أبو الطيب المتنبى له قصيدة يقول فيها ” وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء ، سكبت عليها الدماء دموعا أرطب تربتها بالدماء ، لك الله يا مصر قد كنت أما لقوم نسوك فيا للجفاء .. إلخ
تذكرت هذه القصيدة والمشهد أمامى كما هو آت رئيس يعمل بكل ما أوتى من قوة فى وادى من أجل رفعه هذا الوطن ، ومسئولين فى وادى آخر
ففى الوقت الذى تستعد فيه الدولة لـ إستضافة منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة فى مدينه السلام ” شرم الشيخ ” فى ظل تحديات كثيرة تفرضها جائحة كورونا والخروج بهذا المنتدى يالشكل الذى يليق بمصر بعد أن أرست مصر دعائم هذا المنتدى الفريد من نوعه على مستوى العالم
وأيضا فى الوقت الذى يولى فيه الرئيس إهتماما خاصا بالشباب كونهم الأمل الذى يبنى عليه مستقبل هذا الوطن وتوجيهاته وأفعاله صريحة فى هذا الشأن من أجل حمايتهم من التطرف والإنحراف
من أجل إعداد جيل قادر على تحمل المسئولية فى المستقبل ، والمحزن أن تجد من المسئولين من يتعمد أن يهدر كل إنجاز يتحقق على أرض الواقع بجرة قلم !
فى 8 مارس 2021 قوجىء المسئولين عن نادى الكشافة البحرية فى الجيزة الكائن فى 147 شارع النيل بالجيزة بحرى كوبرى عباس بإخطار صادر من جهاز مشروعات أراضى القوات المسلحة يطالبهم بدفع مبلغ
” إثنان مليون وثلاثمائه وثلاثة وخمسون ألف وثلاثمائه وثلاثة وثلاثون جنيه بخلاف 14% غرامة تأخير + 14% ضريبة القيمة المضافة نظير إستغلال المكان المقام عليه النادى .
وذلك بعد صدور قرار من رئيس مجلس الوزراء رقم 2647 لسنه 2020 بتفويض جهاز مشروعات أراضى القوات المسلحة بالقيام بأعمال الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية ( محافظة الجيزة / هيئة الإصلاح الزراعى ) فى إدارة أراضى طرح النهر فى القطاع من شبرا حتى حلوان ( شرق / غرب ) النيل
وحدد الإخطار فى نهايته مدة خمسة عشر يوما للسداد وإلا سوف يتم إتخاذ الإجراءات القانونية لإخلاء قطعة الأرض والتحقظ على كل ماعليها من تواجدات وإشغالات !
المخجل والمحزن أن يوجه مثل هذا الإخطار لمكان هدفه تنمية الشباب بدنيا وثقافيا من أجل إكتساب القيم وتحصيل الأخلاق الحميدة والتربية الصالحة من خلال أنشطة الكشافة العملية التى تقام فى الهواء الطلق ومنها ” إقامة المخيمات ــ فنّ عمل الأخشاب ــ الألعاب المائية ــ السفر سيرا على الأقدام ــ التجوال والألعاب الرياضية .. إلخ ” .
أضف إلى تلك الاهداف السامية أن مصر لها تاريخ طويل مع الحركة الكشفية حيث تأسست بها أول جمعية للكشافة المصرية عام 1920 ومصر عضو فعال فى الإتحادات الدولية
وأن شباب الحركة الكشفية المصرية هم شريك أساسى فى كل المخيمات الكشفية على المستوى العربى والعالمى والحمد لله لنا باع طويل فى هذا المجال .
والطريف أنه فى عام 1962 خصصت الدولة بالقرار رقم 181/ 1962مساحة من أرض طرح النهر لجمعية الكشافة البحرية المصرية بالجيزة كنادى خدمى تابع لوزارة الشباب والرياضة المصرية من أجل ممارسة الأنشطة وهو غير هادف للربح
ووفقا للقانون رقم 7 لسنه 2020 بتعديل بعض مواد القانون 218 لسنه 2017 بتاريخ 2/2/2020 حيث نص صراحة فى المادة (27 / بند 10 ) على الإعفاء من مقابل الإنتفاع المقرر على الهيئات الشبابية
والنادى المقام على مساحة بطول 50 متر على أرض طرح النيل بعرض 10 متر تقريبا ولديه عدد 2 عوامة على النيل إحداها بمساحة 100 متر والثانيه 200 متر تقريبا نستخدم فى الأنشطة الكشفية لما يزيد عن 30 ألف شاب وفتاة من مختلف الأعمار من طلبة المدارس والجامعات المصرية ومراكز الشباب والجمعيات الخيرية ودور الأيتام بإشتراك رمزى لايتعدى ( إثنان جنيه فى العام ) هذا بخلاف المترددين على النادى من عامة الناس .
هدأ الموضوع قليلا بعد مناشدة المسئولين فى وزارة الشباب ومجلس الوزراء ، ولكنه كان الهدوء الذى يسبق العاصفة حيث فوجىء المسئولين يوم الخميس الموافق 9 ديسمبر بجيوش جراراة من شرطة المسطحات المائيه وقوات الأمن وموظفى حماية النيل تغير على المكان وتقوم بمصادرة العائمات التى يمارس عليها الشباب أنشطتهم ومصادرة كل المنقولات الموجودة فى المكان
أفيقوا يرحمكم الله فلم يعد لنا من أمل غير هؤلاء الشباب ولايمكن بأى حال التفريط فيهم من أجل تحصيل حفنة من الجنيهات ونتركهم صيد سهل لقوى الضلال والإرهاب .
سيادة الرئيس نادى الكشافة البحرية بالجيزة المهدد بالغلق والطرد وتشريد الآلاف من خيرة الشباب ممن رفعوا إسم مصر فى المحافل العربية والدولية يناشدكم سرعة التدخل من أجل وضع حد لتلك المهازل والتضارب بين أجهزة الدوله ، وفض هذا الإشتباك ، دمت لنا ودامت مصر حرة قوية مستقلة .