الشيخ اكرامي منير ريحان يكتب : تصحيح المنهاج في فهم حقيقة الاسراء والمعراج

الشيخ إكرامي ريحان
 لقد ثبتت واقعة الاسراء والمعراج بالنصوص الشرعية القاطعة
القرآن الكريم ”  قولة تعالي ” سبحان الذي اسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الي
المسجد الاقصي الذي باركنا حولة  ( الاسراء  : 1 )
وقال تعالي  افتمارونه علي ما يري  ولقد رءاه نزلة اخري عند سدرة المنتهي  عندها جنة المأوي ( النجم : 8 )
ومن السنة النبوية المطهرة / تعددت روايات الاسراء والمعراج في السيرة والاحاديث اذا ليس هناك حديث واحد  يجمع ما ورد من احداث في هذه القصة ؛ وانما هناك احاديث كل حديث منها يشير الي جزء او جانب من المرحلة المباركة وان هذه الروايات ورد بعضها مطولاً ويعضها مختصراً ؛ وقد اورد الامام السيوطي نحو ستاً وعشرين رواية عن انس بن مالك ؟ وابي بن كعب ؛ وبريده ؛ وجابر بن عبد الله ؟ وحذيفة بن اليمان ؟ وسمرة بن جنوب  ؟ وسهل بن سعد ؟ وشداد بن اوس وابن عباس ؟ وابن عمر ؛  وعبد الله بن مسعود ؟ وعلي بن ابي طالب وغيرهم كثير حتي وصلت حد التواتر ؟ ونود ان نفند القول في هذه القصة حتي يزول الشك وينجلي الاختلاط عن الافهام ويزول التعارض بين العقل والنقل وحتي تخرج من هذه الشبهة التي قد ترجف بالمجتمع وتؤذي مشاعر المسلمين في شتي بقاع الارض  وبحسبان ان هذه القضية تتعلق بالمقدسات في الاسلام وباعتبار ان المقدس متعلق بالذات الإلهية ؟ ولكننالا ننسي ان اهم المقدسات علي الارض هو الانسان نفسه متمثلاً في العقل البشري الذي هو مناط التكليف ومحل الخطاب بالمعجزات والايات ؟ فهذه محاولة منا لوضع الامور في نصابها من غير اعتداء علي النصوص الشرعية الصحيحة او اهمال للعقل البشري الذي هو اسمي المقدسات علي الارض كما قدمنا  .
وحجر الزاوية في هذه القضية من وجهة نظرنا هو تكيف هذه القصة من الناحية الشرعية وهل هذه معجزة ام حادثة ؟
فمعجزات الانبياء وتأتي للاثبات نبوتهم عليه السلام ماما اقوامهم واظهار بعض قدرات الله الخارقة علي ايديهم وهي بالتالي  التي تحتاج الي شهود عيان للاثبات الواقعة وروايتها علي من لم يراها وبالتالي تكون حجة لله وانبيائه علي عباده ؟ ولكن هذا لم يحدث فيما يخص الاسراء والمعراج فلم يكن هناك شاهد واحد من البشر علي الاقل ليروي الواقعة فهي حدثت في الليل حيث نطق بذلك القرأن الكريم  قال تعالي ( سبحان الذي يسري بعبده ليلاً ) ولم يكن مع النبي صلي الله عليه وسلم غير جبريل عليه السلام الذي هو اصلاً لم يراه احد غير رسول الله صلي الله عليه وسلم  وتمت الرحلة بسرية تامة ومن غير اثر ولا علامات تركتها لتدل عليها
والحقيقة ان هذه السرية التامة تفقد المعجزة قيمتها و تقلل من اهميتها بالنسبة للإثبات النبوة امام القوم ؟
لذلك لم ينكف المشركين عن مطالبة النبي  صلي الله عليه وسلم  بإيجاد و معجزة حسيه وهذا ما ذكره القرأن الكريم حتي في
نفس السورة التي روت الاسراء الايات ( 91 : 93 )
[ قال تعالى:  وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوتَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوتُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوتَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَويَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوتَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) ]
فالحادثة جاءت لتأييد الرسول صلي الله عليه وسلم  وليس لتأييد الرسالة فقد جاءت هذه الحادثة تسرية عن الرسول الله صلي الله عليه وسلم  بعد عام الحزن وهذا ما يجعلنا نرجح توصيف هذه الرحلة المباركة بأنها (حادثة) وليست معجزة وهذا ما تبنته جميع كتب السيرة عند تصنيفهم للأبواب السيرة النبوية العطرة
ويبني علي ذلك عده لا نتائج اهمها :
ان المسلمين مطالبون بلإيمان  بهذه الحادثة وانها وقعت لرسول الله صلي الله عليه وسلم  بالفعل لانها اصبحت جزءا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ولا يجوز انكارها
ان غير المسلمين غير مطالبين بضرورة الايمان بها  او اعتقادها لأنهم لم يعاينوها ولم تكن معجزة مظهره لهم كالقرآن الكريم مثلا فهو معجزة معلنه لهم ومتحدي به وهو حجة علهم وعلي الكافة ؛ لذا كانوا مطالبين بالأيمان به قال تعالي قل امنو به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا الكتاب من قبله اذا يتلي عليهم  يخرون للاذقان سجدا …
( سورة الاسراء : 107 ) ولكن عليهم ان لا يتعرضوا للقصة ولا ينكروها لأنها اصبحت جزءا من تراث المسلمين ومقدساتهم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وان التعرض لها مثابة التعرض للقرآن والسنة ونذكر ان هذا الاعتداء مجرم بنص الدستور والقانون
نسأل الله العلي العظيم فهماً لكتابه وعملا بسنة نبيه صلي الله عليه وسلم
وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
كاتب المقال إمام وخطيب بوزارة الاوقاف
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.