عبد الناصر البنا يكتب : إسرائيل تغتال أبو عاقله .. بدم بارد !!
جريمة أخرى وحشية تضاف إلى جرائم إسرائيل البشعة فى حق الشعب الفلسطينى عندما أقدمت قوات الإحتلال الإسرائيلى الغاشم على إستهداف مراسلة قناة الجزيرة فى فلسطين ” شيرين أبوعاقله ” برصاصة فى الرأس أثناء تأديتها لـ عملها فى تغطية جرائم الإحتلال الإسرائيلى فى مدينة ” جنين ” الرصاصه كانت من النوع شديد الإنفجار ، وجاءت بطريقة متعمدة بهدف إسكات صوتها إلى الأبد ، بعد أن تسببت تغطياتها الصحفية فى فضح الجرائم الإسرائيلية !!
شيرين قتلت برصاصة فى الرأس وهى ترتدى الخوذه والقميص الواقى من الرصاص الذى يحمل كلمه” PRESS ” بخط واضح ، خبر إعتيال أبو عاقله حظى بإدانة واسعة من قبل المجتمع الدولى الذى أجمع على تبنى موقف موحد حيال الإنتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد الصحفيين ، وطالبت بنحقيق فورى وشفاف وإنزال العقاب على مرتكب الجريمة البشعة بحق الصحفية ، بعد أن دأبت قوات الإحتلال على طمس جرائمها فى حق الشعب الفلسطينى .
تأتى جريمة إغتيال أبو عاقله فى ظل روايات إسرائيلية متضاربة بشأن مقتلها ، وبعد أن حاولت قوات الإحتلال إلصاق تهمة القتل فى بادىء الأمر إلى مسلحين فلسطينيين ، وهى الرواية التى تم ضحضها ، وقد فندت تحقيقات لـ منظمات صحفية وحقوقية المزاعم الإسرائيلية بشأن إغتيال أبو عاقله على أيدى فلسطينيين ، وثبت بالدليل القاطع أنه لم يكن هناك أية مسلحون فلسطينيون فى المنطقة التى تقف فيها ، ولم تكن الفقيدة فى مرمى نيرانهم ، بل على العكس كانت قوات الإحتلال هى الأقرب للمكان الذى كانت تقف فيه حيث قدرت تلك المسافة ب 150 متر تقريبا .
وفى بيان لـ قائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي تفيد بأن مقاتلى جيشهم أطلقوا النار بشكل عشوائى وربما يكون قد أودى بحياة شيرين . ووفقا لـ آخر روايات جيش الإحتلال أنه لايستبعد أن قواته قد إستهدفت شيرين بالخطأ ، وأنه ربما تكون الرصاصة التى أودت بحياتها قد إرتطمت بالأرض أو حائط ، والحقيقة أن إسرائييل دأبت فى السنوات الأخيرة على إستهداف الصحفيين وأن هناك عشرات منهم فى الضفة والقدس والقطاع تعرضوا لـ إعتداءات من قبل قوات الإحتلال ، يأتى هذا فى الوقت الذى تتنصل فيه إسرائيل دائما عن مسئوليتها وأنه طوال السنوات الماضية لم تفضى التحقيقات عن توجيه أى إتهام !!
إسرائيل لم تكتقى بقتل شيرين أبو عاقله بدم بارد وإنما أملت شروطها على أسرتها بأن تقتصر الجنازة على عدد قليل من المشيعين ، وأن لاترفع الأعلام الفلسطينية أو تردد الهتافات ، وفى جنازة شعبية مهيبة ضربت بتلك الإملاءات عرض الحائط ، وشاركت فيها جميع الأطياف الفلسطينية التى أكدت على الـ وحدة الـ وطنية والـ مؤاخاه للشعب الفلسطينى ، شيع جثمان أبوعاقله ملفوفا بالعلم الفلسطينى إلى مثواها الأخير فى مقبرة جبل صهيون بالقدس المحتلة .
فى الوقت الذى حاولت فيه قوات الإحتلال الإسرائيلى إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة باب الخليل ، حيث تقام الصلاة عليها ، فى محاولة للتضييق على المشعين الفلسطينيين الذين تعرضوا للإعتداءات أثناء تشييع الجثمان
إن ما أقدمت عليه إسرائيل هو عمل إجرامى شنيع ، يمثل إنتهاكا صارخا للقانون الدولى الإنسانى ، ويعد خرقا للقوانين والأعراف الدولية ، وهو العمل الذى كان له صدى واسع فى مختلف أنحاء العالم ، وإدانة صريحة من قبل المجتمع الدولى الذى طالب بضرورة فتح تحقيق عادل وملاحقة المخطىء ومحاسبته .
كما ذكرت أن جريمة إعتيال الصحفية الفلسطينية هى ليست الجريمة الأولى ، ولن تكون الأخيرة التى ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلى ، ولقد سبقتها جرائم كثيرة أفلتت إسرائيل من العقاب فيها ، ولعلنا نتذكر الجريمة البشعة أو ” الفاجعه ” التى إرتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيلى فى حق تلاميذ مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية الذين كانوا على موعد مع القدر ليوثق التاريخ جرائم الإحتلال الإسرائيلى ، عندما أغارت على المدرسة فى يوم الأربعاء الموافق لـ 8 أبريل عام 1970 خمس طائرات إسرائيلية مقاتلة من طراز إف-4 فانتوم ، تحمل قنابل تزن الـف رطل ، وقامت في الساعة التاسعة وعشرين دقيقة صباحا بقصفها وتدميرها على رؤوس التلاميذ الصغار . وقد أسفرت الغارة الجوية وقتها عن ” إستشهاد 19 طفلا وطفلة ، وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة ، وأصيب مدرس و11 شخصا من العاملين بالمدرسة .
هذه هى حقيقة إسرائيل ، وتلك هى جرائمها المتكررة ضد الإنسانية ، وضد الصحفيين ووكالات الإعلام الفلسطينيه ، ولعلنا نشاهد على شاشات الفضائيات يوميا الاعتداءات المتكررة التى يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون الذين يقوموا بتغطية اعتداءات إسرائيل على المصلين فى المسجد الأقصى ، على الرغم أنهم يرتدون الزى الذى يوضح أنهم صحفيون ، ويحملون كاميرات تدل على هويتهم ومهنتهم . كما حدث مع شيرين أبو عاقله .
والحقيقة أن تصدى الشباب الفلسطينى بفدائية للدفاع عن المسجد الأقصى ومقدسات المسلمين يبث الأمل فى شباب هذه الأمة . والآن يتسلل إلى سمعى صوت موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وهو يغنى ” أخى جاوز الظالمون المدى ، فحق الجهاد وحق الفدا ــ أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة والسؤددا ، وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا أو صدي