الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : شيرين أبو عاقلة .. عروس القدس

المسافة بين اخر نقطة من حدود أية دولة عربية الى حدود القدس قصيرة ، لكن بعدد هذة الأمتار شهداء ذهبوا إلى ربهم رافعين رايات النصر مكللين بزهور الجنة .
سناء محيدلى عروس الجنوب وشيرين ابو عاقلة عروس القدس توحدتا فى الدفاع عن القضية العربية واستشهدا بدلاً منا ،
حاربت سناء بالرصاص ودافعت شيرين بالكلمة والصورة والميكروفون ، الاثنتان شهيدتان قدما حياتهما دفاعاً عن قضية وطن تخاذل ابناؤه وانبطح حكامه وذبح غعلامه .
أشرار الاعلام فى بلادنا العربية يرتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام صم ، بكمُ ، عمىٌُ فهم لا يفقهون ، وإن فقهوا يبيعون ضمائرهم ،
هم أحق بالرحيل .. لكنها ارادة الحياة التى أحياناً تغفل عن الحق فتموت شيرين ابو عاقلة شهيدة ويبقى الكاذبون والمنافقون والمهللون ، صانعوا اساطير الكذب واوهام الزعامات
قدر امل دنقل ان يموت فقيراً ، عليلاً ، محسوراً على وطن غنى له( لا..تصالح ) .. ويعيش شعراء البلاط ينعمون بالعطايا ويرفلون فى الحرير والديباج ،
قدر شيرين ايضاً أن تغتال شهيدة وهى تناضل كأعلامية من أجل وطن منكوب ويبقى إعلاميو السلطان يأكلون ويشربون ويتغوطون كما تفعل الحيوانات .
الكلمة رصاصة اذا احسنت استخدامها قتلت عدوك وانقذت وطنك ، الكلمة شجرة طيبة اغرسها تطرح ثماراً ونهاراً وغداً مشرقاً ، أو تكون الكلمة أحياناً غدراً وسفهاً وكذباً وبشرى لمستقبل خادع .
شيرين ابو عاقلة المهندسة المعمارية التى درست الصحافة ثم عملت فى أكثر من فضائية .. عملت ايضاً فى إذاعة “مونت كارلو ” قبل ان تستقر للعمل فى قناة الجزيرة ،
ولدت فى عام ١٩٧١ واستشهدت فى مايو ٢٠٢٢ ، رحلت كما ترحل شمس المغيب ، رحلت تاركة خلفها شعاعاً من ضوء احمر قانى .. لونت به سماء الوطن العربى كله
انتقلت شيرين الى السماء برصاصة كلب صهيونى فى الرأس كان يريد ان يتخلص من هذا العقل الجميل الذى يفضح عنصرية الدولة اليهودية ويسجل فظائعهم بالصوت والصورة ،
شيرين يا وجع القلب ويا اخت الصدق .. باقية انتِ فى القلب والوجدان .. رمزاً اعلامياً وشاهداً على خسة وقذارة اسرائيل ومن يطبعون معها