اليوم هو الـ 13 من شهر فبراير الذى يوافق لـ اليوم العالمى للإذاعة ، كل عام والإذاعة المصرية فى تألق وإرذهار
ورقى ، ونحن نحتفل بهذة المناسبة لنا أن نفخر باذاعتنا المصرية التى شكلت وجدان الكثيرين فى مصر والوطن العربى وصدرت للعالم الثقافة والفنون والقوة الناعمة المصرية ، إنها ” إذاعه جمهورية مصر العربية من القاهرة ” .
لعلنا نتذكر عبارة ” هنا القاهرة ” التى كانت أولى الكلمات التى تنطق بها الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم أول مذيع فى الإذاعة المصرية عندما بدأ البث الإذاعى فى مصر فى مايو 1934 ، وفى هذة المناسبة وبينما أقلب فى صفحات الذاكرة وأنا المحب للإذاعة المصرية وماتبثه من مواد وبرامج .
طفت على السطح كلمات كنت قد كتبتها منذ أكثر من عام تقريبا عن سهره أذيعت على موجات شبكة ” صوت العرب ” فى الإذاعة المصرية وجاء فيها ، إستيقظت صباح اليوم على رسالة صوتية على ” الواتس ” تحمل بين طياتها سهرة إذاعية أهداها إلى الصديق الأستاذ / يحيى حسن كبير مذيعى شبكة صوت العرب لسهرة إذاعية بعنوان ” نجم الليلة ” .. والحقيقة أنها لم تكن مفاجأة لى لأنى أعلم من هو يحى حسن وقد تكون شهادتى فيه مجروحة لأنه ” قبل أن يكون ” عديلى ” فهو فى المقام الأول ” أخى ” الذى أستنير برأيه ورجاحة عقله كلما لجأت إليه .
يحيى حسن إستطاع فة هذة السهرة أن بلضم بحرفية وإقتدار عقدا من حبات اللؤلؤ لأحاديث شاعر المرأة والحب شاعر الوردة والسيف ” نزار قبانى ” فى سهرة إذاعية تعد وجبة دسمة لمحبى الثقافة ومتذوقى الشعر والأدب وخاصة للناسكين فى محراب نزار أمثالى .. فأنا العاشق لأشعاره وكلماته وأحاديثه .
بدأ يحيى حسن حديثه عن الشاعر نزار قبانى بمقدمة رائعة جاء فيها ” هو بكلماته ولفتاته ومضامينه يمثل الملمح الثائر فى وجه الواقع العربى المتجمد الراكد ” وخلال رحلة لاتخلو من الفكر والإبداع طاف بنا يحيى
حول نشأة نزار ومشوار حياته وأجلسنا فى ظلال دوحة أشعاره وإخفاقاته وإنتصاراته مابين قصائده المغناه وواقعنا العربى الذى يكاد يجد فيه المثقف ” مسحة ” من الحرية .
وتحدث نزار عن الشارع العربى المتيقظ الثائر دوما فى وجه العبودية ، وعن حركة النقد قال : متى كان الشعر متناقضا مع الوطنبة .. ليس هناك شاعر إمرأة ، إنما هناك شاعر يتحول فى لحظة الخطر من وردة الى سيف
ويقول نزار عن أشعاره ” أنا أعتبر شعرى ثورة مستمرة منذ بداياتى حتى اليوم ” .. وقال : أنه لافرق بين تحرير الارض وتحرير المرأة وأعطى نزار تعريفا جديدا للوطن قال فيه ” كلما غنيت بإسم إمرأة اسقطوا قوميتى عنى وقالوا كيف لاتكتب شعرا للوطن وهل المرأة شىء آخر غير الوطن آه لو يدرك من يقرانى أن ما أكتبه فى الحب مكتوب لتحرير الوطن .
يقول يحيى حسن عن أحزان نزار قبانى لوفاة إبنه وزوجته ” أيها الواقف كالوردة فى شريان الوطن هل تحولت الوردة الى سيف يغنى لإنتصارات الوطن وانكسارأته وأفراحه واحزانه ” وبصوت نزار يسمعنا قصيدة ” بلقيس ” التى كتبها نزار فى رثاء زوجته التى قتلت عام 1982 أثناء الحرب الأهلية فى لبنان وفيها يقول :
شُكراً لكم .. شُكراً لكم .. فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ .. وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ .. – إلا نحنُ – تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ .. كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِل .. بلقيسُ .. كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ .. كانتْ إذا تمشي .. ترافقُها طواويسٌ .. وتتبعُها أيائِلْ .. بلقيسُ .. يا وَجَعِي .. ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ هل يا تُرى ..من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟ يا نَيْنَوَى الخضراءَ .. يا غجريَّتي الشقراءَ .. يا أمواجَ دجلةَ .. تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا أحلى الخلاخِلْ .. قتلوكِ يا بلقيسُ .. أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ .. تلكَ التي تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
” قالت لى السمراء ـ أنا السلطان ـ قارئه الفنجان ـ من بدأ المأساة ينهيها ـ وأنا لست آسفة عليك ــ وإغضب كما تشاء ـ زيدينى عشقا ـ قولى أحبك ـ إنى خيرتك فإختارى ــ كلمات ليست كالكلمات ” .. كلها لآلىء غشق نظمها نزار قبانى وتغنى بها فنانين كبار حوتها سهرة نزار قبانى التى أهديت إلى أضافة إلى لقاءات نادرة مع نزار تناولت كثيرا من الواقع الذى نعيشه .
الحق أقول أنها المرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات وتحديدا منذ أن كنت أستمتع بالسهرات الثقافية التى كان يقدمها أستاذنا الراحل فاروق شوشه التى إستمع فيها إلى سهرة ثقافية تخاطب العقل الفكر والوجدان وتحرض على الإبداع وتعطى الأمل فى غد مشرف بأمثال الأستاذ / يحيى حسن يعيد للإذاعة المصرية بريقها ورونقها ويعيد الأمل إلى إعلامنا ليستعيد ريادته وتفوقه .
والحقيقة أن مصر لها تاريخ مشرف ، ولها ريادتها الإعلامية فى وطنها العربى ، أدعو الله أن تعود لمصر ريادتها
وأن يعود إعلامها الرسمى إلى سابق مجده وعهده ، وأن تعود لها قوتها الناعمة من جديد لـ تصدرها مرة أخرى إلى كل أرجاء المعمورة .