يسري السيد يكتب : الكفر بالديمقراطية !!

الكاتب الصحفي يسري السيد
من المسؤل عن وضع الشعوب العربية خاصة  وشعوب العالم الثالث على وجه العموم بين مطرقة الديكتاتورية التي يصاحبها استقرار نسبى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا – ولو ظاهرى –   وبين سندان الديمقراطية ومايصاحبها من فوضى وعدم استقرار قد يصل الى تهديد كيان الدولة نفسها فضلا عن الازمات الاقتصادية والاجتماعية  … الخ
  • طبعا الإجابة معروفة الى حد كبير .. وهى المستفيدون من استمرار الديكتاتورية والاستحواذ على ثروات الشعوب سواء كانوا من الداخل أوالخارج
اذا سلمنا بذلك  فهذا يعنى ان الشعوب عنصر غائب ومفعول به  واذا تحولت الى عنصر فاعل في لحظات نادرة تتم سرقة ثورتهم من قبل جماعات المصالح في الداخل والخارج… يعنى الشعوب مثل طفلك الذى يبكى من امر ما ، فتضحك عليه بقطعه شيكولاته ، ومن براءته يصدقك حتى يكتشف حيلتك بعد ذلك فلا يصدقك بعد ذلك ابدا مهما كنت صادقا  وقد  يكون غضبه القادم مدمرا وبلا عقل حتى لو دمر نفسه !!
نعم وبلا شك القوى الغربية او الاقليميىة لها مصالح تتفاوت بين التدمير والسيطرة  وحتى وضع هذه الشعوب تحت غطاء التبعية
لكن الم يسأل أحد  منا قبل مطالبة  الاخرين  ان يمارسوها معنا هل نحن نمارس الديمقراطية في حياتنا ، في البيت والمدرسه والجامعه والعمل والنقابات والأنديه .. وكلها مجالات بعيدا ولو بشكل غير مباشر عن السياسة ، وان كانت هي “الجينات “المكونه لكروموسات حياتنا السياسية فيما بعد
هل نحن مستعدون للدفاع عن الديمقراطية حتى لو تعارضت مع مصالحنا الآنية من اجل منافع مستقبلية ، وأن  لم تكن ازيد فيكفيها انها مغلفة بالحفاظ على  كرامتى وادميتى ، بدلا من الطعام المغموس بالذل والا أدميه
بصراحه هل نحن شعوب تنفع معها الديمقراطية ؟ والاجابة مطلوبه وبلا تشنج او عصبية مع العلم اننى من اشد المدافعين عنها  وارى ان تصحيح مسيرتها يكون بالاستمرار وإصلاح الأخطاء ، لكن الواقع يجعلك تكفر بها ان شاهدت ان الوحيدين المستفيدين بها  في كل مكان هم القتلة واللصوص والبلطجية وقطاع الطرق .. الخ ..
من المسؤل عن تدهور الديمقراطية ؟!
  • تعالوا نرى من يفوزفى اى انتخابات نزيهة وديمقراطية ؟
الفائز غالبا ليس الاصلح الا اذا كان  الاصلح – كما نعتقد – محميا بالمال أو المصالح أو العلاقات التي قد يكون جانبا منها غير نظيف
والمسألة لا تحتاج الى تدليل اثباتى ..
اذهب الى اى قامة سياسية او فكرية او اقتصادية او اجتماعية او قانونية وتصلح للعمل العام وتملك الكثير من الرؤى اذا طبقت تحول المجتمع الى صاروخ في التقدم ، واطلب منه النزول لمعترك الانتخابات ، طبعا سيرفض ، لكن تعالوا نفترض انه سيوافق ولو من قبيل التجربة ، ستجد الفشل هو نصيبه ، وستجد الفائز على الأقل لا يقارن مع هذه الشخصية ، لكن فوزه قد جاء لا سباب أخرى ليس من بينها الكفاءة ، والحكايات  كثيرة  منها المشهور ومنها غير المشهوروفى جميع المجالات
اذكر مثلا ان احدى الشخصيات ترشحت لمنصب رياضى افريقى وفى احدى اللقاءات التي تجمع الشخصيات المؤثرة في التصويت في العملية الانتخابية قام المرشح المنافس بحيلة بسيطة لكنها تعكس ما أقوله  بان طلب من احد معاونيه المرور بزجاجة ” كولونيا ” ( زجاجه عطر يغلب عليها نسبة الكحول تستخدم للتطهير من الميكروبات غالبا )  وقام برش ايدى الشخصيات التي سيسلم عليها المرشح المؤهل للفوز.. وعندما سألوا عن السبب كانت الإجابة السريعه ان المرشح المختلف عن بشرتهم السمراء ب ” بيقرف ” من أصحاب البشره السمراء ويخشى على نفسه من الإصابة بميكروباتهم لذلك طلب منه ان يطهر أيديهم بهذا المطهر قبل المصافحه باليد معهم .. وبهذا الحيلة الماكرة فاز المرشح المنافس وسقط المرشح الأفضل
وتأتى الحكاية الشهيره للمفكر احمد لطفى السيد وهو من أبرز المثقفين المصريين وأول مدير للجامعة المصرية لتكشف أسباب الكارثه ،  فقد تسببت الديمقراطية فى سقوط أبوالديمقراطية الحقيقية فى مصر ففى أول انتخابات بعد اصدار دستور 1923 الذى جاء  نتيجة لثورة1919أشاع أحد خصومه في الانتخابات في أوساط الناس بان لطفى السيد رجل ديمقراطى ، وأوعز لاحد معاونيه ان يسأله يعنى ايه ديمقراطى ؟
الديمقرطيه تعنى
وعندما سأله كانت اجابته ان الديمقرطية تعنى  اذا كان من حق  الرجل الزواج  أكثر من مرة  ويجمع على ذمته اربع زوجات في وقت واحد فلابد ان تتمتع الزوجه بهذا الحق  و أن تتزوج أكثر من واحد، فى نفس الوقت.. وأشاع هذا السياسى أن هذا هو ما يراه أحمد لطفى السيد  أبو الديمقراطية .. وقال لرجاله: اسألوا لطفى السيد جملة واحدة، هى: هل انت ديمقراطى.” . فإذا أجاب بنعم فهذا يعنى أنه يؤيد تعدد أزواج الزوجة.
وفى سرادق انتخابى وبينما لطفى السيد مندمج فى إلقاء خطابه وقف أحد الناخبين وسأله سؤالاً واحدًا هو «هل أنت ديمقراطى ؟
ورد لطفى السيد وقال بكل حزم: نعم أنا ديمقراطى.. فصرخ السائل قائلاً: استغفر الله العظيم ـ
وشاع فى الدائرة أن لطفى السيد ـ هذا الديمقراطى الأكبر فى مصر  يؤيد تعدد أزواج الزوجة، وهذا بالطبع ضد مبادئ الاسلام الاساسية وأمام صناديق التصويت صوتوا لمنافسه  وهم يقولون كيف ننتخب رجلاً يخالف الشريعة الاسلامية وكانت النتيجة أن سقط لطفى السيد وراح ضحية خبث وذكاء منافسة فى المعركة الانتخابية.
أقول ذلك وانا اتابع المشهد العربى من المحيط للخليج والكثير من دول العالم الثالث .. فالمسألة ليست تدخل القوى الأجنبية هنا وهناك للدفاع عن مصالحها التي قد تصل الى حد تدمير هذا البلد او ذاك – وهو موجود -، والمسألة ليست أصحاب المصالح في الداخل هنا وهناك ومن الانتهازيين واللصوص والبلطجية .. الخ ممن تلاقت مصالحهم مع أعداء بلادهم ، حتى مع بعض الاختلافات الطفيفة – وهو موجود -،
  لكن المشكلة الأكبر في الشعوب ومدى ايمانها بالديمقراطية قولا وفعلا ، وهذا لايتأتى بين لحظة وأخرى لكنها تتحقق نتاج سنوات عديدة من التعليم والتثقيف السياسيى لان الأمية والجهل ارض خصبة لاصحاب الوعود المعسولة او حتى بزجاجه زيت وكيلو سكر !!
yousrielsaid@yahoo.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.