عبد الناصر البنا - الفضائية المصرية مقالات عبد الناصر البنا يكتب : كوبرى أبو العلا .. ومبان أثرية فى خبر كان !! بواسطة جريدة الرئيس آخر تحديث 2022/03/15 at 9:11 مساءً عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية أعتقد أن مفيش حد فينا مشافش ” كوبري أبو العلا ” أو مشى عليه وهو قاصد جزيره الزمالك من حى بولاق أبو العلا وإستمتع بروعة وجمال هذا الكوبرى ، وعبقريته الهندسية ، كوبرى أبو العلا واحد من مجموعه كبارى معدنيه أقيمت على نهر النيل فى مصر لربط شرق النيل بغربه فى ” بنها وإمبابه ونجع حمادى .. وغيرها من الكبارى المعدنيه التى تضاهى ” برج إيفل ” فى جمالها وعظمتها . سنه 1912 تم إقتتاح كوبرى أبو العلا فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى ، وأنشاته شركة فرنسية إسمها ” fives lille ” وكان المسئول عنه المهندس الفرنسى ” جوستاف ” الذى بنى برج إيفل فى باريس ،وفى عام في 1998 قامت شركة المقاولون العرب بتفكيك كوبري أبو العلا ، لبناء كوبري الزمالك الجديد وكانت الحجه وقتها أن الكوبرى متهالك !! وبين ليلة وضحاها أصبح الكوبرى فى ” خبر كان ” وتم تخريده وتشوينه تحت كوبرى الساحل بروض الفرج ، ليصبح لقمة سائغة للصوص الخردة ، ومأوى للهاربين من القانون والعداله ، وبعد أن كان الكوبرى ملىء السمع والبصر إختفت أخباره بإستثناء تصريحات لـ مسئولين فى وقتها كنوع من ” ذر الرماد ” فى العين تفيد بأن الكوبرى سوف يتم تحويله إلى مزار سياحى وتارة أخرى نقرأ خبر يقول وزارة الرى تعترض على إقامة الكوبرى ، وجهاز “حماية النيل ” يصرح ، ومحافظ القاهرة السابق يصرح ، وبقى الحال على ماهو عليه وكأنك ياأبوزيد ماغزيت . وهكذا حال الدنيا ، وأعتقد أننا من أكثر شعوب العالم تفريطا فى تاريخها وتراثها ، والمسئولين لدينا دائما وأبدا ودن من طين وودن من عجين ، ” تعوى الكلاب والقافلة تمر “ ومابين دراسة ودراسة ولجنة وأخرى ، ووزارة ومحافظة وجهاز ” تاهت” الجقيقه، وضاع الكوبرى فى الزحام وإستقر به المقام لدى تجار الخردة فى وكالة البلح للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة رحمه الله وطيب ثراه قول مأثورر ” من ليس له ماضٍ ، ليس له حاضر ، ولا مستقبل ” لخص سمو الشيخ زايد فى تلك المقولة ثلاثة أزمنه هى الماضى والحاضر والمستقبل ، فماذا صنعنا بماضينا ؟ الحقيقة أنه كان لدينا ماضى عريق عباره عن مبانى ذات طراز معمارى فريد تضاهى مبانى روما ولندن وباريس بل وتفوق عنها ، ولكن إمتدت إليها يد الهدم وأتت على الكثير منها ، ووقفت القوانين عاجزة عن ملاحقة هؤلاء المجرمين ، وحتى اليوم لايزال مسلسل هدم المباني التراثية في مصر مستمرا ، وأعتقد أنه وفقا لـ إحصائيات “جهاز التنسيق الحضاري”، يوجد لدينا نحو 6500 مبنى أثرى في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية ، وبورسعيد ، والمنيا وأسيوط .. وغيرها . وللأسف فقدنا أكثر من 75% منها فى الفتره من 2011 إلى 2014 . مصر فيها ترسانة قوانين وفيها أسطوات ممكن يعطلوا أتخن قانون ولو لمدة 24 ساعة علشان يهدموا كام بيت أثرى على كام فيلا تاريخية ، لمصلحه أشخاص بعينهم ، وقد حدث ذلك مرارا وتكرارا فى الحقب الماضية فى الحكومات المتعاقية ، ووقفت القوانين عاجزة أمام فساد الذمم وموت الضمير ، هذا بخلاف الآثار التى تم تهريبها والتى لاتزال تهرب إلى الخارج وهذا موضوع آخر وشرحه يطول . بالأمس القريب هدم قصر أندراوس باشا أو ” بيت الأمة الثانى ” فى الأقصر ، كما يطلق عليه أبناء الأقصر ، لأنه القصر الذى إستقبل زعيم الأمة سعد باشا زغلول ، كما إستقبل العديد من ملوك ورؤساء العالم ، وكان شاهدا على حضور إمبراطور أثيوبيا ” هيلا سلاسى ” للأقصر فى عام 1930 . وكان واحدا من أهم وأشهر القصور ليس فى مدينة الأقصر وحدها وإنما فى مصر كلها . ويرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن الثامن عشر على يد توفيق باشا أندراوس ، وهو مبنى على الطراز الإيطالى . وهدم !! كما هدم قصر “باسيلى باشا ” الذى أنشأته الحكومة الفرنسية في عهد الخديوي إسماعيل، ليكون مقر قنصلها في الأقصر . وأصبح مكانه فندق إيتاب بالأقصر . وقصر السلطانة ملك أو قصر أبوشنب الذى بناه مستر سنجور ، الهولندي وكان شاربه مميزا وبنى قصره على الطراز العربى وأصبح القصر مقرا شتويا للسلطانة ملك ” الزوجة الثانية” للسلطان حسين كامل ، وأول سلطانة لمصر بعد شجرة الدر ، وقصر نفرتارى المبنى على الطراز الإيطالى والمملوك لنجيب بك ميخائيل بشارة ، شقيق أندراوس باشا ، دا غير قصر يسى باشا أو بيت الأقصر الكبير المملوك لـ عائله أندراوس فى الأقصر أيضا . هذا بخلاف المقامات والأضرحة التى تم هدمها سواء لتوسعة الطرق أو إقامة مشروعات توسعه كما جدث فى إعاده إفتتاح طريق الكباش وهدم مبانى لها قيمة تاريخية وأثرية كبيرة ، وماحدث فى القاهرة وغيرها من المحافظات ، ومازاد الطين بله أن يعرض قصر الأمير يوسف كمال الأثرى والحديقة الملحقة به فى قرية” المريس” بالأقصر للبيع فى المزاد العلنى ويالها من مهزلة تاريخية ، والله إن ضمير الأمة ووجدانها يستغيث لوقف تلك المهازل والمؤامرات التى تحاك لـ ماضينا ، أما يكفينا هدم فيلا أم كلثوم وغيرها من المباني التاريخية والتراثية ذات الطراز المعماري الفريد. أو المبانى التابعة لحقبة تاريخية معينة ، أو تلك التى كانت مسكنا خاصا لإحدى الشخصيات المهمة والتاريخية . أفيقوا يرحمكم الله !! ادراوس باشاالاقصرالكباشالمريسبيت الأمة شارك FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestالبريد الإلكترونيTelegramطباعة