يقول الله تعالى فى مجكم التنزيل ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ صدق الله العظيم
سبق لى أن أشرت فى سياق سابق أن من أخطر الملفات التى يمكن أن تواجه مصر فى الفترة القادمة ” ملف الإعلام ” و ” نجديد الخطاب الدينى ” ، وحذرت فى حينه من خطورة إنحراف الخطاب الدينى عن مساره الصحيح وأثره على مجتمع متدين بطبعه ، واليوم أعود لـ أأكد على ذلك بعد ” ظواهر ” جدت فى مصر مؤخرا وعددا من الدول .
من المؤكد أننا تابعنا بشىء من القلق الجدل الدائر على وسائل التواصل الإجتماعى والـ Media حول القرارات العشوائية التى دأب السيد وزير الأوقاف على إتخاذها والتى تمس مشاعر المسلمين فى عقيدتهم فى المقام الأول ، وتوجد حالة من الكره والعداء للدولة المصرية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ” قرار غلق مسجد سيدنا الحسين رضى الله عنه قبل دخول شهر رمضان بحجة تجديده ـ والتضييق على بعض الأئمة فى خطبة الجمعة وإختزال وقتها إلى عشر دقائق ــ غلق المساجد عامة عقب كل صلاة ـ وإزالة صناديق التبرعات ـ ومؤخرا إلغاء الإعتكاف فى المساجد ـ وتقليل وقت صلاة التراويح ـ ومنع صلاة التهجد .. إلخ ” وكلها أمور تمس العقيدة .
والحقيقة أن السيد وزير الأوقاف يلعب بالنار وهو لايدرى لأن البلد فى وضع ” محتقن ” طبيعى جراء الأزمات التى يعانى منها المواطن ، وإنعكاس الأزمات التى يمر بها العالم على أموره الحياتية ، وتحمله عبء الإصلاح الإقتصادى .. إلخ .
ولا يصلح أن يصب الزيت على النار ويضيق على الناس فى أمور جبلوا عليها لسنوات طوال ، وإنما تهذيبها أو وضعها فى إطارها الصحيح لايأتى إلا بالتدريج وليس ” كن فيكون ” بقرارات عنترية ، والشىء المؤكد أن هذه القرارات لو كانت من بنات أفكاره كنوع من ” تملق ” أو إرضاء القيادة السياسية فهو بلاشك واهم وتلك مصيبة وإن كانت تعليمات صادرة من جهات سيادية فالمصيبة أعظم ، وإن كنت أشك فى هذا .
ومن أدراك سيادة الوزير أن إجتماع الناس فى المساجد أو الساحات لـ آداء عباداتهم فى هذا الشهر الفضيل الذى تسلسل فيه مردة الجن والشياطين ويتسابق الناس فيه على الطاعة وفعل الخيرات فيه تهديد لـ أمن مصر وسلامتها ، مصر يامعالى الوزير إستوعبت درس يناير جيدا ، ولم ولن يكون هناك تظاهرات أبدا ، وهى والحمد لله آمنة ومحفوظة فى كتاب الله ، وعين الله ترعاها وأهلها فى رباط إلى يوم الدين .
أنت يامعالى الوزير بقراراتك ” القراقوشية ” تؤذى مشاعر المسلمين وتوجد الضغينة والبغضاء ، وما يدريك أن تداول
فيديو يمنع فيه رجالك الناس من الصلاة وطرهم من مسجد المراغى فى حلوان بحجة عدم تطبيق الـ إجراءات
الإحترازيه أو إنتهاء وقت الصلاه المحدد ، لم يستغله البعض للربط بينه وبين مشهد الإعتداء على المسلمين فى
ياحات المسجد الأقصى فى رمضان ؟
وأية إجراءات إحترازية يافندم والناس فى بر مصر ” زبادى خلاط ” كما يقول المثل العامى فى الكافيهات والمولات
وعلى المقاهى والخيام والأسواق ووسائل النقل العام .. إلخ
مصر يامعالى الوزير التى فشلت فيها كل وسائل التهديد والوعيد عند تطبيق الـ إجراءات الـ إحترازيه فى ذروه أزمة كورونا رغم الغرامات المبالغ فيها ، وعندما تلفت نظر مع أحد العامة على إرتداء الكمامة على الفور يقولك
” قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ” أو محدش بياخد أكتر من المقسوم له ، شعب تحتار فى أمره يجوع علشان يروح
يعمل عمره أو يؤدى فريضة الحج ، يتجمع حول قنبلة يحاول رجال الأمن تفكيكها ويتسابق لـ يأخذ “سيلفى ” معها ،
بل أن الأمر تجاوز لـ أكثر من ذلك بإلتقاطها ووضعها فى جردل فيه ماء !!
الحقيقة أن وجودك معالى الوزير على رأس هذه الوزارة هو الخطر بعينه على أمن مصر وإستقرارها ووحدتها الوطنيه
، ” إستقيل يرحمك الله ” فأنت عندما تضيق على الناس فى آداء شعائرهم تلعب بالنار ، ولك أن تعلم أن حملات
مفتشى وزارتك على مساجد إقامة صلاة التروايح والتهجد وفض المصلين بالقوة فيها إيذاء شديد لـ مشاعر الناس ،
والعجب أن يتم تداول فيديوهات على الـ Social Media من مصر بلد الدين ، وبلد الإسلام الوسطى، بلد الأزهر
الشريف التى قال عنها الشيخ الشعراوى رحمه الله ” مصر التي صدرت علم الاسلام إلي الدنيا كلها ، صدرته حتي
إلي البلد التي نزل فيها الاسلام ، إنها مصر ,يامعالى الوزير وستظل مصر دائماً .
ويتم مقارنة مايحدث فى مصر من منع المصلين من آداء صلاة التراويح فى الوقت الذى تقام فيه صلاة التراويح فى
ساحة” تايم سكوبر” فى نيويورك ، والعهده على youtube بالطبع وفى حراسة رجال الأمن ” والله عيب ” ويبقى
السؤال الأهم أين فضيلة الإمام الأكبر من تلك الأحداث ؟
وأختتم بدعاء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام فى سوره البقرة