الدكتور إسلام قناوي يكتب : الفن المفسد … السلاح الناعم

الدكتور إسلام قناوي
لا أعتقد أننا لو أوكلنا مهمة الإنتاج السينمائي والدراما التليفزيونية ، وكذلك مهمة الرقابة عليها لجهة أو دولة معادية ستفعل بنا ما تفعله شركات الإنتاج الفني أو القائمين علي الرقابة علي المصنفات الفنية من أفساد للأخلاق والقيم وتهميش للقدوة علي حساب تعظيم التفاهة والتافهين ونشر الرذيلة والفساد الأخلاقي ومحاولة تغييب العقل وتحجيم دور الدين وتهميشه ،
ففي الوقت الذي لا أحد يستطيع فيه إنكار الدور الفعال الذى يلعبه الفن فى حياة الشعوب ، بإعتباره المرآه الحقيقية لثقافتها وحضارتها وهو الكاشف الحقيقى لآمالها وطموحاتها . إلا أنه حتى يقوم الفن بهذا الدور على الوجه الأكمل يجب أن يصل إلى الكافة دون حواجز أو قيود ، نقيًا راقيًا ، معبرًا تعبيرًا حقيقيًا وصادقًا عن المشكلات التى يعيشها المجتمع.
 لذا أشترط القانون رقم 430 لسنة 1955 بشأن تنظيم الرقابة على المصنفات الفنية والمعدل بالقانون رقم 38 لسنة 1992، وكذلك اللائحة التنفيذية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 162 لسنة1993 أن يلتزم القائمون بالرقابة على المصنفات الفنية عند النظر فى طلب الترخيص بأى مصنف مراعاة ألا يتضمن المصنف أو ينطوى على ما يمس قيم المجتمع الدينية والروحية والخلقية أو الآداب العامة أو النظام العام .
ولا يجوز على وجه الخصوص الترخيص بأى مصنف إذا تضمن أمرًا من الأمور الآتية : –
1 – الدعوات الإلحادية والتعريض بالأديان السماوية
2 – تصوير أوعرض أعمال الرذيلة أو تعاطى المخدرات على نحو يشجع على محاكاة فاعليها
3 – المشاهد الجنسية المثيرة وما يخدش الحياء والعبارات والإشارات البذيئة
4 – عرض الجريمة بطريقة تثير العطف أو تغرى بالتقليد أو تضفى هالة من البطولة على المجرم.
وبنظرة سريعة لكافة ما يعرض علينا من أفلام ومسلسلات نجد أن كل الأعمال بلا أستثناء تخالف هذه المادة مخالفة جسيمة وصريحة ، فالقاسم المشترك بها هو الفساد والإفساد للقيم والمباديء والأخلاق ،
فالخمور والمخدرات والجنس هي من طبائع الأمور ، والخيانة الزوجية أمر طبيعي ومعتاد . وتواجد الفتاة في منزل الشاب والأخير في غرفة نوم الفتاة من قبيل الرقي والتحضر ،
أما التمسك بالقيم الدينية والاخلاقية والحفاظ علي الأصول يعتبر رجعية وتخلف . وتعظيم دور المجرم واللص وتاجر المخدرات في مقابل تقليص دور العالم والضابط والطبيب وتغييبه عن الدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية هو محاولة من صناع السينما والدراما لهدم كل ما هو جميل واحلال القبيح محله ، وتصوير الفاسد والحقير والتافه
مستقلاً أغلي السيارات بينما يصور الناجح ومن هم في قمة السلم العلمي والوظيفي لا يجدون قوت يومهم هو نداء لقلب الهرم الإجتماعي وتحقير لدور العلماء والنابغين وتهميش لدورهم .
كل ما سبق لا أظنه أمرا عشوائيا مقصده الكسب المادي فقط وانما أري مقصده سياسيا من الطراز الأول ، فعندما خرجت أسرائيل بأسلحتها وطائراتها ودباباتها من سيناء الحبيبة ، تركت أسلحة لا تستطيع الشعوب – مهما عظم شأنها- مجابهتها وهما سلاح الجنس والمخدرات .
هذان السلاحان يعتبران أشد بأسا وفتكا من الأسلحة الكيمائية والذرية ، وفي الوقت التي نفقد فيه خير شبابنا وجنودنا في سيناء يأتي منتج يكمل علي البقية الباقية من شبابنا بفنه الفاسد .
ويكمل الرقيب مسيرته ليوافق علي هذا العبث من خلال منحه ترخيص لعرض وتصوير هذا العمل .
أفيقوا يا سادة …. شبابنا أغلي ما فينا يباد كل لحظة بسلاح تتهاون الجهات المعنية عن تحجيمه سواء عن عمد أو بغير عمد ….. وأن كانت كل الدلائل تشير الي أنه عن عمد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.