أنا والحمد لله ماليش فى الكورة ولاحرقة الدم ، وإن كانت بداياتى تنبىء عن لاعب كرة محترف فى المستقبل لكن دايما يقال : تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن وأحيانا ( السفن ) بفتح السين والفاء ، ورغم ذلك فأنا إهلاوى بالفطرة ، وفى البطولات الدولية أشجع فريق مصر .
وبعيدا عن الخوض فى أحداث بطولة كأس الأمم الأفريقية وعدم حصول الفريق المصرى على كأس البطولة
بعد هزيمته من فريق السنغال بركلات الترجيح ، لـ نهاية الكلام والتحليلات النى سمعناها من النقاد والمحللين الرياضيين ، وماقيل عن البدايات الهزلية للفريق فى البطولة وتحسن الآداء رغم الصعوبات التى واجهت الفريق ويكفى أنه فى تاريخ البطولة لعب فريق مصر ” أربعة” مباريات 120 دقيقية وهذا شىء جيد .. إلخ
لكن إسمحوا لى أن أقول أن الخسارة ” العجيبة ” فى النهائى رغم كل ماقيل وماسوف يقال عنها لابد أن تدق جرس إنذار ، وقد يكون سبق أن دق هذا الجرس مرات ومرات من بعد هدف مجدى عبدالغنى اليتيم فى هولندا فى مونديال 1990 إللى صدعنا بيه ، أو حتى قبل ذلك بكثير ، ولكن نظرا لأننا نتمتع بذاكرة تنسم بنعمة النسيان فلم يعد من ذلك سوى الذكرى .
ناس كتيره بقت تواسى لاعبى المنتخب القومى وتقول تتعوض فى ماتش مصر ـ السنغال فى مارس القادم في تصفيات كأس العالم 2022 ، وأنا أأكد أننا لازم نعرف إمكانيات فريقنا الأول ونشوف إيه أوجه القصور فيه ونبحث عن الأسباب قبل مانقول تتعوض أو خيرها فى غيرها أو نعيش بالأمانى ، إحنا كان بينا وبين النصر ركله جزاء وعموما الركلات ليست مقياس لـ آداء الفريق ، والحمد لله أننا لم نهزم فى المبارة والوقت الإضافى بدعاء 115 مليون مصرى والأكف المرفوعة إلى السماء .
جرس الإنذار هذه المرة من أجل وقفه مع النفس وفتح ملف الرياضة فى مصر برمته ، من الوزير إلى الغفير لازم يتحاسب ، لأننا بلد لاتملك رفاهية هذا الإنفاق ببذخ تلك الأموال أولى بها إرسال بعثات تعليميه إلى الخارج على سبيل المثال ، السؤال الذى يلح كيف نضع ملف الرياضة فى مصر فى مساره الصحيح ، هذا الملف فيه فساد يزكم الأنوف وسمسرة وعمولات ورشاوى تعدت الملايين ، وما أنزل الله بها من سلطان ، وأعتقد أننا تابعنا مافعله رئيس هيئة الترفيه السعودية فى الرياضة المصرية ” شىء مخجل ” !!
مبدا الثواب والعقاب مبدأ لاغنى عنه فى ملف الرياضة إن أردتم الإصلاح ، هؤلاء ياساده يتقاضوا مبالغ ليست بالقليلة ، بل أن ما ينتقاضاه لاعب كره قدم واحد يفوق مايتقاضاه أستاذ جانعى أفنى حياته فى خدمة العلم ، وأن لايقتصر دعم الدولة للرياضة على كرة القدم فقط ، وإنما يمتد لـ يشمل الرياضات الاخرى ، ودعم ذوى الإحتياجات الخاصة من أصحاب الهمم الذين يرفعوا إسم مصر عاليا فى كافه المحافل الدولية ويحققوا ما لايقدر على تحقيقة الذين يتقاضوا الملايين !!
نعم الرياضة مكسب وخسارة ، والمكسب يعنى أننا نسير فى الطريق الصحيح ، أما الخسارة تعنى أن هناك خطأ ما قد حدث لابد أن نستفيد منه ، أنا فى رأيى أن الكورة كانت أيام الزمن الجميل زمن حسن شحاته ومحمود الخطيب ومصطفى عبده وجمال عبدالحميد وطاهر الشيخ ومختار مختار وزيزو وجمال عبدالحميد وفاروق جعفر ، وأيام كابتن الجوهرى وماسبقه ، وأدعوا الله أن يطيل فى عمر أبطالنا أمثال حسن شحاته إللى حقق بطولات أفريقية وعمل لمصر إسم حتى لو كان هذا النصر قد جاء بالدعاء لكنه مدرب وطنى لم يتقاضى الملايين التى نسمع عنها وأغلبها عمولات ، وأيضا لدينا إبراهيم حسن وحسام وغيرهم الكثير .
أنا دائما وأبدا أراهن على شباب القرى والأقاليم إللى بأحب أتفرج عليهم وعلى الطريقة إللى بيلعبوا بيها وبألاقى عندهم ” اللعب والموهبة والفن والمهارة ” بس محتاجين إللى يبص عليهم .. مع إن سقف أحلامهم ” هدمه ” نضيفة يلبسوها ” ولقمة” ياكلوها ، أتذكر فى إحدى زياراتى إلى مسقط رأسى فى الصعيد ، لفت نظرى مجموعة من الشباب يلعبوا كرة قدم ، توقفت وقد شدتنى طريقة لعبهم والمهارات العالية التى يتمتعوا بها ، ولشدة إعجابى تابعت المبارة حتى نهايتها ، كان مستوى آداء الفريقين أكثر من ممتاز على الرغم من اللعب لمده قاربت على الساعتين فى ملعب غير ممهد تحت شمس حارقة ودرجة حرارة تعدت الـ 40 واللافت للنظر أن أغلبهم يلعب حافى القدمين .
سألت نفسى وقتها سؤال أين رؤساء الأندية من أصحاب المهارات فى الأقاليم ، وأين كشاف الكورة بتاع زمان إللى كان يبحث فى الأقاليم عن تلك المواهب ، أكاد أجزم أن أمثال هؤلاء لو تم إعدادهم الإعداد الجيد وتبنى مواهبهم سوف يكون لمصر شأن فى مجال الرياضة بعيد عن الشللية والواسطة والمحسوبية ، يعنى بالبلدى كده وفروا فلوسكم وملايينكم وإبحثوا عن هؤلاء الشباب وإبدأوا معهم مشروع قومى للرياضة فى مصر .
وإبعدوا الرياضة عن السياسة والتعصب والبذائه التى نراها للأسف من بعض رؤساء الأندية ، وإعتمدوا على أبناء بلدكم من المدربين وبلاها تسييس للعبه ، أتذكر خلال إقامتى فى السعودية ودول الخليح ” الهوس ” على موضوع الكورة ” الأصفر والأخضر والأهلى والإتحاد والهلال والطائى والجبلين .. إلخ جنون مابعده جنون
وقد دفعنى فضولى للسؤال عن سبب هذا الهوس والجنون بكرة القدم .. فقال لى أحدهم هامسا ” الكوره هى اللعبة إللى بيلهوا بيها الناس علشان مايتكلموش فى السياسة، ويبقوا طول الوقت مشغولين ، أصل بلادنا فيها كبت حريات ومحدش يقدر يتكلم أو ينتقد الحكم أو العائلة المالكة .. والكورة هى المتنفس الوحيد لهم .. وظلت هذه الكلمات ترن فى أذنى وتختزلها الذاكرة حتى اليوم !!