منذ ظهوره فى مدينة ” ووهان ” الصينية بنهاية عام 2019 حتى الآن يظل فيروس كورونا مثيرا للجدل ومتصدرا للأخبار السيئة فى كل وسائل الإعلام العالمية ،
والحقيقة أن فيروس كورونا كان ولايزال لغزا حير العالم ، الولايات المتحدة الامريكية على لسان رئيسها السابق ” دونالد ترامب “
الذى لم يترك مناسبة إلا وإتهم فيها الصين بأنها أخفت حقائق مرتبطة بهذا الفيروس الذى كان يحلو له أن يطلق عليه ” الفيروس الصينى ” . ويقول أنها لم تبلغ العالم بخطورة الوباء في الوقت المناسب حتى تتخذ بقية الدول الإحتياطات اللازمة .
الصين على لسان وزير خارجيتها نفت تلك الإتهامات وأقادت بأنها أطلعت منظمة الصحة العالمية والدول المعنية حول الوباء منذ ظهوره لأول مرة .
الأثيوبى د. تيدروس أدهانوم رئيس منظمة الصحة العالمية نفسه وجهت إليه إنتقادات قاسية فى إدارته لملف كورونا وإتهم بمحاباة أمريكا فى التقارير الصادرة من المنظمة .
بعض المحللين لم يستبعدوا أن تكون كورونا حرب فيروسات تحتفظ بها الدول العظمى فى معاملها وتطلقها كل فترة لتنشيط مبيعات شركات الادوية ، حتى اللقاحات المضادة للفيروس والتى أعلن عنها مؤخرا لم تخلو من التشكيك والإتهامات !!
وحتى يأذن الله وتنهى هذه الغمة سوف يظل كورونا ومتحوراته مثار جدل فى كل أنحاء العالم ، الجدل هذه المرة فى مصر حول وفاة الإعلامى الشهير وائل الإبراشى رحمه الله ،
والإبراشى هو واحد من عدد كبير جدا من أحبه وأشخاص أعزاء هم ” أهل وأصحاب وأصدقاء وأقارب .. إلخ ” فقدناهم على مدى السنوات الماضية جراء إصابتهم بهذا الفيروس اللعين ، وندعوا الله أن يرحمهم برحمتهم الواسعة .
الحقيقة المؤكده أن الموت علينا حق ، وأن لكل أجل كتاب ، وأنه وإن تعددت الأسباب فالموت واحد ، والله تعالى يقول ” وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” صدق الله العظيم ،
تفجرت الأزمة التى تابعناها جميعا على الـ Social Media ووسائل الإعلام المختلفة عندما تقدمت زوجة الإعلامى الراحل ببلاغ تتهم فيه الطبيب المعالج بأنه السبب فى وفاة زوجها ،
وذلك عقب ظهور أحد الأطباء على وسائل الإعلام متهما الطبيب بأنه إتبع طريق خطأ فى علاج الراحل .. إلخ .
الحقيقة أننا جميعا تابعنا بكل أسف وأسى هذا الجدل الدائر حول الوفاة والإتهامات المتبادلة لطبيبة الخاص بالتقصير .. إلخ ، والحق أقول لماذا ينصب البعض نفسه ” قاضى وجلاد ” فى ذات الوقت ؟
ولا أدرى ما الذى يدعو طبيب أن يظهر فى وسائل الإعلام ليكيل الإتهامات ” بالباطل ” لـ طبيب هو زميل مهنة فى الأول والآخر بدون أن يكون لديه ” حجه ” أو دليل قوى على إدانته ؟
ولماذا لم يتوجه مباشرة ببلاغ إلى النائب العام ؟
وما الذى يدعو زوجة لم تكن موجودة وقت مرض زوجها ، وندعو الله أن يربط على قلبها ، وأن يهون عليها ألم الفراق ، أن تنساق وراء أشخاص ممن لديهم رغبة جامحة فى ركوب مايسنى ” التريند ” ؟
وما الذى يدعو هذا المحامى الذى لايدع شارة ولا واردة بالحق أو الباطل ، إلا ورفع عليها قضية ، أهو جنون
” الشهره ” ؟ وإن كان ذلك كذلك ،
فأين الدولة من سمعه قضاء شامخ ، ونقابة تدافع عن الحقوق والحريات أن تهان على يد شخص مريض بالشهرة ؟
وأين نقابة الأطباء من طبيب يشُهر بطبيب آخر هو زميل له ، بل ويهز الثقة فى مهنة مشهود لـ أصحابها بأنهم من أكفأ وأمهر الأطباء على مستوى العالم ؟ ، لـ هذا الحد هانت أعراض الناس !!
وهل صدق المثل القائل ” من أمن العقوبة أساء الأدب ” .
لقد تابعت حديثا للطبيب المعالج للإعلامى وائل الإبراشى رحمه الله على وسائل التواصل الإجتماعى ، وكم تلمست الصدق فى كلام الرجل الذى لم يجرح خصوصية مريضه الراحل ، ولم ينساق وراء التصريحات ويبوح بسر من أسرار مهنتة ،
ولم لا وهو الذى أقسم على ذلك وقت تخرجه ، إنها الأمانة ، لقد تحدث الرجل حديث الواثق من نفسه وبمنتهى الموضوعية أكد أنه لم بقصر أو يخطىء ، وأنه تعامل مع الحالة بمنتهى المهنية ،
وأنه طبق البروتوكول المتبع والمعتمد من وزارة الصحة ، وأنه حاول مع مريضه أكثر من مرة بضرورة الذهاب إلى تلقى العلاج فى المستشفى ، وكان يرفض بشدة إلى أن تدهورت حالته ، ووافق بعد أن إستدعت وضعه على جهاز الأوكسجين .. إلخ
وفى لقاء من طبيب المعمل الذى إنتقل إلى محل إقامته 3 مرات لـ إجراء التحاليل الطبية اللازمة قبل نقله
إلى المستشفى أكد صدق هذا الكلام .
على مايبدو أن الأعلام فى مصر يمر بأزمه حقيقية .. أزمة لاتخفى على أحد منا وتستدعى ضرورة تدخل الدولة لوضع حد لتلك المهاترات ،
ولك أن تتخيل الـ عناوين الـ كثيرة التى تتناقلها وسائل الإعلام لـ تلك الأزمة عينة ( من قتل وائل الإبراشى ــ أرملة وائل الإبراشى تتهم الطبيب المعالج بالإهمال فى علاجه ــ إتهام الطبيب الخاص بقتل وائل الإبراشى ــ الطبيب الخاص يدافع عن نفسه ــ الطبيب المعالج والحبة السحرية ــ براءة السوفالدى هل تعفى الطبيب المعالج ــ إتهام الشيخ محمود شعبان بقتل وائل الإبراشى ) وعشرات العناوين الأخرى الصادمة والمجافية للحقيقة !!
إتقوا الله ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسب ” وإعلموا أن للموت حرمه كما أن للحزن حرمه ، وللميت أيضا حرمة ،
وأن الموت مصيبة لها جلالها وقدسيتها وإحترامها ، وهكذا علمونا ونحن صغارا ، قبل أن تطل علينا رياح العولمة والمحمول بكاميراته والسوشيال ميديا والإنترنت .. وغيرها من وسائل الإتصال التى إنتهكت خصوصياتنا وحرمات بيوتنا .