بمجرد أن أعلن قيصر روسيا الحرب على أوكرانيا إجتاحت العالم موجة من الـ إرتفاع الجنونى فى الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل ، وعلى مايبدو أن ” بوتن” عامل حساب كل كبيرة وصغيرة وبلغة الشارع ” منفض” لـ أمريكا وكل حلفاءها من الناتو ودول الغرب المتحالفة ضده . لكن العجيب أنه فى الوقت إللى وقف فيه العالم يحبس أنفاسه قلقا من تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية التى دخلت أسبوعها الثانى ، والتداعيات الـ إنسانية والكارثية التى يمكن أن تسببها وخاصة على الـ أمن والسلم الدولى وما قد تسببه من صراعات حول العالم .
كشف المتحدث باسم الكرملين عن الشروط التى تمليها روسيا على أوكرانيا لـ وقف الحرب فورا إذا إستجابت لتلك الشروط وهى ” أن تعترف أوكرانيا بأن شبه جزيرة القرم ، أرض روسية ، وتعترق بأن دونيتسك ولوغانسك دولتين مستقلتين . وعلى أوكرانيا أن تعدل دستورها بما يضمن عدم إنضمامها لـ أى تكتل فى المستقبل ” . وهى شروط إعتبرها البعض تعجيزية وفى ناس إعتبروها معقولة !!
أنا أعتقد أن الأزمة أظهرت تعاطف ملموس من رجل الشارع أو المواطن المصرى البسيط مع الرئيس الروسى
” فلاديمير بوتن ” أعتقد لـ فطنة المواطن البسيط بعدالة الحرب التى يخوضها بوتن ضد لوبى أمريكا وحلفاءها
من دول الناتو ومن دول الغرب ومن اللوبى الصهيونى تحديدا والله أعلم . دا على الرغم من الموقف الرسمى للدولة التى صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للامم المتحدة .
لكن أتوقع أنه عندما تضع هذه الحرب رحالها إن طالت أو قصرت ، بوتن ح ” ينجعص” فى ” سقيفة ” الكريملين وهيقول لوزير خارجيته ” سيرجى لافروف ” ووزير دفاعه ” سيرجي شويغو ” هاتولى إللى كانوا معانا واللى كانوا ضدنا ، وهيحاسب كل واحد على قد نيته ، وربنا يسترها ، مش المثل بيقول ” عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة ” بس ياريت محدش ياخد الكلام على قلبه .
عموما الحرب على اوكرانيا جعلت العالم يقف على أطراف أصابعه ليس لـ إعادة خريطة توازنات القوى فى العالم فقط أو الدخول فى حرب عالمية ثالثة وحروب الطاقة .. إلخ ، وإنما للخوف من موجة الجوع التى قد تجتاح العالم وخاصة الدول النامية والأفريقية ودول العالم الثالث وغيرها ، والحقيقة أن بوادر هذه الأزمة ظهرت مبكرا فى الكثير من دول العالم الثالث .
ولعل الشىء العجيب أن تجتاح مصر موجة غير مبررة فى إرتفاع أسعار السلع ومنتجات لادخل للحرب فيها مثل البيض والفراخ ومنتجات الألبان إضافة إلى الخبز وأشياء أخرى كثيرة فى وقت “يئن” فيه المواطن ويصرخ من غلاء أسعار السلع والخدمات .
والحقيقة ان الحكومة وقفت عاجزة عن ضبط السوق والسيطرة على السلع والخدمات ، وخاصة فى ظل إرتفاع جنونى فى الأسعار على مستوى العالم ، مما قد يستدعى تدخل الحكومات فى الدول الغربية لـ إيجاد توازن بين العرض والطلب والأسعار فى تلك الدول التى توفر بالطبع الحياة الكريمة لمواطنيها ، فما بالك بالدول التى تسير على بركة الله وأحيينى إنهارده وأمتنى بكره ؟
ذكرت آنفا أننا أن المواطن فى قرى وصعيد مصر لايهمه من الكاسب ومن الخاسر فى هذه الحرب ولا من يقف ضد من ، كل مايهمه هو أن يجد مايسد به قوت يومه ، ولعلنا نعلم أننا رغم ماتحقق من إنجازات فى ملفات عديدة ومنها ملف الزراعة ، والتوسع فى زراعة القمح ، إلا أننا حتى الآن لم نصل إلى الإكفاء الذاتى فى مسأله الغذاء عموما بإستثناء ” التمور والموالح والفراولة والبطاطس وغيرها من المنتجات الزراعية الأخرى التى أصبحنا نصدرها إلى أوربا والخارج ، لكن لايزال الطريق أمامنا طويل جدت للوصول إلى الإكتفاء الذاتى من سلعة ” إستراتيجية ” مثل القمح .
المواطن يرى أنه على الرغم من هذا التقدم إلا أن أسعار السلع ليست فى متناول يده وهو يدلل على ذلك بالإستزراع السمكى وماتبعه من بروبجندا إعلاميه ، إلا أن أسعار السمك فى إزدياد وعلى رأى أحد الظرفاء لما شفنا ” بركة غليون ” قلنا ح نفطر ونتعشى جمبرى . وبعيدا عن غليون والجمبرى فإن الفجوة بين ماننتجه من القمح ومانستورده كبيره جدا ، ولذلك تعتمد مصر على عدد من الدول من أجل سد تلك الفجوة ومن بينها روسيا وأوكرانيا ودول الإتحاد السزوفيتى السابق ، ولاشك أن الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على القمح فى مصر على المدى البعيد ، والحمد لله أنه وفقا لـ تصريحات رسمية لدينا مخزون إستراتيجى يصل لـ أربعه أو خمسه أشهر .. إلخ ، ولدبنا هذا الموسم نحو 3.5 مليون فدان مزروعة قمح تصل إنتاجيتهم لـ نحو 9 ملايين طن ، ويقال أن هذه الكمية تكفى إحتياجاتنا لمدة 6 شهور، إضافة إلي الـ مخزون الإستراتيجي الذى ذكرته .
والسؤال : ماهو سبب الزيادة الغير مبررة فى أسعار المنتجات الغذائية التى تعتمد على القمح وأين الحكومة
واين وزارة التموين والرقابة على الأسعار ؟
نعم نحن نعلم أن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لها تداعيات وخيمة على الصعيد العالمى فيما يتعلق بالغذاء ، وان الجوع الشديد قد يهدد عائلات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، خاصة وأن “روسيا تعد أكبر مصدر للقمح في العالم ، وكذلك أوكرانيا التى برزت بشكل ملحوظ بين مصدري الحبوب على مدار العقد الماضي وتتجه 40 % من شحناتها السنوية من الذرة والقمح إلى الشرق الأوسط وأفريقيا . لكن أعتقد أنه من السابق لـ أوانه رفع الأسعار فى مصر بهذه الصورة المبالغ فيها .. وللحديث بقيه