إبراهيم نصر يكتب : الحوار الوطنى “2/2”
فى الوقت الذى اعتبر فيه العقلاء من الوطنيين الشرفاء أن الدعوة للحوار الوطنى دليل قوة الدولة وتماسكها،
نجد فى المقابل الحمقى من أعداء الوطن يروجون لمعنى مغاير تماما، وهو أن الدولة المصرية فى ورطة كبيرة
وتريد ألا تتحمل تبعات هذه الورطة وحدها، فدعت إلى هذا الحوار ليتحمل المجتمع المدنى والأحزاب السياسية المسئولية،
فإذا فشلوا فى إيجاد حلول للمشكلات التى نعانيها، لا تتحمل القيادة السياسية وحدها المسئولية عما نحن فيه!.
ولا أدل على أن الدعوة للحوار الوطنى دليل قوة واستقرار مما أكده سياسيون وحزبيون، بأنها نقلة نوعية، وتدشين
لمرحلة جديدة في المسار السياسي للدولة المصرية، بعد عبور التهديدات والمخاطر الأمنية المختلفة، وصولا إلى حالة
من الاستقرار الحالي، كما أنه سيعيد لحمة الصف ووحدة كل القوى خلف القيادة السياسية.
والحقيقة والواقع والمنطق يؤكدون أن الدعوة للحوار فى هذا الوقت تؤكد أن الدولة فى وضع مستقر، ومن القوة بحيث
لا تخشى من سماع النقد والرأى الآخر، بل إننى على يقين بأن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى سوف يجد
من هذا الحوار فرصة سانحة للرد على كل الشائعات والأكاذيب التى تطلقها اللجان الإليكترونية للجماعة الإرهابية
ومن يروجون لها دون وعى، وخاصة ما يتعلق بمحاولة تشويه المنجزات الكبيرة، والانتقاص من قدر المشروعات القومية الكبرى
التى حققتها الدولة فى زمن قياسى، ولا ينكر هذه المنجزات إلا مكابر أو معاند أو حاقد أو كاره، أو مغيب، أو .. أو .. أو خائن.
الحوار الوطنى أيها السادة ينبغى أن يكون اسما على مسمى، بمعنى أنه لا يشارك فيه إلا الوطنيون بحق،
المحبون لهذا البلد بإخلاص، وليس من حق غيرهم أن يشاركوا فيه، من المواطنين بحكم الإقامة والجنسية..
غير الوطنيين بحكم أقوالهم وأفعالهم.
جامع لكل القوى “الوطنية” بدون استثناء ولا تمييز
ولعل البعض فهم عبارة الرئيس السيسى خطأ فى دعوته لهذا الحوار خلال حفل إفطار الأسرة المصرية في نهاية شهر رمضان الماضى، حين قال عن هذا الحوار إنه: “جامع لكل القوى بدون استثناء ولا تمييز”، ولا أدل على الفهم الخاطئ لعبارة السيد الرئيس من طلب عبود الزمر المشاركة فى هذا الحوار، وحديث البعض عن ضرورة تمثيل جماعة الإخوان الإرهابية فى الحوار، وغاب عن هذا وهؤلاء أن دعوة الرئيس إلى “حوار وطنى”، فكيف يتبادر إلى الذهن إمكانية أن يشارك فيه غير الوطنيين؟.. إنه حوار وطنى، وليس حوار مواطنين، وأرجو أن يكون الفرق واضحا.
وقد لاقت دعوة السيد الرئيس ترحيبا كبيرا من الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة، حيث أعلن كثير من الأحزاب الرغبة في الانضمام لهذا الحوار الوطني، وطرح أفكار واقتراحات حول الجمهورية الجديدة، والحديث حول القضايا المهمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ورصدت الأحزاب والقوى السياسية عدة مزايا لدعوة السيد الرئيس، تتمثل في أنها خطوة مهمة نحو الجمهورية الجديدة، وأنها خطوة جادة على طريق المشاركة الفعالة لكل القوى الوطنية للنهوض بالوطن، واعتبروا أن مشاركة القوى السياسية في عملية البناء يعد منهجا للتعامل مع المرحلة الجديدة، وأن هذا الحوار فرصة للأحزاب أن تعبر عن برامجها، وهو فرصة كذلك للاستماع لمقترحات ممثلى المجتمع المصرى بكافة فئاته ومؤسساته، ويرون أنه يخلق جبهة داخلية قوية تشارك فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها الدولة المصرية في كافة المجالات، ويضع من الأسس والآليات ما يضمن مجالا عاما آمنا ومستقرا، ويسهم فى إيجاد حلول لمشكلات الفئات والطبقات كافة من خلال آليات التفاوض الاجتماعى، وآخر هذه المزايا تتمثل في وضع أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة.
وأخيرا: أسال الله العلى القدير أن يوفق المشاركين فى هذا الحوار والقائمين عليه إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وأن يهديهم إلى ما يحقق الأمن والأمان، والسخاء والرخاء لمصر والمصريين.
Ibrahim.nssr@gmail.com