” ملحمة الزمن ” .. الأديب الاوكرانى الروسى أناتولى سافرونوف

كتب / ناصر النوبي
ولد الكاتب والشاعر الروسى السوفيتى الاوكرانى (اناتولى سافرونوف) بمدينة منسك،الواقعة فى جمهورية اوكرانيا السوفيتية،عام ١٩١١، وقد بدأ سافرنوف،بنشر اعماله الادبية  منذ عام ١٩٢٩ ومنها مجموعة شعرية تحت عناوين (الايام)
وملحمة الزمن ، والعديد من الأعمال والاغاني المهمة التى تغنى بها كلا من الشعب الاوكرانى والروسى ،وكان سؤال المفكر والشاعر والاديب الكبير فى ملحمة الزمن التى انشر الآن قصيدة منها ربما تفسر أوجه التقارب بين روسيا وإوكرانيا، رغم طبول الحرب التى تدق الآن بين البلدين ،
فهى قصيدة عالمية وانسانية ،من الطراز الرفيع ، حيث  يسأل الشاعر سؤال مهما : هل الفترة من الحياة التى نحياهاطويلة ام قصيرة ؟ ويجيب البعض على النحو التالى، :
يعيش الانسان يوما ما من حياته يكون مليئا،بالأحداث ربما تكون الحرب التى على وشك الاندلاع،الان بين روسيا
واوكرانيا، التى يمكن ان تملأ الفراغ فى عدة سنوات بذكريات مؤلمة اذا تحقق له النجاة من الحرب ، وتمر الايام
تكون أطول بكثير ولكن لا يتذكر منها الانسان شيئ يذكر ،
ويؤكد، سافروف على اننا نعيش فى عصر متوتر ومحتدم،للغاية ،وكل يوم يمر يكون مشبعا بالأحداث الكبيرة والصغيرة وهذا يجبرنا على التفكير ليس بالماضي  فقط بل يدعونا للنظر بعيدا إلى المستقبل ،، هذا على لسان
الكاتب والشاعر من مقدمة كتابة العبقري ملحمة الزمن  والذى قام بترجمة ونشره د.ماجد علاء الدين
وجدير بالذكر ان سافرنوف كان من كبار أنصار القضية الفلسطينية فى استعادة حقوقه المسلوبة،،
اترككم الآن للاستمتاع بقراءة هذه القصيدة التى تؤكد على أهمية السلام ولا للحرب ، وأن ام الفواجع ان تفقد الأم ابنها فيموت الأبناء فى الحروب وتبقى الأمهات ثكلى ،وهى تعيش على قيد الحياة ،فهذا هو الألم الذى ليس بعده ألم
وكأن(سافرونوف ) …كان يستشرف ماذا سوف يحدث ولقد حذر منه ، فهل تتوقف الاقدار ام تستمر الدموع على كوكب الأرض …..
الزمن – سبيكة مصائب وويلات ،
في عروق المسرة والانتظار .
الزمن – لوحة الماضي
من الابتسامة ، حتى الوداع والدموع
بيد أننا وقود للزمن
وكل منا يحمله ، شاء أم أبى
يخوض المعركة من أجله ،
ويعيش الذكريات من بعدها
إن سير الحياة نسجت الزمن ،
خيوطا متباينة الالوان ،
وإننا لنذكر كل شيء :
الاحتفالات ،
ومشانق الاعدام ،
في أوربا ،
وأمريكا ،
وآسيا
حتى على سطح القمر ،
وأنت تعيش وحيداً
كحبيبة رمل في زمجرة العاصفة . ..
وأنت لست وحيداً –
مشدوداً إلى الأرض تعيش – تغني
تموت ـ تمضي وحيداً في الاحلام الزرقاء
كنت مفيداً نافعاً لفترة ما
. وفي ذكرى الأربعين ،
حين يجتمع الأصدقاء
لنقاش مسألة مهمة
أصبحت الساعة أكثر وضوحا
وأنت تسبح بعيداً
وأصوات الأصدقاء
والزمن يسير غير مبال
لاتسمع وقع الخطى على الأرض
وأصوات الاصدقاء في حلقة دافئة ،
والزمن يسير غير مبال
يعصف في الشراع .
فخيطك يبقى إلى الأبد ،
لم ينسجه النساجون
فهو يعود لبدايتك الأولى
إلى الطفولة البعيدة ،
حيثما عشت حياتك
وفركت الأعشاب بقدميك العاريتين
وكسرت الزجاج ،
واهتزت أطر النوافذ ،
والأم تعاني عشرات السنين
كيف لا وقد هاهي قد غذتك من ثدييها
هاهى تقف خلف المنضدة
وارتجف صوتها ،
وحولها أصدقاؤك ـ رفاق الزمن
تغطيك بجناحها
لقد كانت فخورة ،
عيناها جافتان تبكي صامتة ،
وتسمع العبارات فيالها من سعادة ،
أنها مازالت تحيا
وتسمع كلمات الأصدقاء عن ابنها
أنت قد غادرت أما الأم فمازالت تعيش
وأنت تنأى عن الشاطىء
إلى عالم بعيد
هل ثمة مصيبة فوق الأرض أكبر من أن تفقد الأم ابنها؟
لقد جمد الأصدقاء المتيمين وجلين
وولج الى البيت شيء أكبر من الموت
فليذهب ، فليذهب ،
ويطير في العالم مهددا بعقاب أليم
إن الزمن ـ تدريب وحرب .
لا يعرف الحدود ،
فترانا نقاتل طوال حياتنا وندافع ،
تارة عن أنفسنا ،
وتارة،عن العالم ،
وفي الحقيقة هما شيئان لايتناقضان
حقيقة واحدة كالأرض ،
والأعشاب التي وطئتها
بقدميك الحافيتين
في أرضك العزيزة – روسيا ،
منتظراً ، أملا في الحب والمطر
وفي آية أرض وجدت
، وأية روائع جمال شاهدت
كنت تعلم بعد التحليق الطويل ،
باللقاء معها كا مع الحبيبة .
وهكذا عشت الحياة –
فانظر الآن إلى الخلف ،
لا كما تنظر إلى الزجاج ،
أنظر بعمق ، کلا استطاعت عيناك ،
انظر إلى ماضيك العريق ،
ومعاركك العالمية .
وإذا تناسيت الزمن ،
فهو دائما يذكرك برقمه
ويسجلك في قائمة الشرفاء
وتدخل في دائرة مغلقة
لكم وددت لو أبقى إلى الأبد
صبيا ،
لا يعرف الحزن والحب ،
تؤنبه الأم بأصبعها كل الوقت
وترجوه بمودة هاتفة : ـ
عش ، عش يابني !
امش فى الهضاب والسهول
أغسل يديك حسب النظام
ونم فى فراشك فى التاسعة
نعم ! ياللحياة….!
يالها من شيئ غريب
طويلة وقصيرة جدا
أمضى إلى الشاطئ..
وفى ظل الاعشاب
تنهمر المياه نقية
سريعة ثاقبة،
فأغطس فى الأعماق
كما فى الطفولة
واطفو ،فأين انا_
لم ازل جاهلا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.