محمد يوسف العزيزي يكتب : 25 يناير 2022
في البداية .. كل عام وشرطة مصر بخير من أول وزير الداخلية اللواء محمود توفيق حتي آخر جندي فيها بمناسبة
عيدهم المجيد الذي أبرز بسالة وقوة الضابط والجندي المصري وهو يضع مصر بين عينيه ، وتحية واجبة وتعظيم
سلام لأرواح كل شهداء الشرطة ، وتحية ممزوجة بكل التقدير والفخر لكل أسر شهداء الشرطة الذين ضربوا أروع
الأمثلة بالشعور بالرضا وهم يزفون شهداءهم إلي السماء فداءً لمصر الغالية
في كل عام وقبل أن يأتي يوم 25 يناير تمتلئ صفحات الجماعة الإرهابية وكتائبهم الإلكترونية الممولة خارجيا
وداخليا بالكثير من الهلاوس .. ما بين أخبار مفبركة ومكذوبة تستهدف إرباك أجهزة الدولة ، وبين شائعات وافتراءات
تستهدف الروح المعنوية للشعب وتضلل المجتمع
والحقيقة أنني لا أعير هذا الكلام اهتماما زائدا لثقتي في قدرة الدولة علي المواجهة وتحقيق أهدافها .. لكني
أضعه في حجمه المناسب حتي أتمكن من قراءة الأحداث كما هي دون تهويل أو تهوين ، وحتى لا تشغلني عن
متابعة ما يحدث من إيجابيات علي صعيد العمل الاقتصادي والسياسي
وعلي صعيد عمليات البناء التي تحدث كل يوم وفق رؤية إستراتيجية تري أن العدو الأساسي هو الوقت وكيف
نستفيد منه ، ولا نتركه يضيع من بين أيدينا ثم نجلس نبكي علي اللبن المسكوب والفرص الضائعة !
نحسبها عقلا لا عاطفة .. أولا .. لم يعد هناك مساحة لإنكار أن المنطقة العربية تتعرض لمؤامرة تم نسج خيوطها
مبكرا وقبل سنوات من ثورات الربيع العربي كما يحب صانعوها أن يسموها ، ولم يعد هناك شك أن مصر في قلب
هذه المؤامرة باعتبارها ( الجائزة الكبرى ).. لذلك إذا سقطت أو ركعت – لا قدر الله – تداعت خلفها الدول بالسقوط
والتلاشي كنتيجة طبيعية.
وثانيا .. بعد ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو جاءت ذكري يناير 2014 ، وقيل قبلها ما قيل وأنهم ( الجماعة الإرهابية )
سوف يقيمون الدنيا ولن يقعدوها حتى يزول الانقلاب ويندحر وكانت الدولة وقتها في حالة سيولة وضعف شديدين .. ماذا حدث ؟
لا شيء سوي بعض المظاهرات التخريبية وبعض الأفعال الإجرامية ، وكانت الجماعة وأعوانها في قوتهم وجبروتهم ،
ومرت الذكري ، وجاءت ذكري يناير 2015 .. حضرت الدولة وغابت الجماعة بعد الضربات النوعية التي تلقتها من
أجهزة الأمن وبعد هروب قادتها خارج البلاد وغيبت معها معظم الجماعات و التيارات والتنظيمات الموالية لها !
وتكررت نفس الحالة في كل السنوات اللاحقة بنفس المنهج .. هل ننتظر منهم أن يفعلوا شيئا له تأثير في 25 يناير
2022 بعد كل هذا الضعف والتشرذم والهوان الذي أصابهم .. أعتقد عقلا أن هذا غير وارد وغير مقبول نتيجة متغيرات
كثيرة ومياه عظيمة جرت في نهر تلك الفترة أزالت منه كل الشوائب التي عطلت جريانه
وثالثا .. توجد مؤامرة علي مصر .. هل ستتوقف ؟ بالقطع لا .. لأن الهدف هو مصر عمود خيمة المنطقة ، وعليه
تصبح اليقظة ويصبح الانتباه والاستعداد أمورا بديهية تعرفها الأجهزة المعنية ويعرفها الشعب دون تهويل أو تهوين
خصوصا بعد أن أصبحنا – بفضل الله – دولة بالمفهوم السياسي والقانوني واعتراف العالم قادرة علي الفعل والتأثير ،
والحمد لله ما زال الشعب متماسكا وملتفا حول دولته الوطنية بكل مؤسساتها .. كل عام والشعب المصري بخير