الإعلامي محمود عبدالسلام يكتب : مؤتمر صحفي

الكاتب محمود عبد السلام
وسط الأحداث الإقتصادية المتلاحقة التى تصدرت الواجهة فى حياة العالم ، قام ابن العم بزيارة خاطفة الى ارض الكنانة ، لم تُعْلّن المؤسسة السياسية عن الزيارة ، الذى اعُلَّنَ ان ولى عهد الإمارات سيلتقى سيادة الرئيس بشرم الشيخ فى اجتماع ثنائي ، بينما اعلنت وكالات الأنباء العالمية ان الاجتماع ثلاثى . الطرف الثالث كان رئيس وزراء اسرائيل . الوضع السياسى والعسكرى فى الإقليم فى ظل الأحداث العالمية والحرب الأوكرانية يدعوُ للقلق ، شحذ الهمم والافكار والتحركات السياسية مطلوب فى هذا التوقيت . المنطقة مشتعلة من حولنا حرب فى اليمن تمتد الى الخليج ، ايران وسيطرتها فعلياً على خمس عواصم عربية ، ليبيا الممزقة على الحدود ، اثيوبيا وتعنتها فى السيطرة على ماء النهر . اوضاع كلها مقلقة وتدعو الى ايجاد حلولً سياسية مبتكرة وتحالفات عسكرية جديدة ، الشارع المصرى مازال يرى فى الكيان الصهيونى عدواً استراتيجياً ، ولا ينسى ايادى أولاد العم المخضبة بالدماء العربية ، اربع حروب مصرية اسرائلية كم ارتكب فيها الكيان الصهيونى من مذابح وانتهاكات وقتل للاسرى والاطفال ، واحتلال فلسطين البوابة الشرقية لمصر وجزء من سوريا الممزقة فى حرب اهلية واعلان الكيان الاسرائيلى ضم الجولان واعتراف امريكا بذلك ، تورط أولاد العم ايضاً فى بناء سد النهضة وانشاء قواعد صواريخ لحمايته ، كل ذلك لا يبارح ذهن رجل الشارع المصرى ، التفاهمات المصرية الاسرائلية كانت تتم باستحياء فى ما مضى ، الاجتماعات والتفاهمات والتنسيق الأمنى كان من خلال قنوات سياسية وامنية غير مباشرة . تعبيراً عن التحفظ المصرى فى مقابل سياسة اسرائيل العدائية تجاه القضية الفلسطنية ،والحقوق العربية ،ودعم اسرائيل لكل ماهو ضد المصلحة المصرية ، يبدو ان كل ذلك ادى الى عدم اعلان وسائل الاعلام المصرية عن انضمام رئيس الوزراء الصهيونى للاجتماع الثلاثى بين مصر والامارات واسرائيل ، بينما اعلنت وسائل الاعلام الصهيونية والاجنبية وقناة الجزيرة عن ذلك !!
ايران ومصر علاقتهم الدبلوماسية مقطوعة لكن هناك ثوابت فى المواقف المصرية الايرانية واحترام متبادل فى حدود تسمح بالا تكون ايران عدواً استراتيجياً لمصر . اسرائيل تدفع المنطقة كلها بل العالم كله لذبح ايران . صواريخ حزب الله الايرانية موجهة ناحية اسرائيل والصواريخ الايرانية المتطورة تطول الاراضى المحتلة ، لو حصلت ايران على راس نووى واحد ستخضع اسرائيل لتفاهمات وسياسات جديدة تجاه العرب والقضية الفلسطينية ،لكن ايران الشيعية تحتل جزرا إمارتية وتهدد المملكة العربية السعودية وتسيطر على العواصم العربية في بغداد وبيروت وصنعاء ولها يد طولى فى سوريا . الوضع مشتبك ، عروض اسرائيل التى قدمتها بعمل حائط صواريخ يحمى المنطقة العربية هو بالأساس لحماية اسرائيل نفسها ، ولتغير قواعد اللعبة السياسية والاستراتيجية والعسكرية فى الشرق الاوسط وتحويل بصلة العداء تجاه ايران .
اولىَ لنا ان نعرف من مؤسساتنا الاعلامية والسياسية بزيارة ابن … لا مؤخذة العم لمصر ، فالعالم صغير ووسائل الاعلام كثيرة ولاخبر بمثل هذا الحجم ممكن ان يتَكتْمُ ُعليه . مثل هذة التصرفات تقزم الاعلام المصرى اكثر مما هو ، وتزيد من فجوة عدم الثقة فى التوجه العام للحكومة . نحتاج بشدة فى هذة المرحلة الحساسة عالمياً ومحلياً مزيداً من الشفافية والصدق مع النفس . حرية الاعلام معناها دولة قوية لا تخشى الحقائق حتى لو كانت الحقيقة زيارة غير مرغوب فيها لابن العم او غياب مؤتمر صحفى حول اسباب الزيارة حتى الان
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.