جدل شديد على الـ Social Media ووسائل التواصل الإجتماعى وغيرها إمتد ليشمل أغلب مثقفى مصر وكتابها ونقادها وفنانيها ومبدعيها حول فيلم ” أصحاب ولا أعز ” على ماجاء فى الفيلم المأخوذ نسخه copy من الفيلم الإيطالى ” غرباء بالكامل ” أو ” ” PERFECT STRANGERS الذى يروج لـ أفكار لايعرفها مجتمعنا العربى ، الفيلم بطولة منى زكي ، إياد نصار ، عادل كرم ونادين لبكي وإخراج وسام سميرة ، الفيلم إنتاج مشترك ” مصر ـ لبنان ـ الإمارات ويتم عرضه على منصة نتفلكس . وهو باكورة إنتاج المنصة للأفلام العربية ، وأعتقد إن مفيش دعاية للفيلم بعد هذا الجدل .
تدور أحداث الفيلم حول سبعة من الأصدقاء يجتمعون على العشاء ويقررون أن يلعبوا لعبة يضع فيها الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء بشرط أن تكون كافة الرسائل والمكالمات على مرأى ومسمع من الجميع ، وسرعان ماتتحول اللعبة التى كانت فى بدايتها ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التى لم تكن معروفة لـ أحد من الأصدقاء .
فى البداية معروف لدى متابعى المنصات الخاصة أن عرض أى عمل درامى ” فيلم أو مسلسل ” على منصة مثل ” نتفلكس ” NETFLIX وغيرها يجعل فكرة وجود مشاهد جريئة ” UN CUT ” أو ألفاظ خارجة مطروحا وخاصة إن كانت المنصة عالمية مثل ” نتفلكس ” .
الشىء الغريب على الجمهور هو ظهور البطلة فى الفيلم وهى تخلع ملابسها الداخلية حتى وإن لم يظهر أى شىء من جسدها ، الفكرة نفسها كانت مفاجئة وغريبة ، سواء المشهد الذى تظهر فيه الفنانة منى زكى وهى تخلع ” الأندر ” وتضعه فى حقيبتها قبل الخروج مع زوجها ، وبعدها يفسر الجمهور سبب المشهد فى أنها تتحدث مع احد الأشخاص على فيس بوك ويسألها كثيرا عن ملابسها الداخلية .
أو المشهد الذى تتحدث فيه الفنانة منى زكى مع صديقتها التى ترغب فى عمل عملية تجميل فى صدرها عند طبيب آخر غير زوجها طبيب التجميل فتقول لها ماجوزك ” فرده ” والدكتور التانى ” فرده ” ، ومشهد أثناء جلسة لعب وهزار بين الأصدقاء منى زكى كانت مبسوطه أن زوجها مواظب على علاقته مع زوجته ” عادى ” ثم تكتشف أثناء المشاهدة أن زوجها الفنان ” إياد نصار ” لم يقيم علاقة مع زوجته منذ عام ، وهناك مشهد آخر يعتبره البعض خارجا عن المألوف وهو مشهد الأم تعثر على ” واقى ” فى شنطة إبنتها صاحبة الـ 18 عاما فتغضب وتخبر الأب ، وتحدث المفاجأة أن الأب يلوم الأم على تفتيش شنطه إبنتها أثناء خروجها ، وهناك مشهد لـ نفس الأب تتصل به إبنته بعد خروجها وتقول له أنها ستقضى الليلة وتنام مع صديقتها وكان رد فعله
” إنت حره ” !!
الفيلم إختوى على الكثير من الألفاظ الخارجة التى قالها الفنان ” إياد نصار ” فى بعض المشاهد وهى غريبة على المشاهد المصرى وقليلا مايجدها فى الأفلام المصرية ، بالإضافة إلى فكرة تحرر فتاة هى بنت الـ 18 عاما
من قيود العائلة ، وأنها قد تذهب للمبيت عند حبيبها وتقيم علاقة معه دون زواج ، وحديث الأب الهادىء للأم وكأنه ليش هناك مشكلة ، فالبنت تخوض تجربة .. إلخ
الحقيقة أن الفيلم أحدث نوعا من الإنقسام فى المجتمع المصرى على فريقين ، فريق نصب نفسه مدافعا
عن الشرف والعفة والفضيلة والأخلاق الحميدة والخوف من فساد المجتمع .. إلخ وهؤلاء صبوا جام غضبهم على بطلة الفيلم الفنانة منى زكى التى تعرضت لهجوم شرس على خلفية عرضهذا الفيلم منصة “نتفليكس” وعلى النقيض يؤكد الفريق الثانى أن هؤلاء منحرفون بالفطرة وانهم يعشقوا تتبع العورات وأنهم من هواه أفلام
” البورنو ” وانهم مدعين للشرف والفضيلة .. إلخ
وتساءل هؤلاء هل مشهد البطلة وهى تخلع ملابسها الداخلية هو الذى دمر أخلاق الأمة ، وما الفرق بين هذا المشهد وملايين المشاهد التى يتابعها المصريين والعرب يوميا على تطبيقات ” تيكـ توك ” وغيرها لسيدات يخلعن ملابسهن الداخلية أمام الكاميرا ويرقصن محققات ملايين المشاهدات ولايطالب أحد بمحاكمة من يفعلن هذا .
هؤلاء يروا أن فساد المجتمعات تأتى بالرشوة والمحسوبية وخراب الذمم وأكل الحقوق وعدم الوقوف إلى جانب الضعفاء والسرقة ، وأكل المال العام والفهلوة والنصب وإنعدام الضمير والنفاق والدعارة ، وأن المجتمع يعانى
من إنفصام ويكيل بمكيالين .. إلخ
أنا أعتقد انه لاتوجد مسئولية على الفنان فى آداء دوره ، وعلى الجانب الآخر ليس كون الفيلم معروضا على منصة خاصة وغير متاح للجميع أن يقدم مايشاء ضاربا بالعادات والقيم والأخلاق عرض الحائط ، وليس كون هناك فساد أو رشوة او محسوبية أو إنهيار للقيم فى بعض المجتمعات ، أن يكون هذا هو الأصل ومادونه هو الإستثناء بالقطع لا لأن العكس هو الصحيح ، وأننا يجب أن نحافظ على القلة القليلة الباقية أو الحد الادنى من القيم والاخلاق الذى ذابت مع رياح العولمة ، وبقى أن أشير إلى أنه من السذاجة عمل نسخة عربية من فيلم أجنبى دون مراعاة لـ قيم المجتمع وعاداتة وتقاليده .