عبد الناصر البنا يكتب : العالم على أطراف أصابعه !

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
تابعنا عبر شاشات التليفزيون ووسائل الأنباء المحلية والعربية والعالمية الأزمة المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا ، والتوتر الذى حدث بين الدولتين على خلفية إعلان اوكرانيا رغبتها فى الإنضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسى ورفض روسيا لذلك وطلبها من أوكرانيا لـ ” ضمانات أمنية ” أو تعهد ملزم قانونا بذلك ، إضافة إلى خفض عدد قوات الناتو والمعدات العسكرية المتمركزة في أوروبا الشرقية ، وهدَّدت ” برد عسكري غير محدد” إذا لم يتم تلبية تلك المطالب بالكامل .
الولايات المتحدة الأمريكية وأعضاء فى ” الناتو ” رفضوا هذه الطلبات وحذروا من مغبة غزو روسيا لـ أوكرانيا مع التلويح بعقوبات إقتصادية في حالة غزوها لـ أوكرانيا . وتطورت الأزمة بعد فشل الحلول الدبلوماسية وبدأت روسيا فى إجراء مناورات عسكرية على حدود أوكرانيا ، وأظهرت صورا للأقمار الصناعية الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا فى ظل توقعات غربية بهجوم روسى وشيك كاسح على أوكرانيا .
وفجر يوم الخميس أعلن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن إطلاق عملية العسكرية شرق أوكرانيا تهدف إلى “نزع سلاح” حكومة كييف التي إتهمها بالإشراف على “إبادة جماعية” في المناطق الشرقية من أوكرانيا .
والجدير بالذكر أن أوكرانيا كانت جزء من جمهوريات الإتحاد السوفيتى السابق التى أعلنت إستقلالها بعد إنهياره بسبب سياسة التجديد وإعادة البناء ” البيريسترويكا – Perestroika ” التى إنتهجها الرئيس السابق ميخائيل جورباتشوف وأدت فى النهاية إلى تفككه وإستقلال عدد من الجمهوريات .
الآن أنظار العالم كله تتجه صوب أوكرانا وخاصة وأن الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا تنذر بعواقب وخيمة يتجاوز أثرها القارة الأوربية ، بما فيها منطقتنا العربية ، الرئيس الروسى” بوتن ” الذى عمل ضابطا فى جهاز المخابرات الروسى ” KGB ” والمدفوع بنزعه قومية روسية يحلم بإستعادة الاتحاد السوفيتى كما كان ويريد إستعادة الدور المحورى لـ روسيا وخاصة وأن أغلب جمهوريات أسيا الوسطى التى تضم ” أرمينيا ـ طاجيكستان ـ كازاخستان ـ قيرغستان ” التى إستقلت بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى إضافة لـ روسيا وبلاروسيا ” وأوزبكستان وتركمانستان وأذربيجان ” كلها شريكه فى مايسنى ” منظمة الأمن الجماعى ” .
أما ” جورجيا وأوكرانيا ” فقد وقعتا تحت الغواية الأمريكية بالإنضمام الى حلف الناتو ، وهذا هو السبب فى رد الفعل العنيف من بوتن الذى أعاد بناء روسيا وطورها وجعل منها قوة عسكرية ونووية وصاروخية جبارة لايمكن الإستهانة بها ، ومن خلال علاقته مع ” التنين الصينى ” إستطاع بوتن أن يقفز بروسيا إلى قمة العالم ” تكنولوجيا ـ إقتصاديا ـ ـ تسليحا ـ فضاءا .. إلخ ” حتى أصبحت روسيا اليوم طرفا فاعلا فى إعادة تشكيل العالم .
العلاقة الغير محدودة بين روسيا والصين بوصفها أكبر شريك تجارى لـ روسيا قللت من مغبة العقوبات الإقتصادية التى فرصت ضد روسيا أو التى قد تفرضها واشنطن مع الإتحاد الأوربى ، أما تداعيات الأزمة على الصعيد العالمى فيما يتعلق بالنفط والطاقة والغذاء قد تكون وخيمة خاصة وأن الجوع الشديد وفقا لتفارير صحفية قد يهدد عائلات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جراء تأثير الأزمة على أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، خاصة وأن “روسيا تعد أكبر مصدر للقمح في العالم ، وكذلك أوكرانيا التى برزت بشكل ملحوظ بين مصدري الحبوب على مدار العقد الماضي وتتجه 40 % من شحناتها السنوية من الذرة والقمح إلى الشرق الأوسط وأفريقيا .
الحقيقة المؤكدة هى أن “الصراع يؤدي إلى الجوع ، والحرب ستؤدي إلى مزيد من إنعدام الأمن الغذائي فى عدد كبير من دول العالم ، وأعتقد أن العقوبات الإقتصادية ضد روسيا لو إمتدت إلى قطاع الطاقة فإن ” مصائب قوم عند قوم فوائد ” لأن دول الخليج والدول المصدرة للنفط قد تكون المستفيد الأكبر من التطورات الأخيرة على الساحة الأوكرانية . خاصه وأن روسيا تعد ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ، والمسئولة عن 40 % من واردات أوروبا من الغاز الطبيعي . لكن الشىىء المؤكد أن الأسعار سوف تكون عند أعلى مستوياتها .
لو نظرنا إلى الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا من زاوية أخرى نجد أن المتغطى بأمريكا والناتو “عريان” وخاصة فى ظل التصريحات الهزلية لـ رئيس أمريكا ” جو بايدن ” والموقف المتخاذل لدول أوربا وليس كما إعتقد البعض أن مايحدث هو نسخة جديدة مطوَّرة من الحرب الباردة بين روسيا والغرب ، فالوضع بالنسبه لـ بوتن مسأله كرامه ولعلنا لاحظنا وقوف الرئيس الأوكرانى ” فولوديمير زيلينسكي” مكتوف الأيدى يدعو بين ليلة وضحاها مواطنيه القادرين على حمل السلاح الإنضمام إلى صفوف الجيش للدفاع عن بلدهم .
أما لو عقدنا مقارنة بين موقف قادة الدول ، فالأزمة أظهرت شجاعة قيصر روسيا مقارنة بقادة مثل ” بايدن ـ ماكرون ـ بوريس جونسون ـ زيلينسكي رئيس أوكرانيا السياسى المولود عام 1978 إلى جانب كونه كاتب سيناريو ، ومخرج وممثل كوميدى ومنتج سينمائى وأظهرت الفرق فى المواقف بين بوتن إللى مكانش ينفع يقف مكتوف الأيدى وهو شايف صواريخ الناتو وأمريكا تنصب على بعد كيلو مترات من روسيا وبين بقية القادة .
المشاهد المصورة التى تنناقلها وكالات الأنباء العالمية من أوكرانيا تظهر مدى تقدمها ، ونظافة شوارعها ومبانيها والحفاظ على طرزها المعمارية التى لاتقل جمالا عن المبانى التى تضمها مدينة القاهرة بطرزها المعمارية الفريدة من نوعها ، وأظهرت رقى وتحضر شعب أوكرانيا حتى فى ظل النزوج الجماعى إلى الدول المجاورة هربا من الدمار الذى تتعرض له بلادهم .
خفة دم المصريين فى تعاملهم مع أزمة روسيا وأوكرانيا على وسائل التواصل الإجتماعى لايمكن تجاهلها
رواد التواصل الإجتماعى وضعوا صوره لزعيم كوريا الشماليه ” كيم جونغ أون ” وهو ينظر إلى السماء وحال باله يقول : يارب إنت عارف إن خلقى ضيق وروحى في مناخيرى ، إبعدهم عنى بدل ما أجيب عاليها واطيها ، وصوره له هو وقادته بقف ينظر إلى السماء مستنى حتى طياره ورق تعدى ، وصوره له مع أحد جنوده وهو وهو بيقول له : هكرلى أكاونت بايدن وإشتمنى بالأم ، وفى تعليق آخر أم كيم تخاطب بوتن : ممكن أعرف إبنى مش بيحارب معاكم ليه ، وهو يرد : إبنك ياهانم عايز يضرب نووى ويموتنا كلنا ، بخلاف التعليقات على جمال الأوكرانيات وإنتظار المصريين لقدومهم بلهفة ، عينه مقابلتهم بالأحضان وبيتنا مفتوح ليكى .. إلخ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.