” من يوميات شاعر ” .. قصة قصيرة للأديب محمد الشرقاوي

الأديب الشاعر محمد الشرقاوي
استعان بكل الأسلحة المتاحة لمقاومة هذا البرد القارس ، فمن الملابس الصوفية الداخلية إلى سترة ثقيلة إلى غطاء للرأس وقفازات الكفين ،
يجلس الشاعر فوق سريره صباح العطلة الرسمية من العمل ، بجواره كوب من مشروبه الساخن المفضل ، يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليعرف أخر الأخبار ،
تمر أمام عينيه أنواع وألوان مختلفة من الأخبار الأدبية والعلمية والسياسية والاجتماعية والرياضية وكذلك صور الإنجازات التي حققها بعض أصدقائه في الأيام القليلة الماضية .
ينتقل سريعا لصفحات بعض أصدقائه الإعلاميين المخلصين ليقرأ نظرتهم وتحليلهم لآخر الأحداث المحلية والدولية ، ثم يشاركهم منشوراتهم حتى ينتشر الوعي بقضايا الوطن العديدة ،
فما أجمل أن يتحلى الصحفيون والإعلاميون بالصدق والموضوعية والنظرة الواعية التي تنير الطريق لكل المواطنين وخاصة الشباب الذين يمثلون عماد الأوطان في كل زمان ومكان ،
إلى جانب ذلك فهؤلاء بحسهم الشديد وصدقهم الفريد ينبهون المسئولين لأمور تؤدي إلى الصالح العام .
تتوالى أصوات الإشعارات فيعود من صفحات الإعلاميين الكبار ليضغط بأصبعه ويقرأ ، هناك أخبار سارة وأخرى حزينة ، عتاب موجه من شخص لآخر ، تهديد شديد اللهجة من أحد الأشخاص لآخر ،
نعي لشخصية علمية فريدة ، تهنئة بالنجاح ، دعوة لمناسبة هامة ، دعاء بالفرج وتيسير الأحوال ، إعلان عن مكتبة كاملة للبيع بسعر زهيد ،
إعلان عن وظائف بإحدى الشركات ، أمنيات بالفوز لفريق ما في مباراته النهائية ، قصيدة شعرية جديدة لأحد الأصدقاء ، قصة قصيرة عنوانها مثير ،
منشور ساخط عما يتقاضاه مطربو المهرجانات في مقابل رواتب وعوائد العلماء والمفكرين والمعلمين ، وغير ذلك من المنشورات .
ما أجمل أن يتحلى الإنسان بالصدق ويجعله شعارا حقيقيا يعمل به وينشره بين الجميع ، كم من كلمة كاذبة أو خبر ناقص أحدث أثارا سيئة في نفوس الناس ،
هذا ما لاحظه الشاعر وأثار انتباهه ، ظل يحدث نفسه عن تأثير تلك الوسائل السريعة والمؤثرة في تقارب الأفراد والمجتمعات ،
ماذا لو تم استغلالها في نشر الحب والأمان والتسامح والأمل والطموح ، ليتنا نفعل ذلك بقناعة حتى ننهض بأنفسنا وبلادنا ،
تعود يد الشاعر إلى صفحته ، يضغط على كلمة إضافة منشور جديد ، يسطر تلك الكلمات القليلة التي يعتبرها رسالة لكل عاقل :
صباح الفل يا أهل الفيس
بالحب أكيد نهزم إبليس
الكلمة أمانة ليوم الدين
تصنع أحرار أو شعب تعيس
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.