عبد الناصر البنا يكتب : فقر الفكر !

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
أيام قليلة بل ساعات معدودة ويهل علينا شهر رمضان الكريم أعاده الله عليكم باليمن والبركات ،
رمضان شهرالخير ، وهو شهر كريم له طقوس خاصة وعادات وتقاليد لدى المصريين إعتاد الناس
عليها منذ أيام الدولة الفاطمية ومازالت مستمره حتى اليوم ، فيه الصدقات ، وأعمال الخير ،
والتقرب إلى الله ، البيوت عامرة بالموائد والمساجد عامرة بذكر الله .
لكن فى الحقيقة رمضان هذا العام مختلف ، وأعتقد أن السبب هو الأزمات المالية والإقتصادية التى
بعانى منها العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على الدول ومنها مصر ، وأعتقد أن الدولة
منذ بداية الأزمة إتخذت عدد من الإجراءات والقرارات الإقتصادية التى تهدف إلى حماية المستهلك ،
وخاصة بعد إرتفاع سعر الدولار
وإنخفاض قيمة الجنية المصرى فى السوف بما يعادل 20% ، ومنها رفع سعر الفائدة على الودائع
إلى 18% لكى تحد من معدلات التضخم ، وتعيد الإقتصاد إلى حالته الطبيعية .
ولكن على الرغم من نبل هذا الهدف إلا أن الغاية لم تتحقق ، فالأسعار تواصل جنونها ، والدولة غير قادرة على
ضبط الأسعار والسيطرة على السوق على الرغم من كل الإجراءات التى إتخذتها من أجل حماية المستهلك
والتوسع فى منافذ البيع .. إلخ ، لكن على أرض الواقع المواطن “يئن” من غلاء الأسعار وهو واقع بين “مطرقه”
الحاجة ” وسندان ” قلة الإمكانيان ، وراتبه بالكاد يكفى إحتياجاته الأساسية .
السؤال : الذى يطرح نفسه لماذا تلجأ الدولة دائما إلى المواطن فى سد العجز لديها ؟
أما يكفى المعاناة التى يعانيها من إرتفاع أسعار السلع حتى تبالغ الدولة فى فرض الضرائب عليه . ولماذا كل هذه
الزيادة الغير مبررة فى أسعار ” الخدمات” . لماذا يستنزف المواطن عندما يجدد رخصة قيادته أو رخصة السيارة أو
يستخرج أى مستند رسمى مثل البطافه أو جواز السفر أو حتى إقرار الذمة المالية الذى أصبح بقدرة قادر بمبلغ
100 جنيه ، بخلاف شهادات الميلاد والفيش والتشبيه وما شابه ذلك ، ما الذى جد على المواطن حتى يتحمل
كل هذه النفقات ؟ هل يعقل أن قيمه بطاقة التطعيم البدل فاقد 105 جنيه .
هل يعقل أن يدفع المواطن ماقيمته 70% على فاتورة المياة صرف صحى ، غير نار فواتير الكهرباء والغاز والبنزين ..
إلخ .
والله العظيم إن المواطن له طاقة .. الناس بتكلم نفسها فى الشوارع وفى حاله غليان ” مكتوم ” . إرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء .
سؤال تانى : ليه دايما الحلو مايكملش !!
إحنا عارفين أن مصر لها باع طويل فى فن الإنشاد الدينى ، وعمرنا ماننسى مبتهلين ومنشدين ذاع صيتهم فى
فن الإنشاد والغناء الدينى فى مصر أمثال ” الشيخ طه الفشنى ـ على محمود طه ـ سيد النقشبندى ـ نصر الدين
طوبار ـ محمد الكحلاوى ـ يوسف كامل البهتيمى ــ محمد الهلباوى .. وغيرهم الكثير ” ، وعلى درب هؤلاء الكبار
هناك جيل من الشباب حملوا لواء هذا الفن ويعتبروا إمتداد لهذا الجيل من العمالقة ، وأصبح لهم بصمات واضحة
في عالم الإنشاد الدينى والإبتهال ومنهم من أسس له مدرسة خاصة به فى هذا الفن مثل المنشد الشاب
الشيخ إيهاب يونس ، إيهاب يونس منشد صاحب صوت قوى مميز ، تستطيع أن تقول أنه صوت من السماء ، ومنذ
أن ظهر على الساحة الفنية وهو ينطلق بسرعة الصاروخ ، وله أعمال يشهد له بها القاصى والدانى من مريدى
هذا الفن سواء حفلاته فى دار الأوبرا المصرية ، وأوبرا الأسكندرية ، أو فى ساقية الصاوى .. وغيرها من المراكز
الثقافية التابعة لوزارة الثقافة .
لكن الشىء العجيب فى الوقت الذى كان يجب على الدولة أن تتبنى موهبة إيهاب يونس وترعاها ، كونه صاحب
مدرسة خاصة فى فن الإنشاد الدينى إن لم تتفوق على مدرسة النقشبندى فهى تضاهيها ، نجد أنه يحارب بل
ويصل به الحال من منعه من الظهور فى كافة وسائل الإعلام المملوكة للدولة من ” صحافة ـ إذاعة ـ تلبفزيون “
وأصل الحكاية هو ظهور إيهاب يونس مع الفنانة أصالة فى حفل مركز المنارة فى مايو عام 2019 مما أغضب وزير
الأوقاف وبقدرة قادر حصل ماسبق الإشارة إليه ، وكأن هناك خطة ممنهجه لوأد تلك الموهبة الشابة ، لم يترك
الشيخ إيهاب الصاعد بسرعة الصاروخ فى عالم الإنشاد بابا إلا وطرقه بما فيها باب الرئاسة ، ولكن بلا مجيب
وحتى الآن لم يعرف من هو صاحب قرار منعه من الظهور فى وسائل الإعلام التابعة للدولة ، ولمصلحه من قتل
موهبه إيهاب يونس .. الله وحده أعلى وأعلم !!
وأختتم بسور الصين العظيم أو حائط برلين
ولا أدرى من هو صاحب فكرة إقامة سور يجرى العمل فيه على قدم وساق حول المتجف الكبير ” هدية مصر
للإنسانية ” فى منطقة الرمايه بالهرم ، وعزل هذا المتحف تماما عن مساكن الضباط بالرماية ، وإمتداد هذا السور
العظيم حول مدينة حدائق الأهرام المحاطه بسور بالفعل ، وإن كان هذا السور من الضرورات الأمنية وفقا للتطوير
الجارى فى تلك المنطقة ، إليس من باب أولى ضبط الحالة الأمنية والقضاء على عشوائيات حدائق الأهرام التى
فشل محافظ الجيزة والجهات التنفيذية فشلا ذريعا فى ضبط الخالة الأمنية فيها ، والسيطرة على مافيا التكاتك
والسرقة وعشوائية البناء .. إلخ ، بما فيها التوقف الغير مبرر منذ سنوات لقسم شرطة حدائق الأهرام الذى تم
الإنتهاء من 90% منه .. أفيدونا بالله عليكم . ودمتم فى أمان الله ، وخغظ الله مصر ، وحفظ قائدها وأعاد عليه الأيام
بالصحة والعافية !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.