” مسجل بعلم الوصول ” .. قصة قصيرة للأديب يوسف عمار
إنها الواحدة ظهرا..تعوّد أن يكون في ثوبه المهندم ليشرع في عمله.اتجه نحو مكتبته.امتدت يمناه لأحد الأرفف؛ ليتناول ملفًا مكتظا بالأوراق كُتب عليه: جميلة السيد.. بدأ فتح الملف باحثًا فيه عن مبتغاه ..
سمع رنين جرس الباب..اتجه صوبه ليفتح.. كان القادم مندوب من قبل مصلحة البريد المصري ليسلم له خطابا مسجلا بعلم الوصول..تناول الخطاب وسرعان ما بحثت عيناه عن المرسل:مروة سامي ..
امتدت يداه ليفضّ الخطاب ويقرأ :”إنهم جميعا يبغون الثمن….إنها نظرة مجتمعاتنا الشرقية للمرأة المطلقة كنظرته لغانيات وكأن كلتيهما من متجر واحد لبيع الجسد..
أتذكر أيها المحامي يوم أن جئتك لتساعدني في إثبات ملكيتي للبيت الذي أقطن به.. حينها لم تهتم إلا بتفصيلات جسدي الفاني ..
سمعت من قبل عن هذه المعاناة التي تلاقيها (المطلقة)، ولكن صدق القول: من سمع غير من عاش المأساة..لقد فجرت بداخلي حين لمست يدي بركانًا من غضب ممزوجًا بألم..
لجأت إليك وبي أمل أن أنال حقوقي.. ومن مقاضاة مجتمع يقتل المطلقة.لقد خذلتني ونهضت أتلمس الخروج وبي
إحساس احتضار طائر مذبوح…
وفي يومي التالي ساقتني أقداري أن ألجأ لطبيب نفسي من جراء ما وصلت إليه ..وصدمتي الكبرى أنه لم يكن
أفضل منك حالا،
فما أن سمع كوني مطلقة تحولت نظرته فأخذ يحدق بي ويتفرس أعضائي
حينها خرجت أحدث نفسي إن كان هؤلاء من استعنت بهم حتى ينجدني مما أنا فيه فما بال الآخرين؟!.. سأذهب
الآن للنهاية فما عساي أن أحيا في مجتمع أعلن وفاتي قبل موتي!” ..