عبد الناصر البنا يكتب : أنا .. والزعيم

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
” إنتبهوا إنه .. الزعيم ” عنوان مقاله كتبتها عام 1996 أثناء إقامتى فى المملكة العربية السعودية التى قاربت على العشر سنوات والتى كنت خلالها على إتصال دائم بوسائل الإعلام العربى والخليجى
والتى بسيببها حصلت على لقب ” نجم الأسبوع ” وحصلت على جائزة مالية وقدرها 300 دولار أمريكى من مجلة ” الجديدة ” التى تصدرها الشرق الأوسط ، التى يترأس تحريرها الصحفى السعودى الأستاذ عثمان العمير فى ذلك الوقت .
الحقيقة أن متابعاتى وكتاباتى للصحف العربية والخليجية مثل ” الشرق الأوسط ـ الحياة اللندنية ـ الهدف الكويتية .. وغيرها ” لم تنقطع طوال تلك الفترة ، وكنت حريص جدا على الكتابة فيها ،
وأتذكر أننى كتبت دراسة نقدية فى كتاب فيصل ملك السعودية للكاتب الفرنسى ” بنوا ميشان ” ، وأيضا حول كتاب مقاتل من الصحراء للفريق ركن خالد بن سلمان قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات فى عملية عاصفة الصحراء .. إلخ .
” إنتبهوا إنه .. الزعيم ” كانت دراسة نقدية فى مسرحية الزعيم التى قدمت على المسرح عام 1993 : 1999 بطولة الفنان الكبير عادل إمام- أطال الله قى عمره – والفنان مصطفى متولي ورجاء الجداوي وأحمد راتب ويوسف داوود
وكنت قد حضرت خصيصا لحضور العرض الأول لها وكتبت عن النواحى الفنيه والجماليه بها وأيضا ماحوته من إسقاطات سياسية .. إلخ ،
وكانت العقبة أمامى هى كيف أصل بهذا العدد إلى الفنان عادل إمام ليقول رأيه فى ما كتبت وظلت المجلة حبيسة الأدراج إلى أن قررت العودة والإستقرار فى مصر .
وإذا بالقدر يسوق إلىً الفنان عادل إمام لـ أقف وجها لوجه أمامه ، وكنت قد دعيت لعمل تغطية إعلامية لـ أحد مؤتمرات منظمة العمل العربيه بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة ،
وبعد أن إنفض المولد من حول الفنان الكبير إقتربت منه ودار بيننا حوار طويل جدا أطول مما تتخيلوا وأتذكر أنه فى نهايه هذا الحوار همس لى بأن هناك ” كيمياء” مشتركه بينا ،
ودخلنا فى نوبة ضحك طويلة وتبادل للنكات ، وكان طلبى الوحيد له أن يقرأ ماكتبته عن المسرحية فى مجلة الشرق الأوسط .
وأبدى الرجل ترحيبا غير عادى وأعطى لى عنوان مكتبه وقال أنا فى إنتظارك ، وأتذكر أنه كان فوق كافيه
” بنت السطان ” فى أول شارع سليمان أباظة فى ميدان الثورة بالمهندسين ،
ذهبت فى الموعد المحدد وكان مدير مكتبه الأستاذ حسنى سعد رحمه الله فى إستقبالى ، ويشاء القدر أن يكون أخوه الأستاذ ياسر سعد زميلا لزوجتى فى الإذاعة المصرية ،
إستقبلنى الرجل بكل ترحاب ، وأكد لى على حرص الفنان على هذا اللقاء ولكنى لظروف خاصه تركت العدد وإنصرفت على أمل أن يكون بيننا لقاء آخر .
أود أن أنوه إلى أن الفنان عادل إمام عندما عرضت عليه قراءة المقال قال لو الموضوع عجبنى إنت ضيفى على مسرحيه ” بودى جارد ” وكانت تعرض فى هذا التوقيت ،
انصرفت قبل أن أصل بيتى تلقيت مكالمة مجهولة رديت ألو قال لى : أنا عادل إمام ، أنا إفتكرت حد بيهزر وخاصه وأننا كنا فى عام 2001 حديثى عهد بإستخدام الموبايل قلت له ياعم إقفل هى مش ناقصاك والله
ودخل فى نوبة ضحك طويلة جدا ، وقال لى : طيب ” إنتبوها إنه الزعيم ” وقتها أيقنت أنه الفنان الكبير ، حقيقة مكنتش عارف أرد أقول إيه ، قال لى المقال عجبنى ” أوى ” وأنا عند كلمتى وانت كسبت الرهان ح تشرفنى إمتى ، رديت والله أنا بأهزر ، قال والله أنا بأتكلم جد ، قلت له دا شرف كبير وحددت له الموعد ، قال لى مين معاك قلت مراتى ، قال لى رجاء لو ح تعتذر بلغنى ، قلت له محدش يقدر يعتذر للزعيم .
إستقبلونا على باب المسرح أنا وزوجتى إستقبال الرؤساء وضيفونا وأوصلونا إلى مقاعدنا فى الصف الأول أمام خشبة المسرح مباشرة ،
وبعد إنتهاء العرض حرص الفنان على إستضافتنا والجلوس معنا لفترة طويلة بعد أن إستقبل كل محبيه ، ودار بيننا حوار طويل وأبديت له بعض الملاحظات على آداء الفنانه ” دينا ” وكانت بطله العرض بعد أن تناوب على الدور الفنانه شيرين سيف النصر ورغده ،
وبكل أدب قال لى هى معذوره جوزها مات إمبارح يقصد الفنان ” سامح الباجورى ” وكويس أنها جات العرض ، الحقيقة أن دينا كانت أحد نقاط الضعف فى هذا العمل ، الذى توقف لـ أكثر من مرة بسبب وفاة الفنان مصطفى متولى الذى إستبدل بالفنان محمد أبو داوود وكانت بطوله عزت أبو عوف وآخرين .
ومن هنا بدأت علاقه من نوع خاص أو ” كيمياء ” كما أطلق عليها الفنان إلتقينا عشرات المرات وحرصت على تقديم تمثال فرعونى كبير أنتيك من الأقصر كتب عليه ” يودى جارد ” وبذلت محاولات لعرض المسرحية فى محافظات الصعيد
وخاصة بعد الزياره الناجحة التى قام بها الفنان إلى محافظة أسيوط ، وأستقبل فيها إستقبال الفاتحين وكان متحمسا جدا لتلك المبادرة ، وحصل تواصل بينه وبين سيادة اللواء عادل لبيب محافظ قنا فى ذلك الوقت ،
والصدفه أنهما كان زملاء فى مدرسة ” بمبا قادن الثانونيه ” وجاءت حادثة إحتراق قطار الصعيد واجهضت المشروع برمته .
فى مارس 2003 نظمت لجنة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى مظاهرة سلمية للتضامن مع العراق إحتجاجا على ضربها شارك فيها صفوت الشريف وزير الإعلام ، وجمال مبارك وشاركت فيها قوى المعارضة ورموز العمل السياسى ، وأكثر من نصف مليون مصرى ،
وإلتقيت خلالها الفنان عادل إمام ، ودار بيننا حوار طويل فى وجود جمال مبارك وعدد من القيادات السياسية .
ولم تنقطع مكالمات الفنان الكبير عنى طوال فترات الأعياد والمواسم ، وأقسم بالله أنه كان دائما هو صاحب المبادرة وأتذكر أنه خلال فترة حكم الإخوان ، كانت مكالماته تمتد لساعة واكثر للحديث فى أحوال البلد ومصر رايحه على فين ، وتخوفه على الفن ومن حوادث الخطف المتكرره وغيرها ، وكم كان منزعجا عندما تم إختطاف حفيدى إسماعيل عثمان فى 2012 ،
وأبدى لى قلقه الشديد ولكنى ذكرته وقتها بأنك أنت ” الزعيم” لاتقلق فأنت واحد من أهرامات مصر .
عادل إمام ” الزعيم ” متعك الله بالصحة والعافية
كل عام وانت وأسرتك الكريمة بألف خير وهذا قطر من فيض .. وحشتنى يازعيم .. وأنا أعترف أنى ” مقصر “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.