عبد الناصر البنا يكتب : القبض على عنتر وجارى البحث عن لبلب !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
مما لاشك فيه أننا شعب دمه حفيف ، وإبن نكته ، ويمكن الشعب المصرى هو الشعب الوحيد بين شعوب العالمالمشهود له بخفة الدم ، المصرى فى أحلك الظروف يضحك ويطلق ” النكات ” حتى فى أوقات الشدة والحزن
مشهور بخفة دمه وتهكمه على كل شىء وأى شىء ، وزى مابيقولوا شعب مالوش ” كتالوج ” إضافة إلى إنه بيفهمها وهى طايره ، وعمرك ماتعرف تضحك عليه ، ومشهور عنه ” الفهلوه ” وزمان قالوا : إحنا إللى دهنا الهوى دوكو ورسمنا عليه .

منذ فترة تداول رواد التواصل الإجتماعى مقطع فيديو لمجموعة من الصعايده أطلق عليهم ” ظرفاء الغلابه ” ،مقطع الفيديو لـ ” أغنية ” عبرت عن معاناة المصريين من إرتفاع الأسعار ، ولاقت قبولا وإستحسانا لدى رواد التواصل الإجتماعى ، فى المقطع يتهكم هؤلاء الظرفاء على غلاء الأسعار بإعادة تصوير أغنية ” الأسعار نار ” التى غناها الفنان أكرم حسنى منذ سنوات على إحدى الفضائيات فى برنامج ” أسعد الله مساؤكم ” .

وأصل الحكاية أن المصريين لما عرفوا أن ” اليوتيوب ـ والتيك توك ” وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعى أصبحت وسيلة لكسب المال ،
وكلما زادت نسب المشاهدة زاد الدخل ، على رأى الفنان عادل إمام فى فيلم “عنتر شايل
سيفه ” الساعه بخمسه جنيه والـ حسابه بتحسب ، ومن وقتها حدث ولاحرج إنهال علينا طوفان من المشاهد
المصوره ، وشفنا ناس وصل بها الحال أنها تعرض حياتها الخاصه على الملأ من أجل كسب المال ، وشفنا إللى
بينقل كل تفاصيل حياته اليومية ، وإللى وصل به الأمر لـ تعريض حياة طفلته للخطر ، وشفنا الفنانه “المحبوسه
حاليا ” وكانت تتعرى وتعرض مفاتنها على الملأ بحركات كلها إيحاءات جنسيه ، وقرأنا عن قضية “حنين” ، والشحط
إللى إنهال على مراته ضرب فى الشارع وبكاء أولياء أمور على أولادهم المقبوض عليهم فى قضايا تخدش الحياء
العام .
حاجات لا عمرنا شفناها ، ولاسمعنا عنها ، ووسط هؤلاء كان هناك ” ظرفاء ” إشتهروا بخفة الدم والترفيه عن الناس
، أمثال : الحاج ضوى فى الأقصر ــ وأبو التركى إبن سوهاج المقيم فى الكويت ، وأعتقد أن أبو التركى تحديدا وهو
حاصل على مؤهل متوسط كان من أول الناس إللى عمل ” فيديوهات” على اليوتيوب يناقش فيها قضايا إجتماعيه
فى إطار كوميدى ومنها قضايا العماله المغتربه فى دولة الكويت ، وضغوط العمل والحياة والكفيل ومعاناتهم فى
الغربه كونه عامل باليوميه فى دولة الكويت .. إلخ ، وأعتقد إن قناته على youtube كان عليها إقبال شديد وكانت
تحقق أعلى نسب مشاهده .
وفى سياق الحديث عن أبو التركى تحديدا وأنا كنت من متابعيه لـ فترة طويله أتذكر زيارة لـ ” سما المصرى ” إلى
دولة الكويت ، وأثناء الزيارة قامت بآداء حركات مبتذله بمؤخرتها بجوار أبراج الكويت ، وكانت محل نقد شديد وقتها من
رواد وسائل التواصل الإجتماعى ، وإنقسم الرأى العام حول ماقامت به .. إلخ ، وفى مقابلة مع أبو التركى على
إحدى الفضائيات الكويتيه ، سأله المذيع عن تعليقه عما قامت به سما المصرى من حركات جاءت إجابته قاطعة :
العيب مش على سما المصرى ، العيب على إللى إستضافها لـ أنه عارف كويس مين هى سما المصرى ، ولا إنتو
فاكرينها جايه الكويت تبيع سبح !!
عنتر ورفاقه الثلاثة عمال ” ظرفاء الغلابه ” مواطنين بسطاء من أبناء محافظة أسيوط قيل أنهم “حراس عمارات”
غملوا أغنيه لطيفه إسمها ” دعاء البطة “وكان دمها حفيف جدا ، ولاقت قبول لدى الناس ، وحققت نسب مشاهدة
عالية ، إضاقة إلى أغنية ” الأسعار نار ” على لحن أغنية “جبار” وهى أغنية ” فانتازيا ” فى إطار كوميدى وحققت
نجاح كبير أيضا .
لكن دائما تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ، تواترت أنباء حول القبض على هؤلاء البسطاء ، خبر القبض على
المضحكاتيه الغلابه تناقلته بعض وسائل الإعلام خارج مصر ، والعجيب أنه جاء متزامنا مع الوقت الذى دعت فيه
الدولة المصرية قوى المعارضة للحوار الوطنى ، ولم يتأكد بعد صحة هذا الخبر من عدمه ، لأنه لم تصدر أية تفاصيل
رسمية تؤكد صدق أو كذب هذا الخبر ، وأنا أعتقد إن كان هذا الخبر صحيحا فما الذى يضير الدولة من أغنية تم
غناءها من قبل ولم يحدث بسببها مايغكر صفو الناس ؟
والسؤال الأهم : هل مصر دولة هشة بهذا القدر الذى يشكل فيه مجموعة من البسطاء مايعكر صفو السلم والأمن
العام فيها ، ويمثل خطرا على أمنها وإستقرارها ، والله عيب مصر أكبر من ذلك بكثير . وهنا أود فقط أن أذكر أن لمصر
تاريخ طويل من الفن الذى ينتقد قرارات أو أوضاع أو أزمات فى المجتمع سواء فى الأعمال الدراميه ” مسلسلات ـ
افلام ـ مسرحيات ” ، وكانت تمر مرور الكرام إنطلاقا من حرية الرأى والتعبير ، ولم نسمع من قبل خبر القبض على
فنان إنتقد أوضاعا فى مصر . وأختتم بأن القبض على ظرفاء الغلابه إن كان قد تم بالفعل فهو بمثابة خطر كبير على
حرية الرأى والتعبير فى مصر .
كلمة أخيرة .. حول ماأثير مؤخرا عن النية لهدم مدفن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين وعدد من المقابر لـ
شخصيات تاريخية ومبانى ذات طبيعة أثرية من أجل تنفيذ أحد المحاور الجديدة المزمع إقامتها فى القاهره من أجل
تحقيق السيولة المرورية ، أأكد أن يتم التخطيط لـ هذا الأمر على حساب المقابر والمبانى التراثية هو ” جريمة “
بكل المقاييس ، لـ أنه لابد أن يكون هناك تخطيط جيد لمثل هذه المشروعات قبل تنفيذها ، ولابد من إستشارة
جهاز التنسيق الحضارى والتخطيط العمرانى ، والحفاظ على التراث .. إلخ ، حاصة وأن أغلب مبانى القاهرة مسجلة
فى البونسكو كونها مبانى ذات طبيعة تراثية .
كيف نحافظ على القاهرة التراثية أهم بكثير .. ودمتم سالمين “حفظ الله مصر قيادة وشعبا “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.