماذا نريد تحقيقه في المستقبل؟ قصة كفاح شاقه بدأها د. منصور قبل 1994 وقت أن كان طالبا في جامعة أولم وأراد ان يأخذ قطعة من ألمانيا يضعها في مصر.
كنا هناك في العاصمة القديمة بون جنوب ولاية شمال الراين, غرب ألمانيا الاتحادية لحضور احتفاليه الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD والوزارة الفيدرالية للتعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسة الكسندر فون هومبولت بمناسبة بمرور20 عاما علي إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة, وإهداء نموذج بوابة الأمل لهيئة DAAD.
مصر حاضرة وبقوة, وربما كان د. منصور يكمل ما بدأه إبراهيم باشا عام 1844 بإرساله أول بعثة علمية إلي فرنسا (70) طالبا من بينهم إتنان من أبناء محمد علي لدراسة الفنون الحربية لتستمر البعثات العلمية بعدها في حركة مد وجزر, والتعليم الأجنبي في مصر بدأ
أيضا منذ عهد بعيد بعدما ألغي عباس باشا ومحمد سعيد باشا كثير من المدارس فنشطت الجاليات والإرساليات, فكانت مدرسة الرحمة المجانية بشارع الراهبات بالإسكندرية عام 1844 ومدرسة سيدة الراعي الصالح في شبرا, ومدرسة راهبات الراعي الصالح 1846 في حي الموسكي, ومدرسة توستا بشارع جامع العطارين بالإسكندرية 1847 التابعة للجالية اليونانية, ومدرسة في بولاق
تحدث د. منصور عن العلاقات المصرية الألمانية. وتاريخ المدارس الألمانية في مصر مما يزيد عن 100عام, وصلت 7 مدارس, إضافة إلي معهد جوتة, والغرفة الألمانية للصناعة والتجارة, ومكتب هيئة التبادل العلمي, والجامعة الألمانية بالقاهرة, وحديثاً الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة. لهذا كانت بوابات الأمل, النموذج الأول في جامعة أولم كان بمناسبة مرور15 عاما واليوم النموذج الثاني بمناسبة مرور20 عاما والمنقوش علي قاعدتها عبارة “التغيير عن طريق التبادل”.
قال حققنا الأمل في جامعة محايدة مستقله تعمل علي الاقتصاد والصناعة والمبتكرات بعيدة عن التيارات السياسية أو الدينية, جامعة تعد جسور أمل للمتميزين لعبور الحدود, عبر منهم حتي الأن 20الف خريج.
قال ألمانيا تعانى نقصا في عدد المهندسين يصل 100ألف مهندس, والجامعة الألمانية تمد ألمانيا 3000مهندس يعملون هناك ويكتسبون الخبرات الصناعية والتكنولوجيا الحديثة ويعودون إلى بلدهم مسلحين بكل هذا ومن هنا جاء الدعم الرئاسي لجهود الجامعات،
أشار إلي أن الطالب يتلقى تعليمه تحت إشراف ألمانيا كحكومة فيدرالية بمؤسساتها ومقاطعات ألمانيا ويشارك في إدارة الجامعة 70% من الألمان ومجلس الأمناء والخارجية والتعليم العالي ونحو 14حكوميا في المجلس يعتزون بوجود الجامعة الألمانية في مصر، فهي أول جامعة ألمانية خرجت من حدود ألمانيا وهو اختراق لم يحدث قبل ذلك بإنشاء الجامعة ثم إنشاء قسم التعليم العابر للحدود التابع لهيئة DAAD ونحتفل بهذا الحدث كأكبر مشروع يمنح 40% من الشهادات خارج حدود ألمانيا صادرة من الجامعة الألمانية.
(المجموعة الطبية)
أعلن د. منصور عن انطلاق المجموعة الطبية للجامعة العام الدراسي القادم مكونة من طب بشرى وأسنان وعلاج طبيعي وكلية التمريض إضافة إلى كلية الصيدلة الموجودة بالجامعة. وقال أن كلية طب الأسنان جاهزة للافتتاح من العام الدراسي المقبل بعد انتهاء جميع منشآتها وتمام جاهزيتها، أما كلية الطب، فالمستشفى يتم تجهيزه داخل الحرم الجامعي. وأن كلية الطب بها تخصصات أكثر تطوراً لأن الطب ذاته أصبح تكنولوجيا والجامعة الألمانية هي المكان الوحيد في إفريقيا تملك تلك الأدوات فهي من أهم خمس مؤسسات في العالم في مجال النانو روبوت والميكاترونكس و هي من التخصصات القوية في ألمانيا.
قال أننا بحاجة للعديد من كليات الطب خاصة لقارة إفريقيا التي لديها 20% من سكان العالم ومصر يتزايد سكانها عن 105ملايين نسمة فتحتاج قطعا إلى العديد من كليات الطب.
(الحروب والأزمات)
أما السكرتير العام لهيئة التبادل العلمي DAAD أكد أن الشراكة والتبادل العلمي أثبتا أهميتهما في أصعب الأوقات مثل تطوير لقاح كورونا وفي رقمنه المناهج العلمية, وأوقات الحروب والأزمات السياسية وحساسية الوضع في العالم لكن مع الشراكة الجيدة نتجاوز الصعاب.
قال ان التعاون الدبلوماسي بين مصر وألمانيا مثمر وناجح ونحن نحتفل بمرور70عاما عليه أكتوبر القادم, مؤكدا أن الجامعة الألمانية
بالقاهرة ظهرت فكرتها عام 1994, ووضع لها حجر الأساس 2001 وسعداء أن ما قدمه DAAD نتج عنه 20الف خريج علي أعلي مستوي فهي أكبر جامعة ثنائية القومية خارج حدود ألمانيا.
(جدية العلاقات)
فيليب المستشار الثقافي للسفارة الألمانية أكد أن DAAD تدعم شباب علماء مصر منذ60 عاما وأشاد بتجربة الجامعة الألمانية التي بدأت بقطعة أرض في الصحراء, وبإمكاناتها المتميزة والإدارة الناجحة استطاعت جذب الطلاب المتميزين في مصر ليصبحوا من أفضل الخريجين فكانت أكبر دليل علي جدية العلاقات وعمقها.
(دعم سياسي)
ممثل وزارة التعليم العالي الفيدرالي قال أن العلاقات بين الدول تحكمها المعاهدات لكن العلاقات بين الأمم يحكمها البشر, وخلال عامين فقدنا الكثير بسبب جائحة كورونا, لكن نموذج الجامعة الألمانية باعتباره أول مشروع ألماني خارج الحدود يحقق فكرة تدويل التعليم في وقت كان التعليم الانجلوسكسوني يستقطب أكثر الطلاب, فقمنا بالمقامرة لأن مناهج التعليم تحتاج بيئة متوائمة مستقبلة جيده, وأبحاث علميه وشركاء, وخلال 20عاما تصدر التعليم العالي الألماني وحقق فكرة التدويل خارج الحدود, بدعم سياسي كبير بين الدولتين و 30جامعة ألمانية شريكة في النجاح, وفي الأعوام القادمة سيكون هناك اتفاقية جديدة للتعليم العالي والبحث العلمي ستكون أساس لتعاون جديد.
(التغير المناخي)
د. كريم درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب, أشار إلي أن العلاقات العلمية والأكاديمية بدأت عام 1960 بمنح دراسية وتبادل ثقافي وتم بناء جسور التواصل بين البلدين وهناك 1600شركة ألمانية تعمل في مصر, و20 الف خريج يحملون شعار صنع في ألمانيا, ولدينا تحديات عالمية مثل مشاكل الطاقة و تغيير المناخ وهو ما يتطلب التعاون والمواجهة بطرق مبتكره, و الجامعة الألمانية كانت ومازالت مركز تلك الشراكة .
في النهاية أشار د. منصور إلي حقيقة أن المصريين لهم طبيعة خاصة وأن العائلات المصرية ممكن تنفق 80% من دخلها علي تعليم أبنائهم لانهم يدركون أهمية التعليم الجامعي عالي الجودة, وهذا ما حققته الجامعة الألمانية عن طريق الشراكة الحقيقية, التي وجدت فيها ممثلة وزارة التعليم العالي الألمانية التعبير الدقيق الذي تبحث عنه وقالت أن تلك الشراكة تقوم علي التزام طويل الأجل, وتؤسس لقاعدة قوية في التعاون, الطلاب المصريون يتعلمون الثقافة واللغة الألمانية, ويكتمل هذا التعاون لو الطلاب الألمان تعلموا العربية, وفي كل الأحوال يكون للطلاب مجالات عمل سواء في مصر أو ألمانيا.