الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : الساحرة المستديرة
فى فضاء كرة القدم تقام السرادقات الجماهيرية وتنصب الأحكام العرفية . ، ويعبر الكل عن رأيه ، ويختلف البعض ويتفق البعض ، ويرتفع الصوت وتلهج الألسن بالدعاء ويتحول كل مشجع الى خكم ولاعب ومدرب ومذيع .
إنه براح يسع الجميع .. سوق عكاظ للقصائد الكروية التى تمدح أو تقدح أو تبكى على الأطلال .
استوديوهات الكرة برلمان صغير يديره رئيس المجلس ويستضيف مجموعة من المحللين يمنحهم عضوية المجلس لدقائق ليطلقوا فيها العنان لافكارهم وتوقعاتهم وحبهم وانتمائاتهم وأحياناً كثيرة أحقادهم .
حياة موازية لحياة الناس .. الفرق انك فى فضاء كرة القدم تستطيع أن تعبر عن رأيك بكامل حريتك , تشعر أنك مختلف عن حياتك العادية .
تستطيع أيضاً ان تحلم كيفما شئت حتى لو هزم فريقك .. عندك الأمل باقى ،ويمكن التعويض فى المباريات القادمة .
الأمل فى كرة القدم قائم ، واليأس قاتم على رأى عمنا عادل شريف .. اروع من علق ووصف رياضة التنس .
الجميع لعب كرة القدم إما فى الشارع أو المدرسة او مركز الشباب أو أحد الأندية ..فهى لعبة اشتراكية تكافلية بامتياز .
الجميع يستطيع أن يلعبها والأفضلية دائماً لصاحب المهارة أو صاحب الكرة
إنها الساحرة المستديرة ياسادة .. كم امتعتنا وكم أوجعتنا ، لكننا نحبها بحلوها ومرها ، ولن نستغنى عنها حتى لو خرج فريقنا القومى من التصفيات المؤهلة لكاس العالم مرة أخرى !