أبو الهول الذى يعد واحداً من أشهر وأقدم التماثيل التاريخية في مصر ، هو ذلك الحارس الأمين حامل أسرار الحضارة المصرية القديمة وغموض الوجود ، القابع فى عرينه منذ مايربو على الـ 2500 عام ق.م ،
لم يكن يتصور فى يوم من الأيام أن يصبح ” تريندا ” على وسائل التواصل الإجتماعى والـ Socail Media لـ مقطع فيديو متداول يظهر التمثال
كما لو كان نائما فى غفوة أو مغمض العينين على عكس الصورة التى إعتاد الناس رؤيته عليها ، وهذا على خلاف الحقيقة بالقطع .
إن أشهر مايتميز به تمثال أبو الهول هو ذلك الجسم الأسطوري الذي يمثل جسد أسد ورأس إنسان ، لذلك نسجت الأساطير والحكايات الشعبية حول هذا التمثال لسنوات طوال ،
خاصة ما يتعلق بتدمير أنفه ، الذى قيل أن مدافع الحملة الفرنسية هى التى دمرته ، وقيل الإنجليز ، ونسبها البعض للماليك ، ونسب لـ أحد المتصوفة ويدعى ” صائم الظهر ” عندما وجد المزارعين يقدمون له القرابين على أمل زيادة محاصيلهم فتعمد أن يشوه وجهه ،
وقد إختلفت الآراء أيضا فيما يمثله هذا التمثال ، فقيل أنه يمثل الملك خفرع الذى جمع بين قوة الأسد وحكمة الإنسان ، وإعتقد البعض أنه للملك خوفو وخاصة وأن وجه أبو الهول يشبه تمثالا للملك خوفو .. إلخ .
لكن الشىء المؤكد أن تمثال أبو الهول تعرض للكثير من عوامل النحر والتعرية على مر الزمن مما كان له أثر كبير على شكله الخارجى . ضخامة تمثال أبو الهول وكونه واحدا من أقدم المنحوتات الصخرية الضخمة المعروفة حتى يومنا هذا ، جعلته محط أظار العالم ،
أيضا كونه شاهدا على أهرامات الجيزه التى تعد واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة فى العالم ، ولاعجب أن تجد مئات بل آلاف الصور التى إلتقطت لهذا التمثال الذى يحرص كل زائر لـ مصر ولمنطقة الأهرامات أن يلتقط صورة معه ، بل وتتسابق الحسناوات على تقبيله !!
ناس كتير إتكلمت وبوستات كتيره إنتشرت وتغريدات قالت أن يغمض أبو الهول عينيه فأنها إشاره لقرب حدوث أمر ما غريب ، أو حدث كبير سوف يحدث فى مصر ،
وقالوا أن دى لعنة الفراعنة ، وإن إحنا كده فى نهاية العالم ، وإن يوم القيامة قد إقترب ، وقالوا : إن فى برديه قديمه بتقول ” إذا أغمض أبو الهول عينه وتغيرت فصول السنة فهذا هو الهلاك الأعظم “
طبعا إللى حصل أمر غريب جدا وطريف ومايتصدقش من أى لبيب ، وعلى الرغم من أن القصة برمتها مفتعله ، إلا أنها شغلت الرأى العام فى مصر والعالم ،
وإختلفت فيها الآراء ، لكن الطريف فى الأمر أن القصة على قدر طرافتها حقتت رواجا كبيرا للسياحة المصرية التى تعانى الكساد جراء أزمة كورونا وغيرها .
من المؤكد أنه مع التطور الهائل فى فنون الجرافيكس ، والفوتو شوب ، والخدع السينمائية ، وفى تقنيات التصوير المختلفة عموما ، وخاصه إستخدام الفلاتر وغيرها من الوسائل الحديثة .، إلخ ، من الوارد أن تكون هناك نتائج شديده الإتقان وتماثل الحقيقه ،
ولكنها ” مضللة ” بالقدر الذى يجعلك لايمكن أن تفرق بينها وبين الحقيقة . وهو ماحدث مع تمثال أبو الهول الذى ظهر وكأنه ” مغمض ” العينين لـ يصبح بين ليله وضحاها الـشغل الـشاغل للملايين من الناس فى مصر وخارجها .
وخاصه بعد أن إنتشرت القصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت كالنار في الهشيم ، مما جعل البعض يؤكد صحة الرواية ،
حتى جاءت تصريحات وزارة السياحة والآثار في مصر لتؤكد أن مايتم تداوله من أخبار حول قصة نوم أبو الهول هو أمر غير صحيح بالمرة ، لتسدل الستار من جديد على “دعابة ” أثارت ضجة كبيرة فى مصر والعالم !!
من الناحية القانونية أعتقد أن ماحدث لـ تمثال أبو الهول هو نوع من ” التزوير” الذى قد يوقع صاحبه تحت طائلة قانون الآثار المصري الذي يحظر تشويه الآثار .
أما كونها دعابة وغير مقصود منها تشويه الأثر أو التقليل منه فأعتقد ان هذا يعفى صاحبه من العقوبة لـ ” حسن النيه ” .
وأيا ماكان الأمر فإن ماحدث إنما يدل على حالة الفراغ التى يعانى منها أغلب رواد مواقع النواصل الإجتماعى ويؤكد على مايسمى ب” الهبد” فى أمور لاتقدم ولاتؤخر فى شىء .. ودمتم فى أمان الله .