مما دفعنى للكتابة عن هذا الرجل هو بساطته وتواضعه الشديد ، الذى يصل إلى حد العفوية أحيانا ، وهو المدفوع بحب هذا الوطن ،
هو واحد من أبناء مصر المخلصين ويمكن أن تقول عنه أنه واحد من الملايين من أبناء مصر المهاجرين إلى الخارج الذين إستطاعوا أن يشقوا طريقهم بأنفسهم وأن يحفروا أسماءهم بأحرف من نور فى ذاكرة التاريخ .
رجل إستطاع بمجهوده وعرقه وكفاحه أن يكون واحدا من الشخصيات البارزة على مستوى العالم فى مجال الإستثمار ،
وهو قصة كفاح تستحق الوقوف أمامها طويلا ليس فقط للإشادة بها وإنما أيضا للإستفادة منها .
النشأة مصرية خالصة من قلب قاهرة المعز ، والإنطلاقة أوربية وتحديدا من دولة الدانمارك وعاصمتها ” كوبنهاجن ” كأى شاب مصرى مغترب ضاقت به سبل العيش فى وطنه وسافر وكافح حتى وصل إلى ماوصل إليه بل وحصل على العديد من الألقاب ومنها ” الدكتوراة الفخرية ـ وسام فارس العلم الدانماركى الذى منحته له ملكة الدنمارك وهو أرفع الأوسمة ولا يمنح إلا لأفراد العائلة المالكة الدنماركية ،
وكان أول عربى يحصل عليه ـ أيضا لقب سفير العلاقات التاريخية للشرق الأوسط ـ ورئيس مجلس المستشارين فى الإتحاد العالمى لرؤساء الجامعات ” .
عندما تقترب من عنان الجلالى تجده رجل بسيط جدا لم تغيره سطوة المال ولا الشهرة التى حققها بعرقه وجهده وكفاحه وهو يقف دائما إلى جانب وطنه مساندا له فى أزماته بحب وتفانى لارياء فيه ولا مجاملة أو مداهنة لـ أحد مملوء بالأمل ومحمل بالأحلام والطموحات وكأنه يقول ” لايأس مع الحياة .. ولا حياة مع اليأس “
بدأ عنان الجلالى رحلة البحث عن ذاته بعد أن فشل فى الحصول على شهادة الثانوية العامة فسافر إلى النمسا ومنها إلى الدانمارك وإضطرته الظروف إلى إمتهان العديد من المهن الدونية التى توفر له متطلبات الحياة أو قوت يومه من ماكل ومشرب أما السكن فكان فى بيوت الشباب وكبائن التليفونات أحيانا إذا لم يتيسر له تدبير أجرة سرير ينام عليه .
وبعد معاناة شديدة في سبيل الحصول على وجبة طعام يومياً ، عمل في غسيل الأطباق لـ 8 ساعات يوميا وتعرض كثيرا للإضطهاد ،
لكنه لم ييأس وبدأ يغير نظرته للحياة ، وأيقن أن العمل هو السبيل الوحيد لنحقيق أحلامه فسعى لـ إكتساب خبرات أكثر ، فكان ينهى العمل ، ثم يغير ملابسه ليبدأ عملا آخر .. وهكذا ،
ثم بدأ ، يتدرب على أعمال الفندقة بدون مقابل . وبعد سنوات من إكتساب الخبرة في مجال إدارة الفنادق ، حصل على وظيفة ” جرسون ” في مطعم في أحد الفنادق ، وتواصلت النجاحات حتى وصل إلى وظيفة ” نائب مدير ” فى الفندق ، وعمره لا يتجاوز الـ 23 عامًا .
ثم عمل مديراً في أحد اكبر فنادق الدنمارك ، وكان عمره لم يتجاوز الـ 30 عاماً ، ثم سعى لاكتساب الخبرة في مجال تأسيس الفنادق ، وأسس شركته فنادق ” هلنان العالمية ” ، وهو عمرة 32 عامًا .
” مشاهير كانوا يقتاتون من القمامة ” كان عنوان تحقيق صحفى مطول لـ إحدى الصحف الدانماركيه تحدث
عن بعض أثرياء العالم الذين بدأوا حياتهم من صناديق القمامة وجاء من بين هؤلاء ” عنانى الجلالى ” المالك لمجموعة فنادق ” هلنان ” أصخم سلسلة فنادق فى العالم ، أما الصحف الأمريكية فأطلقت عليه لقب
” أشهر غاسل صحون في العالم” .
والحقيقة أن الرجل لم يخجل أبدا من ذلك ، وكلنا نعلم أن معظم أغنياء العالم كانوا قد بدأوا حياتهم بوظائف دونية لاتدر عليهم الكثير من المال ومن بينهم “بيل جيتس” مؤسس شركة مايكروسوفت الذى كان يعمل بوظيقة
” ساعى ” فى الكونجرس الأمريكى ،
وكذلك مؤسس سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” الشهيرة ومؤسس شركه” DELL ” كان يغسل الأطباق ، ومن بين الفنانين “مادونا” التى كانت تعمل بائعة فى محل حلوى . وهناك عشرات الآلاف أمثالهم من أغنياء العالم الذين ترى فى قصص نجاحهم ضربا من الخيال وطموحا ليس له حدود .
ولاعجب اليوم أن ترى عنان الجلالى بصحبة أحد أفراد العائلة المالكة الدانماركية أو البريطانية أو غيرها من ممالك أوربا فى جولة فى أحد شوارع وسط القاهرة أو فى مدينة الأقصر أو أسوان أو شرم الشيخ
وهو يتقمص دور المرشد السياحى ليعطى صوره عن معالم مصر السياحية والحضارية . ولاعجب أيضا أن تجد صورة عنان الجلالى على أغلفة كبرى المجلات والصحف العالمية بصحبة الملوك والرؤساء .
عنان الجلالى .. شكرا على هذه التجربه الفريدة التى تعطى الأمل لنا شبابا وشيوخا
شكرا لـ أنك قلت ” لا يأس مع الحياة .. ولا حياة مع اليأس “