المستشار وجدي سيفين يكتب : جرس إنذار
تمر مصر منذ أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتي اليوم بتغيرات جذرية في السياسة
والاقتصاد والثقافة والوعيوالحراك الاجتماعي
فمن نظام حكم امتد لمدة ٣٠ عام من الفساد والاستبداد والجمود والركود والتخلف تمفصلت فيه كل
أنظمة الحكم السياسي بين النظام الإشتراكي والرأسمالي والنظام الإقطاعي
والذي بدوره ادي الي ظهور نمط للحياة الاجتماعية والثقافية مشوهه تتصارع فيه المصالح والأفكار
بين هذه التيارات في محاولات محمومة بينها للسيطرة علي مقاليد الحكم لفرض هيمنتها علي
الشعب المصري
فما بين اليسار واليمين والوسط ضاعت الشخصية المصرية وهوية الدولة فلا هي مدنية حديثة ولا
هي علمانية ولا هي دينية صريحة وبسبب هذا الصراع المرير بين أنصار التيارات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
كادت مصر أن تقع فريسة للتيار اليميني المتطرف الذي حاول بشراسة غير مسبوقة قمع كل التيارات الاخري واغراق مصر في
مستنقع التطرف والتخلف والإرهاب
وانقذتنا صحوة وثورة الشعب بقيادة جيشها العظيم وقائدها الشجاع الرئيس الوطني المخلص عبد الفتاح السيسي
لتولد من جديد من رحم المعاناة دولة أطلق عليها في الدستور ( دولة مدنية حديثة )
ولكن ما حدث ويحدث في مصر تحت مظلة هذا الدستور هو نفس الصراع المحتدم بين جميع التيارات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والثقافية السابقة
يحاول التيار اليمني السيطرة علي الحكم من خلال نصوص الدستور التي تحميه ويمارس من خلالها العبث في حياة الشعب
المصري ويأخذ مساحة كبيرة في الإعلام ومؤسسات الدولة تحت غطاء الشرعية الدستورية
ويدخل التيار اليساري والعلماني بالمشاركة في محاولة لإعلان وجوده الشرعي من خلال نصوص الدستور التي تحميه ويمارس
بدوره التأثير علي قطاعات كبيرة من المصريين
وما بين هذا وذاك ضاعت الهوية المصرية الوطنية فلا نستطيع أن نعرف هل نحن في دولة مدنية حديثة يحكمها الدستور والقانون
بفكر علماني ام فكر ديني ؟! أم اننا نعيش نفس أزمة ماقبل الثورة ؟!
صراع محتدم ومرير وامواج متلاطمة تاخذ وطننا الغالي مصر إلي مصير مجهول .. وصرختي العالية أرسلها إلي الرئيس/ عبد الفتاح
السيسي ( حورس مصر ) وحاميها كجرس انذار وناقوس خطر يدق في عالم النسيان
بالتدخل السريع لإنقاذ مصر مرة أخري بدستور جديد واضح المعالم لدولة مدنية حديثة بفكر وسطي ونظام اقتصادي واحد يحفظ
للمصريين حريتهم وثقافتهم ويضمن رفاهية العيش والعدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون
نريد الجمهورية الجديدة بهوية مدنية التوجه في الحقوق والواجبات تخضع للدستور والقانون
تحيا مصر..تحيا مصر .. تحيا مصر بأبنائها وكوادرها المخلصين