خالد إمام يكتب : 3 حكاوى مصرية .. والشاهد ( يناير ) ( عيد الشرطة ) .. أسطورة الأجيال

الكاتب الصحفي خالد إمام
على مدى آلاف السنين .. ومصر تجذب الأصدقاء والأعداء على السواء .. محبة لها أو طمعاً فيها ..التاريخ القديم
نعرف الفتات منه ومازال اغلبه مجهولاً ..
اما تاريخنا الأوسط والحديث فهو معروف ومدون .. اليوم نتحدث عن ثلاث حكاوى مصرية الشاهد فيها جميعاً هو شهر ( يناير ).
× الحكاية الأولى ( مذبحة الاسماعيلية ) : فى 25 يناير 1952 استدعى ( اكسهام ) القائد البريطانى المسئول عن
منطقة قناة السويس المقدم شريف العبد ضابط الاتصال المصرى
وسلمه انذاراً يطالبه فيه بتسليم قوات الأمن المصرية اسلحتها واخلاء مبنى محافظة الاسماعيلية والثكنات والرحيل
من القناة الى القاهرة ظناً ان المبنى هو مركز لايواء الفدائيين المصريين ..
خاصة انه سبق هذا اليوم تصعيد على كافة المستويات بين مصر وبريطانيا من جهة وبين قوات الاحتلال والفدائيين ومعهم متعهدو توريد الخضروات واللحوم وغيرها من جهة اخرى .
تم رفض الانذار البريطانى وابلاغه لوزير الداخلية آنذاك فؤاد سراج الدين الذى ايد موقف رجاله وطلب منهم الصمود ..
هنا فقد ( اكسهام ) اعصابه وحاصر قسم الشرطة وقبل غروب شمس اليوم حاصر مبنى المحافظة ايضاً
ودارت معركة غير متكافئة عدداً وعتاداً بين قوات احتلال قوامها 7 آلاف جندى وضابط مدججين بالمدافع والدبابات
والمجنزرات والعربات المصفحة وشرطة مصرية مكونة من 800 فرد فى الثكنات و80 فى المحافظة
لا يحملون سوى البنادق البدائية ولكنهم قاتلوا بشراسة وشرف وايمان حتى نفدت آخر رصاصة معهم ولم يجدوا
حائطاً أو ساتراً يحتمون به .
انتهت المجزرة خلال ساعتين فقط سقط خلالهما 56 شهيداَ و80 مصاباً وعدد من المدنيين .. واثنى القائد البريطانى
على بسالة رجال شرطتنا
وامر جنوده بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة عند خروجهم من مبنى المحافظة ومرورهم امامهم تكريماً لهم .
ولأن هذه المعركة كانت فاصلة .. فقد تحول 25 يناير الى عيد سنوى للشرطة .. واصبح عيداً قومياً لمحافظة
الاسماعيلية .. وعطلة رسمية فى مصر منذ عام 2009 .
×××
× الحكاية الثانية ( انتفاضة الخبز والسكر ) : فى 17 يناير 1977 خلال حكم الزعيم الراحل انور السادات تم رفع
الدعم عن بعض المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والسكر والشاى والأرز واللحوم وغيرها فزادت اسعارها ..
انتفض الشعب فى اليوم التالى 18 يناير وطالت المظاهرات واعمال التخريب المبانى الحكومية والمحلات التجارية
ووسائل النقل اضافة الى عمليات السلب والنهب للمجمعات الاستهلاكية
رغم التراجع عن قرار رفع الأسعار حفاظاً على البلاد .. وقد وصف السادات ماحدث بأنه ( انتفاضة حرامية ) .
لم يتوقف الأمر عند ذلك ..
ففى اليوم التالى 19 يناير اندلعت مظاهرات بطول البلاد من الاسكندرية حتى اسوان للعمال والموظفين والطلاب
والعامة ضد ممدوح سالم وزير الداخلية آنذاك وآخرين ..
وحدثت عمليات تخريب للمحلات التجارية والمنشآت العامة والسيارات وسقط 79 قتيلاً و214 جريحاً واعلنت حالة الطوارىء فتم الدفع بالقوات المسلحة لوقف الفوضى واعادة النظام .. وحمل السادات مسئولية ماحدث للشيوعيين .
×××
× الحكاية الثالثة ( مؤامرة تقسيم مصر ) : كلنا نعلم ان ماحدث قبل واثناء 25 يناير 2011 وخلال وبعد حكم الاخوان
( 30 يونيه 2012 – 3 يوليو 2013 ) هو صناعة امريكية صهيونية باستخدام ( حصان طروادة الاخوانى ) ..
وكلنا عايشنا هذه الأحداث التآمرية التى لم تكن لوجه الله والوطن ولا كان هدفها حسنى مبارك ولا حتى الحكومة
بكامل اعضائها ..
بل كان الهدف هو ( اسقاط مصر ) ذاتها وتقسيمها الى 4 دول تحت عنوان ( الشرق الأوسط الواسع ) والذى تحول
الى ( الشرق الأوسط الكبير ) الذى دبجه اوباما مع هيلارى كلينتون واعلنته كونداليزا رايس علناً ببجاحة منقطعة
النظير ووقاحة بلا حدود .
اختاروا يوم 25 يناير بالذات لأنه عيد الشرطة لايهام الناس بأن المقصود هى وزارة الداخلية .. وفى 27 و28 يناير ظهر الاخوان الذين لا دين لهم ولا ذمة وركبوا الأحداث واستهدفوا بالتخريب السجون
حيث اخرجوا انصارهم و3 آلاف مجرم .. وطال تخريبهم ونهبهم اقسام الشرطة ومبانى امن الدولة والمحاكم والمجمعات الاستهلاكية والمحلات التجارية ووسائل النقل ..
وقد نجحوا فيما فعلوه ثم تحولوا الى قتل المتظاهرين فى الميادين العامة والصاق التهمة للشرطة غير المتواجدة اصلاً .
وخلال 18 يوماً منذ اندلاع الأحداث التآمرية حتى تنحى مبارك فى 12 فبراير توفى 847 مدنياً و12 رجل شرطة و12
هارباً من السجون ومدير احد السجون ..
لقد ارادوا حرق مصر وتسليمها تسليم مفتاح للمخططين فى الخارج لتقطيعها ومحو اسمها من على الخريطة ..
ناسين ان لمصرشعباً ابياً و( درعاً وسيفاً ) .. قواتها المسلحة . ونتيجة للحكم الاخوانى الدموى ..
ثار الشعب وساندته قواته المسلحة طبقاً للدستور بقيادة وزير دفاعنا آنذاك الفريق اول عبد الفتاح السيسى واطيح
بأحفاد البنا وعادت مصر لأبنائها .

لقد زالت اسباب ودوافع 18 و19 يناير 1977 .. واصبحت مؤامرة 25 يناير 2011 من الماضى الكئيب والقى الاخوان

فى ( مزبلة التاريخ ) وتطهرت منهم المحروسة ..
وبقى عيد الشرطة الذى نحتفل به غداً باذن الله هو ( الأسطورة ) التى تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل بفخر وعزة
وكرامة .
قال تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا)
.. صدق الله العظيم .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.