الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : البهلوان
البهلوان مسرحية كتبها ( الروائي والقاص والكاتب الصحفى يوسف ادريس ) أمير القصة العربية . البهلوان نشأ وترعرع فى بلاط الملوك والسلاطين ، مهنة تعتمد على التلون والتخفى والاضحاك والتسلية . وبحكم أنتشار شخصية البهلوان فى اغلب مناحى الحياة أصبحت مهنة مستقرة ، ولها دور فى الحياة العملية والاجتماعية وكلما مالت الشعوب نحو الخنوع والضعف والقهر كلما انتشرت مهنة البهلوان . فتجد بهلوناً بدرجة وزير واخر بدرجة مذيع واخر رئيساً لهيئة الخ .صحيح ان العلم الحديث أثبت ان داخل كل واحد منا بهلوان صغير يظهر وقت اللزوم لكن العلم اثبت ايضا ان الشعوب التى تتمتع بقدر معقول من الحرية وعدم الكبت تقل فيها مهنة البهلوان . فى مسرحية ادريس قدم فيها نموذج للصحفى البهلوان الذى يصلح لكل العصور . وبهلوان اليوم يتمتع بقدر من الدهاء ، ماهراً فى خلط الاوراق يرفع شعار الوطن وهو ابعد مايكون عن قضايا الوطن الحقيقية . يعتبر الدين مجرد تيار فكرى نشأ عبر تطور الانسان ، ولايدرك ان الدين عقيدة واخلاق وسلوك وعمل وانتماء . فالدين الذى لايفرق بين الاعجمى والعربى الا بالتقوى ( حقوق انسان ) ، الدين الذى يؤكد على الحفاظ على الحياة ( اذا قامت الساعة وفى يد احدكم فسيلة فليزرعها ، الدين الذى يساوى بين المرأة والرجل ( استوصوا بالنساء خيراً )
الدين الذى يقر العدل بين الجميع ( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ) ( انما هلك من قبلكم كان اذا سرق فيهم الغنى تركوه واذا سرق الفقير قطعوا يده
( تبسمك فى وجه اخيك صدقة ) علاقات اجتماعية
( صلوا ارحامكم ) علاقات اسرية . انه منهج حياة على ارقى ماتكون البشرية ، هذا هو ديننا واخلاقنا ولا خلاف ان البعض ابتعد عن المنهج
لكننا لانشرك بالله شيئاً وهو جوهر الاسلام ( التوحيد )
- يقول الرسول ( ص ) انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، الاخلاق التى تحفظ للمرأة كرامتها وعفتها ، الاخلاق التى تصنع منها مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق ، لا قيمة للمراة اذا تعرت ولا ارى اى تقدم بين لبس المايوة وتحرر المرأة ورقى المجتمع ، واذا كانت هذة هى القاعدة فلماذا لم تتقدم قبائل افريقيا التى مازالت حتى الان تمشى بدون اى ملابس كما ولدتهم امهاتهم . عزيزى البهلوان الحديث انت تزوغ من الحقائق كما يزوغ الثعلب ، الحقيقة اذا اردت للمرأة التحرر كأنعكاس لتقدم المجتمع ، وفر لها تعليماً جيداً وغطاءاً صحياً ليرعاها ومسكناً يليق بأم تريد ان تربى ابنائها على الفضيلة ومدارس لاولادها وشوارع تحترم ادميتها وعمل تقتات منه هى وزوجها . تلك هى القضايا التى يجب ان تناقشها . اذكر فترة الستينات والسبعنيات واذكر جيراننا المسحيين وهم يذهبون الى الكنائس ونحن نذهب معهم نضع الشمع عند القديسة سانت تريز واذكر بوضوح ان الجميع كان يرتدى غطاءاً للرأس من باب التأدب فى حضرة الاماكن المقدسة ، الربط بين القيم والعفة والاخلاق وربطها بالتطرف توجه
خطأ، يغذى التطرف وينمية ، الشارع بالفطرة اقرب الى الالتزام ولا يضير احداً ان تنتشر الفضيلة على حساب الشذوذ والاباحية والتعرى ، انت ايها البهلوان تدفع الناس فى الاتجاه المعاكس نحو التطرف الذى نمقته جميعاً . ليس من الحكمة فى هذا التوقيت أثارة الفتن لالهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية ( اعلام بص العصفورة ) وانكار ماهو صحيح فى النص القرآني ( سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله ) .