في مداخلة مع وزير الزراعة أثناء افتتاح المرحلة الأولي من مشروع ” مستقبل مصر الزراعي ” قال الرئيسالسيسي للوزير : عندي حلم أتمني يتحقق خلال سنتين تلاتة ،
وتحدث الرئيس عن مشروع إحلال حوالي 2 مليون رأس ماشية مطورة بدلا من الماشية الموجودة حاليا ، وأظن أن وزير الزراعة فوجئ بالفكرة والحلم ولم يستطع الرد علي الفور ،
وشرح الرئيس تفاصيل المشروع الحلم لمضاعفة إنتاج الثروة الحيوانية من اللحوم والألبان
تابع الرئيس الشرح وقال أن هذا المشروع مكلف ويحتاج دعم مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والخيرية
إلي جانب الحكومة لأنه يرفع من مستوي معيشة حوالي 2 مليون أسرة ويضاعف دخولهم المالية ، وينعكس أثره علي المستهلك اللحوم والألبان ،
ويحقق قيمة مضافة للاقتصاد بإنشاء مصانع لتجفيف الألبان وتفير فرص عمل ، بالإضافة إلي تقليل فاتورة استيراد الألبان المجففة للأطفال وتأمين احياجاتهم منها ، وكذلك فاتورة استيراد اللحوم الكثير من الإنجازات التي تحققت علي أرض الواقع التي لا تخطئها العيون وتدركها الأبصار خلال الفترة القصيرة الأخيرة من عمر الوطن ..
كانت إما أحلام نأمل أن تتحقق ، وإما مستحيلات نطمح إلي قهرها والتغلب عليها
كانت الأحلام عظيمة كعظمة مصر ، وكانت المستحيلات عصية علي الحل كما هي مصر عصية علي الركوع والاستسلام والسقوط
أحلام الجمهورية الجديدة ومستحيلاتها كثيرة تحتاج إلي مقالات بها ملايين السطور وبرامج بمئات الساعات ، وتحتاج إلي عقل منصف ومحايد ، وبصيرة واعية تدرك كيف تتحقق الأحلام وكيف تُقهر المستحيلات ، وماهي أدوات تحويل الأحلام إلي واقع ملموس وتحقيق المستحيل ؟
ملفات الأحلام المستحيلة كانت هدف الجمهورية الجديدة وكانت الشغل الشاغل للقيادة السياسية ، وكانت التحدي الأصعب والأخطر من حيث النتائج والتداعيات والظروف المحيطة وأزمات الداخل والخارج ،فكان لا مناص من اقتحامها بجسارة وبإرادة سياسية قوية ودعم شعبي صلب ، وقدرة علي تحمل صعابها وارتدادات اقتحامها .
كان حلما مستحيلا أن تستطيع الدولة المصرية أن تنوع مصادر تسليح جيشها وتنفتح علي كل مصادر السلاح في العالم بتنويعاته وقدراته المختلفة – ليظل جيش الكيان الصهيوني يسبقنا بخطوات – حتي أصبح الجيش المصري في مرتبة متقدمة بين جيوش الدول الكبري من حيث العدة والعتاد والعقيدة القتالية فحقق الردع المادي والمعنوي للغير .
كان حلما مستحيلا أن نفكر بجدية ونقتحم ملف القمح .. السلعة الاستراتيجية الأهم للشعب المصري ليظل قرارنا
السياسي في كثير من القضايا مرهونا بإرادة غيرنا باستيراد النسبة الأكبر عالميا منه
ونظل رهن الأزمات التي تقع هنا وهناك في العالم .. ! ومشروع مستقبل مصر الزراعي دليل علي سيادة القرار
المصري وقوته .
كان حلما مستحيلا أن تبسط الدولة سيادتها كاملة علي كل تراب سيناء العزيزة التي ظلت عقود بعد استرادها –
شبه كاملة السيادة – بلا تنمية أو مشروعات قومية ،
تعاني العزلة عن الوطن الأم ويرتع فيها الإرهاب لتظل يؤرة تهديد لأمن مصر القومي وورقة سياسية يلعب بها الغرب
وتستخدمها أمريكا لحساب اسرائيل لقبول صفقة القرن التي أفشلتها الجمهورية الجديدة
وأعادتها لحضن الوطن بفتح شرايين الحياة فيها وضخ الاستثمارات وإعادة البناء وتحسين ظروف الحياة لأهلها .
كان حلما مستحيلا أن نحقق ذات يوم الاكتفاء الذاتي من الغاز وتتحول مصر إلي مركز إقليمي للطاقة وأن يكون
لديها فائض من الكهرباء لتلبية احتياجات الصناعة والزراعة والاستثمار بكل أنواعه
بعد أن كان يعيش في الظلام ملايين المصريين في القري والنجوع والمدن لساعات وأيام طويلة !
كان حلما مستحيلا أن تخرج مصر من الوادي الضيق لتضاعف حجم المساحة المعمورة التي ظلت آلاف السنين كما
هي ، وتنطلق خارج الوادي
وتخلق ظهير صحراوي لكل محافظة وتبني أكثر من 20 مدينة جديدة ذكية تحسن فيها ظروف حياة الناس
ومعيشتهم .
كان حلما مستحيلا أن تتطهر مصر من درن العشوائيات التي شوهت شكلها وفرضت سلوكا وأخلاقا غريبة علي
سكانها ، وذلك إنجاز يصل إلي حد الإعجاز في الوقت والجودة
كل حلم من تلك الأحلام المستحيلة – التي لم نذكر إلا بعضها – تم تحقيقه بتكلفة باهظة من الأموال والعرق
والجهد المتواصل ،
وصبر واحتمال شعبي وإيمان بأن هذا الوطن يستحق أن يكون في صورة أجمل ، وهذا الشعب يستحق أن يكون أفضل
أحلام الجمهورية الجديدة لن تنتهي لأن البحث عن الأفضل دائما هو السبيل للنجاح .. بل هو الحياة ذاتها .