عبد الناصر البنا يكتب : أنا وقداسة البابا تواضروس

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
كنت سعيد الحظ أن أجرى أول لقاء مع قداسة البابا ” تواضروس الثانى ” بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للقناة الفضائية المصرية فى برنامج ” مباشر من مصر “
مع زميلتى العزيزة إيمان العقاد بعد جلوس قداسته على كرسى البابوية خلفا لقداسة البابا شنودة الثالث الذى وافته المنية فى مارس 2012 .
والبابا تواضروس الثانى هو وجيه صبحى باقى سليمان المولود فى المنصورة لـ أسره مكونة منه كأخ لشقيقتين ووالده ووالدته عاش مابين المنصورة وسوهاج ودمنهور وهو من مواليد نوفمبر 1952
وحاصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الأسكندرية عام 1975 . وقد ترك البابا تواضوروس مجال دراسته ليتحول بعدها مجرى حياته إلى الرهبنة .
فى عام 2012 تم إختيار البابا تواضروس بطريركا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، بعد الإنتخابات البابوية التى تمت آنذاك ، لترسو عليه القرعة الهيكلية ، خلفا لقداسة البابا شنودة ، ليكون البطريرك 118 للكرازة المرقسية3صصصصص
فى أجواء تملأها البهجة وعبر شاشات التليفزيون ووكالات الأنباء العالمية شهد العالم كله على الهواء مباشرة مراسم إختيار البابا الجديد فى مشهد بديع لايمكن للذاكرة أن تنساه ، حيث دقة التنظيم والرقى فى الإختيار
أُجْرِيَت الانتخابات البابوية فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار 3 آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين ،
وذلك بناء على عدد الأصوات التى حصلوا عليها ، والتى إنتهت إلى إختيار ” الأنبا رافائيل والأنبا تواضروس والقمص رافائيل آفامينا ” .
وفى الـ 4 نوفمبر 2012 ، تم إقامة قداس القرعة الهيكلية ووقع الاختيار على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاماً؛ حيث قام الطفل “بيشوي جرجس سعد” ( 6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين ،
فى أول عيد لقداسته بعد إختياره على الكرسى البابوى كان الأمل يراودنى فى إجراء لقاء حصرى معه ، ويبدو أنى المدفوع بدعاء الوالدين قد إستجابت السماء لدعائى وأتيحت لى الفرصة لتغطية الإحتفال بالعيد وتهنئته بالجلوس بعد أن باءت المحاولات السابقة كلها بالفشل ،
كانت كاميرا الفضائية المصرية أولى الكاميرات التى دخلت المقر البابوى وتحديدا القاعة التى يجرى فيها الإحتفال حيث الجموع الغفيرة التى جاءت من كل فج عميق للتهنئه ،
وجدت البابا يجلس على كرسى فى قاعة ملحقة ومجموعة من الأطقال صفار السن دخلوا عليه بإنتظام لـ أخذ البركة منه ،
كنت أرقب هذا المشهد عن كثب ، والحقيقة أنها كانت المرة الأولى التى ألتقى فيها قداسته وجها لوجه ، لاتتخيلوا مدى الهدوء والراحة النفسية التى شعرت بها وأنا أنظر إلى هذا الرجل وهو يمسح على رؤوس هؤلاء الأطفال وهم يضعون قبلاتهم على يده .
عندما فرغ من هذا الواجب ، قدم إلينا وبادلناه السلام والتحية ، وكان ودودا بشوشا أكثر مما يتصور البعض إقتربت منه وعرفته بنفسى وقدمت له التحية ، وأستأذنته فى عمل لقاء تليفزيونى ،
ولم يمانع وأبدى إستعداه وقتها بادرته بالقول لاتتخيل قداستك أنا بقالى أكتر من شهرين بأحاول أعمل اللقاء دا ، إبتسم وقال لى مداعبا ” ياه ولحقت تعمله بسرعه كده ” ،
الحقيقه أنه لم يكن متجهم أو متكلف وكأنما أسلمنى نفسه لكى اختار مكان إجراء اللقاء ، والله أنى خجلت من بساطته وتواضعه الجم وخاصه عندما أبدى رغبته فى الحال وقال كما تحب .
فى هذه اللحظة دخل إلى مقر الإحتفال وزير إعلام الإخوان ” صلاح عبدالمقصود ” يرافقه إسماعيل الششتاوى وزمرة ممن تأخونوا فى عهد الإخوان وركبوا الموجه ، فى زيارة أعتقد أنها ” بروتوكول ” للتهنئه ،
وكان توقيت هذا اللقاء فى سنة الإخوان السوداء ” الله لا يعيدها ” كنت أول من وقعت عين صلاح عبدالمقصود عليه ، بادرنى بالقول إنتو قناه إيه ؟ قلت الفضائية المصرية يافندم قال : طيب يللا خلص بسرعه عاوز أمشى
الحقيقة أنى كنت فى حيرة من أمرى ، مع من أبدا الأول وخاصة بعد أن أبدى قداسه البابا رغبته الفورية فى إجراء اللقاء .
إستخرت الله ووجهت الكاميرا ناحية قداسة البابا فما كان منه إلى أن أشار إلى عمل اللقاء مع الوزير .. توجهت إليه إلا أنه بادرنى بالقول : لا إعمل لقاء مع قداسة البابا الأول .. وهمس فى اذنى بس خلص بسرعه عاوز أمشى ، وهذا ماقاله بالحرف والله شهيد على ما أقول ،
كان المفترض أن يكون اللقاء بحدود 20 دقيقه أو أكثر ، ولكن بعد خمس دقائق وجدت الوزير ” يتململ ” وكلما وقعت عينى عليه أجده يشير بضرورة إنهاء الحوار ، فما كان منى إلا أن أدرت وجهى الناحية الثانية لتلتقى عينى بعين الششتاوى الذى أشار إلى بيده بحركة دائرية معناها ” أنهى اللقاء ” وتجاهلته أيضا
الحقيقة أنها فرصة قد لاتتكرر لعمل لقاء حصرى على شاشة القناة الفضائية المصرية ” تليفزيون الدولة ” لكن مين يقرأ ومين يسمع كما يقول المثل ، وكيف يفكر هذا الوزير ومرافقه .. والله حتى الآن لا أعلم .
حاصل القول أنه لم تمر خمسة دقائق أخرى وإقترب منى شاب يعمل مذيعا فى قطاع الأخبار من الإخوة المسيحيين ، وكان يتقافز حول الوزير على رأى الصعايدة ” زى القرد القاطع ” .. وقال الوزير بيقول لك إخلص
همست فى أذنه بشتيمه أبوه وأبو الوزير
إختفى الشاب من أمامى من هول الصدمة ، وبالكاد كان لقاء بحدود 13 دقيقه أجرته زميلتى العزيزه بإقتدار ..
الحقيقة أنى تذكرت هذا الموقف أثناء مشاهدة الإحتفال بعيد الميلاد المجيد وفخامة الرئيس يطيب خاطر الأخوة المسيحيين فى تقليد حرص عليه كل عام لتقديم التهنئة لهم فى عيدهم
ليبرهن ويؤكد للجميع الفرق بين التدين الحقيقى والتدين الظاهرى ، حفظ الله مصر من كل سوء ومكروه وكل عام ونحن بخير مسيحيين ومسلمين .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.