عبد الناصر البنا يكتب : قرأءة متأنية فى قرارات متسرعه !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
وزارة الأوقاف فى خطوة غير مسبوقة أصدرت منذ فترة قرارا صادما يقتضى إلغاء صناديق التبرعات من المساجد وإزالتها نهائيا ، ونبهت على الأئمة وجميع العاملين بالمساجد بعدم تلقي أية مبالغ نقدية تحت أي مسمى،
وتوجيه من لديه رغبة في التبرع إلى عدد من الحسابات التابعة للوزارة ، مع التهديد من جمع للأموال في غير الأحوال المصرح بها قانونًا واستغلال للوظيفة العامة في جمع الأموال بدون وجه حق .. إلخ
الوزير فى كل مناسبة يؤكد على أن الوزارة ماضية في رسالتها في عمارة المساجد، وأن هدفها في رفع صناديق التبرعات هو تنظيم عملية التبرع لتكون في إطار من الحوكمة والنزاهة والشفافية من خلال الدفع
غير النقدي ، والدخول إلى الجمهورية الجديدة بما يليق بالدولة المصرية في مختلف المجالات ، ويسهم النفع من أموال التبرعات بوضعها في مواضعها الصحيحة في إطار من الحوكمة المالية ليذهب المال إلى ما خصص له فعلًا سواء في عمارة المساجد ، أم في خدمة المجتمع والأسر الأولى بالرعاية في دورة مستندية دقيقة و شفافة .
وهذا الـ كلام المنمق من الناحية النظرية جميل جدا ، لكن تعالى للواقع العملى ودعنا نسأل سؤال :
كيف توغلت جماعة الإخوان الإرهابية وتغلغلت فى قلب ووجدان المجتمع المصرى ، وخاصة فى القرى والريف والأماكن النائية والفقيرة التى غابت عنها عين الدولة لفترة طويلة ؟
دعنى أقولها لك ببساطة شديدة أنها فعلت ذلك بالتقرب من الناس المحتاجة من خلال ” كفالة الطفل البتيم ــ ورعايتهم للأرامل وللأسر المحتاجة ــ وتوفير المأكل والملبس والعلاج لهم ــ ودفع المصروفات الدراسية لأبناءهم ــ وبالتكفل بنفقات جنازات الموتى ” دفن وكفن ومأتم ” .. إلخ
وهذا هو الدور معالى الوزير الذى تقوم به المساجد حاليا فى القرى والنجوع ، بل والمدن أحيانا ، على الرغم من كل المبادرات والمشروعات العظيمه التى تقوم بها الدوله وترعاها ، ورغم ماتبذله الدولة من جهد فى مبادرة حياة كريمة ، وتكافل وكرامة .. وغيرها من المشروعات فى القرى الأكثر فقرا .. إلخ
لان الواقع معالى الوزير مؤلم ، والناس محتاجة ، والغلاء قاتل ، وقرارك حرم الكثير من ذوى الحاجة من الأرامل والأيتام والفقراء الذين تتكفل بهم الجمعيات الخيرية فى المساجد من النفقات التى كانت توزع عليهم ،
اليوم رأيت بعينى رأسى فى المسجد الذى أصلى فيه رجالك وهم يهددوا ويتوعدوا القائمين على أمر المسجد ، كما رأيت السيدات الأرامل والأيتام الفقراء الذين جاءوا إلى المسجد للحصول على نفقتهم الشهرية .. ولم يجدوها ورأيت الدموع فى أعينهم .. من يتحمل ذنب هؤلاء ؟
جقيقه أنت رجل مثير للجدل على طول الطريق ، ودعنى أقولها لك بأمانه أنت على رأس وزارة تملك من المال الوقف مايقدر بالمليارات من الأموال السائله بخلاف الوقف من العقارات والمنقولات ،
وفشلت فى إدارة وزارتك بالقدر الذى يعود بالنفع على هؤلاء ، وعلى الدوله ، وفوق هذا وذاك تحوم حولك وبطانتك الشبهات ، ورائحة الفساد تزكم الأنوف فى وزارة الأوقاف .
والله يادكتور أن القاصى والدانى على يقين أن التعيينات فى وزارة الأوقاف لاتتم إلا بدفع ” الرشاوى ” وأن المساجد فى القرى والمدن التى يقوم الأهالى ببناءها وفرشها لايتم ضمها إلى الأوقاف إلا بالرشوه ،
وما كان لك أن تستمر فى موقعك بعد هذا والفشل ، وبعد فشلكم فى تبنى فكرة” تجديد الخطاب الدينى ” وأنت المسئول عنه إلى جانب الأزهر الشريف .
أنت يامعالى الوزير المدفوع بشهوة إعتلاء المنابر ولم تفوتك مناسبة إلا وذكرت فيها أن ماحدث في عمارة المساجد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، غير مسبوق . وأن إلغاء صناديق التبرعات بالمساجد يتماشى مع الدخول للجمهورية الجديدة ،
والقاصى والدانى يعلم أنك تغازل السلظة بتلك التصريحات ، وأنا أقولها لك معالى الوزير إلعب غيرها ، هيهات ، ويكفى أن خطباء المساجد أنفسهم يصفوك بأنك ” امنجى ” .
وأنا عندما وصفتك بالفشل لدى من المبررات مايكفى ، فقد ذكرت فى مقال سابق على ذات الموقع الـ مأساة التى تعرض لها الجامع العمرى العتيق بقريه (هو) مركز نجع حمادى فى محافظه قنا الذى يعود تاريخ بناءه إلى القائد الإسلامى عمرو بن العاص ،
والذى جدد فى العصر العثمانى ، أما المئذتة فهى تعود إلى العصر الفاطمى والذى تعرض إلى ماس كهربائى أدى إلى نشوب حريق دمر كل محتوياته ، لدرجة أنه أصبح كومة من الأنقاض ،
وإحترق المنبر الأثرى ودكة المبلغ وإنهارت الأعمدة ، ولم يتبق من الجامع سوى الجزء الخاص بالمئذنة ومايحيط بها ، وأجزاء من السور الخارجى .
والحقيقه أننا يبدو أننا نؤذن فى مالطا لأنه منذ يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2014 م حضر وزير الآثار د. ممدوح الدماطى وقتها ورئيس المجلس الأعلى للآثار
وجاءت التصريحات بتوفير كل الإمكانيات اللازمة لإعادة إعمار الجامع ، وشكلت لجنة فنية من وزارة الآثار وعاينت الجامع وكتبت تقريرها ، وتم إدراج الجامع فى خطة الترميم للعام 2017 ، ولكن للأسف كانت وعود فى الخيال تحطمت على صخرة وزارة الأوقاف .
وأنا أتساءل لو كان هذا المسجد فى محافظة مثل القاهرة هل كان الأمر قد تغير ؟
الإجابة أكاد أن أجزم لو أن جامع العمرى الذى شب فيه الحريق الذى أتى على كل محتوياته فى القاهرة وليس فى قرية نائية من قرى الصعيد ، لكان الوزير مختار جمعه قد أقام فيه إقامة تامة ،
ولما برح المكان حتى يتم الإنتهاء من ترميمه لا لشىء إلا لشهوة حبه للكرسى ، وظهوره أمام القيادة السياسية بأنه الرجل المناسب لهذا المنصب .
والله لو كان الوزير قد نزل من قصره العاجى ورأى الفقراء والمساكين الذين تنفق عليهم المساجد لما إتخذ مثل هذا القرار الذى وجد إستهجان من رجاله الذين ينفذون القانون ويستكرون مايقومون به فى أحاديثهم الجانبية .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.