إنه لمن دواعي سروري، أن أرحب بكم اليوم في القاهرة ضيفًا عزيزًا على مصر وشعبها متمنيًا لكم إقامة طيبة ونتائج مثمرة، خلال هذه الزيارة
والتي تأتي في إطار حرصنا المتبادل، على التشاور وتبادل الرؤى ووجهات النظر، حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتـمام المشـترك
وكذا العمل على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وكوريا بما يحقق المصالح المشتركة، ويسهم في تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبنا إضافة إلى متابعة نتائج الزيارة، التي قمت بها إلى العاصمة الكورية “سول” عام ٢٠١٦.
أود بداية الإعراب عن تقديرنا، للزخم الذى يشهده التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين واعتزازنا بعمق العلاقات “المصرية – الكورية”
والتي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الأعوام الماضية والتأكيد على أهمية العمل على تفعيل الشراكة التعاونية الشاملة بين البلدين بما يتناسب مع إمكانيات وقدرات الدولتين، ويصب في مصلحة شعبيهما،
لقد توافقت رؤانا خلال المباحثات، على أهمية مواصلة آلية التشاور السياسي بين البلدين واللجنة الوزارية المشتركة للتعاون السياسي والاقتصادي والفني، برئاسة وزيري الخارجية وآلية الحوار بين وزارتي المالية، واللجنة التجارية المشتركة
وذلك لأهميتها جميعًا، في دفع وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، في شتى المجالات.
كما أعربت عن تطلعنا، إلى جذب الشركات والاستثمارات الكورية لمصر مع استعدادنا لتقديم كافة التسهيلات اللازمة، لخلق بيئة استثمارية حاضنة للاستثمارات الكورية
وتشجيع زيادة الاستثمارات الكورية، في المشروعات التنموية الكبرى ومشروعات البنية الأساسية وكذا المشروعات في مجالات الطاقة، والتعدين، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
وهو ما يأتي اتصالًا بعملية الإصلاح الاقتصادي، التي قامت بها مصر، وما تم تحقيقه من إنجازات في هذا الإطار والمؤشرات الإيجابية للمستقبل الاقتصادي لمصر،
وقد اتفقنا كذلك، على أهمية تعزيز التعاون المشترك، لدعم الرؤية المصرية الهادفة إلى دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة وكذا تكثيف التنسيق في هذا السياق سواء من خلال إنشاء فرع للجامعة الكورية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة أو التعاون بين وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،
في مجال استخدام الذكاء الصناعي في الحكومة خاصةً مع قرب موعد الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة وتطلع مصر إلى إحداث طفرة تنموية ضخمة في الأجل القريب، على غرار التجربة الكورية الناجحة.
السيدات والسادة،
لقد استعرضت مباحثاتنا كذلك، فرص الشراكة التي يمكن أن تتم، بين الشركات المصرية العاملة في إفريقيا والشركات الكورية والترويج للاستثمار في إفريقيا،
وبصفة خاصة في مجال البنية التحتية مع إبراز الفرص الهائلة، التي يوفرها بدء العمل بمنطقة التجارة الحرة القارية من زيادة كبيرة في التدفقات الاستثمارية والتجارية،
بين الدول الإفريقية والمجتمع الدولي، كما تبادلنا وجهات النظر، حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وقد توافقنا على تنسيق مواقف البلدين، في مختلف المحافل الدولية.
وقد جاء اجتماعنا اليوم، تتويجًا لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية، لدفع التعاون الثنائي بين البلدين ولوضع إطار استراتيجي متكامل،
وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون، وسبل دفعها في الفترة المقبلة بما يؤكد إرادتنا السياسية المشتركة في هذا الشأن وبما يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة، التي تربط بين البلدين.
فخامة الرئيس،
اسمحوا لي ختامًا، أن أرحب بكم مجددًا في القاهرة معربًا عن تطلعي، لأن تشهد الفترة القادمة، مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مصر وكوريا بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين
ويولد مزيدًا من قوة الدفع، للشراكة التعاونية الشاملة، وللصداقة الممتدة، التي تجمع بين شعبينا وبلدينا.