عبد الناصر البنا يكتب : نهاية العالم بالنووي !

يبدو أن الأزمة الروسية الأوكرانية قد تضع حدا لـ نهاية كوكب الأرض وتدخل الإنسانية فى دهاليز اللاعودة ، بعد أن وضغ الرئيس الروسى ” فلاديمير بوتن ” قوة الردع النووى فى حاله تأهب قصوى ، وهدد برد مزلزل ضد أى هجوم نووى على حلفائه ، وفى ظل التقارب الروسى الصينى ومحاولة زعيم كوريا الشمالية أن يكون طرفا فى النزاع ، وهو ما جعل العالم يكتم انفاسه ويترقب بحذر مجريات الأحداث ،
هل باتت نهاية العالم وشيكة إذا مافكرت الصين فى غزو تايوان ، سؤال بات منطقيا بعد أن أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا على خلفية إعلان أوكرانيا رغبتها فى الإنضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسى ورفض روسيا لذلك ، وطلب “بوتن” خفض عدد قوات الناتو والمعدات العسكرية المتمركزة في أوروبا الشرقية .
العالم يحبس أنفاسه وحال باله يقول : هل يضغط بوتين على الزرّ النووي ؟
والبنتاجون يعلق بأن واشنطن لم تسجل أي تحرك نووي روسي ” ملموس” . والحقيقة أن الاحداث تتصارع وأمريكا لاتعلم أين تضع نفسها خاصه بعد أن أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا رغم تهديدات أمريكا والناتو وتحذير الغرب لـ روسيا من مغبة هذا الغزو ، وإذا مادخلت الصين فى حرب مع ” تايوان ” ورأت أن الوقت بات مناسبا لعوده تايوان إلى السيادة الصينية بإعتبارها جزءا منها ، فماهو موقف الولايات المتحدة الامريكية ، هل تضحى بتايوان أم بأوكرانيا ، وهل يتغير الوضع أو يزداد تعقيدا إذا مادخل زعيم كوريا الشمالية ” كيم ” فى اللعبة ؟
أسئلة كثيرة تثيرها الأزمة بين روسيا وأوكرانيا
لـ أمريكا تاريخ دموى لايمكن لـ أحد أن ينكره ، وعلى مدى 250 عاما هناك 20 عاما فقط هى التى لم تعتدى فيها أمريكا على دولة خارجية ، أمريكا التى راح ضحية قنبلتها النووية على مدينى هيروشيما ونجازاكى اليابانية أكثر من 400 ألف يابانى ، أمريكا التى قتلت أكثر من مليونى عراقى ، أمريكا التى قتلت ودمرت وشردت العديد فى أفغانستان وفى العديد من دول العالم ، أمريكا التى يهابها الكثير من الدول العربية ، وتدفع لها “جزية” يومية مقابل حايتها وبقاءها فى السلطة . هل تقف مكتوفة الأيدى إزاء تلك التهديدات أم سوف يكون لها دور فى ميزان القوى .
الوضع متوتر ولاينقصه إلا إعلان الصين للحرب ، فهل ستلعب الصين بورقتها الأخيرة فى هذه الخرب لتكون هى الورقة الرابحة لروسيا فى ازمتها ، وهل تجر الصين أمريكا للدخول فى حرب عالمية ثالثة وما الذى يريده أصحاب العيون الضيقة على وجه التحديد ؟
الحقيقة أن غزو روسيا لـ أوكرانيا غير كثيرا من قواعد المعادلة وربما قد تغير قواعد اللعبة العالم ، وتقوده إلى
“شريعة الغاب” التى يأكل فيها القوى الضعيف ، وتعاد توزيع خريطة العالم من جديد . بعد غزو روسيا لجارتها أوكرانيا أرسلت الصين بمقاتلات جوية إخترقت المجال الجوى لـ ” تايوان ” حليف أمريكا وفى وقت سابق قامت المقاتلات الصينية بإختراق المجال الجوى لتابوان فى العام الماضى مما رفع حدة التوتر بين الدولتين
اليوم يبدو أن أمريكا ” بايدن ” قد أصابها الوهن أو ” الجبن ” إن شئت قل ، بدليل أنها لم ترد على إختراق المقاتلات الصينية للأجواء التايوانية ، فى الوقت الذى خرجت فيه الصين بتصريحات رسمية صادمة لـ امريكا أعلنت فيها أن تايوان جزءا لايتجزأ من التاريخ الصينى ، وأنه لن يستطيع أحد أن يغير تلك الحقيقة ، بل وأعلنت
عن رفضها وصف أزمة أوكرانيا بأنها ” غزو ” روسى . وقالت أنه شأن داخلى ، وقالت إن كلمة غزو أو عدوان التى يستعملها الاعلام الغربى فى وصف الأزمة الحالية غير دقيق لأن الإعلام لم يستخدم هذه الكلمات أثناء العمليات العسكرية ضد العراق وأفغانستان على الرغم من أنها عمليات لاتستند على أى أساس من القانون وبدون إذن مسبق من الأمم المتحدة ، وهى حروب وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء .
دونالد ترامب الرئيس الأمريكى السابق فى أكثر من مقابلة تليفزيونية صرح بانه يعلم أن ” بوتن ” يريد غزو أوكرانيا رغم نفيه المتكرر وفى إجابته عن سؤال هل تعتقد أن الصين يمكن أن تشن حربا على تايوان أجاب نعم وقال لكن إن كنت رئيسا لـ أمريكا فلن نستطتع !!
المواطن فى قرى مصر وصعيدها ودلتها فى كفر البدماص ومحلة روح وفى الرفشة وكوم البجا والشلايلة وعزبه البوصة والقمانة وسيدى بشر والداخله والشلاتين ورفح لايهمه كيم أو شى أو بوتن أو بايدن كل مايهمه هو أن يجد مايسد به قوت يومه خاصة فى ظل ظروف معيشية صعية ، وموجة الغلاء التى يمكن أن تجتاح العالم جراء نقص الغذاء والحبوب ، وفى ظل أوضاع إقتصاديه بالكاد يصل فيها راتب الموظف فى مصر إلى منتصف الشهر ، ويكمل بقية شهره بالأكف المرفوعة إلى السماء . حفظ الله مصر