عبد الناصر البنا يكتب : لغتنا .. الجميلة !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
يقول شوقى ” إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا .. جعل الجمال وسره في الضاد ” إنها لغة الضاد أو لغة القرآن الكريم الذى نزله الله { بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مُبِين } ولغة السنة النبوية ، لغة الفصاحة والبيان والبلاغة ،
اللغة الأكثر إنتشارا فى العالم وإحدى لغات العمل الست الرسمية للأمم المتحدة حيث صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 18 ديسمبر عام 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
وبهذه المناسبة يحتفل العالم فى الـ 18 من ديسمبر كل عام باليوم العالمى للغة العربية كونها عالما زاخرا بالتنوع والإبداع بجميع أشكاله وصوره ،
ولما لها من أشكال وأساليب شفهية ومكتوبة وفصحى وعامية ، وتختلف وتتنوع خطوطها وفنونها بنثرا وشعرا يأسر القلوب ويخلب الألباب .
ولما لها من تأثيرًا مباشرًا وغير مباشر في كثير من اللغات الأخرى ” كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية مثل اليوربا والهاوسا والسواحيلية ،
وبعض اللغات الأوروبية المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية . وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية ” اليونانية والرومانية ” إلى أوروبا في عصر النهضة
واللغة العربية تُعدّ ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية . فضلاً عن كونها وسيلة للإرتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام .
وعلى مر التاريخ إحتلت اللغة العربية مكان الصدارة في عمليات التبادل بين مختلف الثقافات والحضارات
لكن الحقيقة أن لغتنا الجميلة تعانى الكثير من المشاكل فى عصرنا الحالى ، لقد أهملنا عن قصد أو بدون لغتنا الجميلة فى ” خُطَبِنا الدينيَّة والسياسيَّة ،
وفى ندواتنا ، وحواراتنا ، وإعلامنا ، ومدارسنا ، وجامعاتنا ، وفى أمور حياتنا اليومية ونحن لاندرى أن ضياع اللفة يعني ضياع أهلها ،
لعلنا نتذكر أيام الفن الجميل عندما كانت أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وغيرهم يتغنوا بقصائد فصحى كتبها شعراء كبار من جيل الرواد والمعاصرين
غاصوا خلالها فى أعماق الشعر العربي وكتبوا قصائد مثل جفنه علم الغزل ـ رباعيات الخيام ـ عدى النهار وغيرها الكثير وحولوها إلى أغانى خالدة رددها المتعلم والأمى .
ومن ينظر إلى واقع الإعلام بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية ، الأرضية والفضائية فى عالمنا العربي ، يجد العجب العجاب فاللغة المستخدمة فيه هي العامية ،
ولا تستخدم الفصحى إلا في نشرات الأخبار ، ولامجال للحديث عن الخطب التي يلقيها القادةُ والزعماءُ ومايشوبها من أخطاء ، لقد أصبخت العامية هى لغة البرامج ، والمسلسلات ، والأفلام ، والمسرحيات ، والتعليق على المباريات والأغانى ، أصبحت الكتابة ” فرانكو أراب ”
أما مزاحمة اللغات الأجنبيه فأصبحت وجاهة إجتماعية تجدها بين المثقفين فى حواراتهم اليومية وفى الإعلانات التجارية والمناهج الدراسية ، بل أنها أصبحت معيارا للحكم على الناس .
ما أحوجنا إلى تشريع نسميه ” لزوم العربية ” على غرار قانون ” لزوم الفرنسية ” الذى سنته فرنسا فى عام 1994 ويمنع أيّ مواطن فرنسيّ من إستخدام غير الفرنسية
طالما أن هناك ألفاظًا أو عبارات مماثلة، تؤدي ذات المعنى في الفرنسية ، فى كافة الوثائق والمستندات ، والإعلانات المسموعة والمرئية ، وكافة مكاتبات الشركات العاملة على الأرض الفرنسية ،
وبوجهٍ خاصّ المحلات التجارية ، والأفلام الدعائية ، التي تُبثّ عبر الإذاعة والتليفزيون ، وأشياء أخرى كثيره وأوصى القانون بعقوبة المخالف بالسجن أو الغرامة المالية
فرنسا عاوزه تحافظ على تراثها من الإغراق اللغوى ونحن بكل أسف نضيع لغتنا بأيدينا تارة باعتبار أن ذلك تمدن وحضارة وتارة أخرى مع رياح العولمة
وتارة بالفن الهابط والإهمال الذى إنسحب على التعبير والخط والإملاء وعلى كل مناحى الحياة وإن لم نفيق فلا نلومن إلا انفسنا ، أهلا بلغة الضاد فى عيدها أهلا بصحوة توقظنا من ثباتنا أهلا بكل ماهو يعيدنا إلى تاريخنا وحضارتنا وهويتنا العربية وإلى لغتنا الجميلة ” اللغة العربية “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.