إلى القاهرة وصل بسلامة الله الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى ، نائب رئيس مجلس الوزراء ، الزيارة جاءت بناءًا على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وتشمل كل من “جمهورية مصر العربية ، والمملكة الأردنية الهاشمية ، وتركيا ” وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مقدمة مستقبلي ولى العهد السعودى فى مطار القاهرة ليلة أمس الإثنين ، وقد حل ولى العهد ضيفا عزيزا على مصر فى زيارة رسمية تستغرق يومين ، تهدف الزيارة إلى بحث العلاقات بين مصر والمملكة وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات ، أيضا لـ مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين . وهى تأتى إنطلاقاً من حرص المملكة على التواصل وتعزيز العلاقات بينها وبين والدول الشقيقة وفى مقدمتها مصر في المجالات كافة .
جوله ولى العهد السعودى الإقليمية التى بدأها بمصر تعكس أهمية القاهرة خاصة ، ولما تملكه مصر من ثقل كبير في المنطقة العربية ، ولدور مصر الكبير على الصعيدين ” العربي ــ والدولي” . وهى تأتى فى أجواء حراك سياسى كبير تشهده منطقة الشرق الأوسط ، بعد زياره الرئيس عبدالفتاح السيسى للمملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات ، ولقاءه وقادة تلك الدول ، وأيضا إستقباله لقادة الأردن والبحرين في شرم الشيخ . الزياره وفقا لمحللين سياسيين وكتاب تعكس قوة وعمق وتأكيد العلاقات بين البلدين ، وتعكس دلالات سياسية وإستراتيجية نظرا لـ طبيعة العلاقات الوطيدة التى تربط بين القاهرة والرياض ،
زياره ولى العهد السعودى لمصر تتناول عددا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك ولعل أبرزها الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى ” جو بايدن “إلى المملكة العربية السعودية فى منتصف الشهر المقبل ، وإجتماعه مع قادة دول الخليج ومصر والعراق والأردن . فضلا عن مناقشة تداعيات الأزمة بين روسيا ـ وأوكرانيا على المنطقة . وموقف الدول العربية من الصراع الدائر بين المعسكرين الشرقى والغربى ، والعلاقات مع روسيا والصين ، وعددا من الملفات ” الإقتصادية ، العسكرية والأمنية ” ذات الإهتمام المشترك .
ومن الملفات الهامة على مائدة البحث ملف ” إيران ” وزعزعة الأمن والإستقرار فى منطقة الخليج العربى ومواجهة الجماعات الإرهابية والميلشيات المسلحة وعلى رأسها ميليشيا الحوثى التى تزعزع أمن وإستقرار المنطقة ، وأيضا مايتعلق بالأمن والسلم فى منطقة الشرق الأوسط والخليج العربى إلى جانب ملفات النفط والطاقة .. إلخ .
الجدير بالذكر أن لـ مصر والمملكة العربيه السعودية علاقات تاريخية وطيدة تضرب بجذورها فى عمق التاريخ حيث المصالح والأهداف والقضايا المشتركة ، وهى تاتى إستمرارا للتشاور والتفاهم بين البلدين وأيضا إستمرارا للتعاون الوثيق بين البلدين بما يخدم أهداف الأمة العربية والإسلامية . فضلا من تنامى العلاقات التجارية والإقتصادية والإستثمارات بين مصر والسعودية حيث بلغ حجم التبادل التجارى خلال الفترة 2016 – 2021 إلى مبلغ 47.71 مليار دولار أى مايعادل 179 مليار ريال سعودى . وإزداد حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى مصر خلال عام 2021 بنسبة 6.9% مسجلا 1.9 مليار دولار أى مايعادل 7.2 مليار ريال سعودى .
جدير بالذكر أن زياره ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى مصر هى الزيارة الرابعة ، كانت أول زيارة تاريخية يقوم بها ولى العهد السعودى إلى مصر في 2018 ، وتوالت الزيارات لتصل إلى 4 زيارات خلال الـ 4 سنوات الماضية ، وقد بلغ عدد مذكرات التعاون والإتفاقيات بين البلدين نحو 70 إتفاقية في كافة المجالات ، وبلغ حجم الإستثمارات السعودية في مصر نحو 30 مليار دولار ، وهناك تطلعات إلى زيادتها خاصه وأن الاستثمارات السعودية كانت أول استثمارات عربية تدخل إلى مصر ، وهناك وفقا لتصريحات السفير أسامه النقلى سفير المملكة لدى مصر تعاون مستمر في مجال القطاع الخاص والحكومي وعلى مستوى التجارة .
ومن بين المواقف التاريخيه بين مصر والمملكة العربية السعودية سوف أقف عند موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ” رحمه الله ” الذى كان عونا وسندا لـ مصر بالقول والعمل والبيان التاريخى الذى ألقاه عفب ثوره الـ 30 يونيو الذى دعم فيه مصر ودعا العرب والمسلمين إلى التصدى لكل مَنْ يحاول زعزعة أمن مصر وإستقرارها ، ” وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها فى تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء”. وتأكيده دعم السعودية حكومة وشعباً لـ مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل مَنْ يحاول المساس بشئون مصر الداخلية وعزمها وقوتها .
الملك عبدالله ” رحمه الله ” كان أول المهنئين للرئيس عبدالفتاح السيسى بعد فوزه فى الإنتخابات الرئاسية عام 2014 واعتبر يوم انتخاب السيسى يومًا تاريخيًا ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الإسلام والعروبة . ودعا الملك إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين ، لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقتصادية ، كما وقف العاهل السعودى بقوة ضد قطر وموقفها الداعم لجماعة الإخوان الإرهابية وإعلامها الذى كان يبث الفتن والأكاذيب ضد الشعب المصرى ، وفى خطوة لم تحدث من قبل أعلنت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين فى مارس 2014 سحب سفرائها من الدوحة بعد تدخلها فى الشئون المصرية .
وتأكيدا لعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وتنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ، أودعت المملكة فى شهر مارس الماضى مبلغ 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري . دعما للإقتصاد المصرى .