عبد الناصر البنا يكتب : قل لا للفساد .
الفساد مرض عضال ، لاوطن ولادين له ولامله ، وإذا إستشرى الفساد فى بلد فقل يارحمن يارحيم عليه ،
يعرف الفساد على أنه ” ظاهرة ” قد تكون إجتماعية أو إقتصادية أو حتى سياسية ،
الفساد يخلق مستنقع للبيروقراطية وبقوض المؤسسات الديمقراطية ، ويعطل التنمية الإقتصادية ويساهم فى عدم الإستقرار .. بإختصار شديد الفساد يعنى ” الخراب” .
فى أكتوبر عام 2003 إعتمدت الجمعية العامة إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ، وإختارات يوم الـ 9
من ديسمبر كل عام يوما دوليا لمكافحة الفساد ودخلت الإتفاقية حيز النفاذ فى 2005 والمفترض أن الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والاعلام والمواطنين فى كل أنحاء العالم يتعاونوا لمكافحة الفساد .
الهدف سامى وشعار ” قل لا للفساد ” أسمى وفوق كل هذا وذاك محاربة الفساد نفسه ، إن منع الفساد له من الفوائد الكثير وخاصة فى تحقيق التقدم والتنمية والرخاء ، وتحقيق المساواة ويسهل الحصول على الخدمات الأساسية مثل ” الرعاية الصحية والتعليم .. إلخ “
ولذلك فإن مسألة التصدى للفساد هى مسئولية الجميع .. كل واحد صغيرا كان أم كبيرا له دور فى منع الفساد ومكافحته حتى لو كان هذا الدور صغيرا .
الفساد كما ذكرت ليس حكرا على دولة بعينها ، أو جنس بعينه ، أو دين . وإنما هو حالة مرضية تواجهها كافة الدول دون إستثناء غنيه كانت أم فقيره .
وهو على حد سواء منتشر على مستوى المؤسسات العامة أو القطاع الخاص ، وهو ببساطه إستخدام السلطة العامه من أجل تحقيق مكاسب خاصة بصرف النظر عن حجمه ولافرق فيه بين موظف صغير وكبير ،
ففساد الموظف الصغير يلحق الضرر بجودة الخدمات المقدمه ، وفساد الكبير يؤثر على إتخاذ القرار وعلى الخطط والإستراتيجيات .. إلخ
محاربة فساد الكبار قد يقلل أو يحد من الفساد لدى الصغار ، وحتى نعرف أين تقف دعونا نتفق على أن الدول المتقدمه عندما تتعامل مع دول العالم الثالث هى على يقين أنها تتبع طرق هذه الدول فى إتمام الصفقات وهى لاتعتبر التعامل بالفساد مع هذه الدول جريمة ،
وتحت هذا العنوان ضع ماشئت من أسئلة بل أطلق العنان لتفكيرك فى الكم المهول من العمولات التى تحصل من الصفقات والإتفاقيات التى تتم دون حسيب أو رقيب وحدث ولاحرج .
هناك حقيقة أخرى يجب أن لاننكرها أن الفساد هو الأكثر إنتشارا في دول العالم الثالث ، وقد يكون السبب هو غياب الأنظمة والقوانين الصارمة لمكافحته ، وهناك بالطبع أسباب أخرى ومنها ثقافة هذه الدول ،
والعجيب أن ثقافة دول العالم الثالث أغلبها ” إسلامية ” تحرم هذا الفعل وتجرم مرتكبه ، ولعل هذا هو الذى جعل المنظمات الحقوقية المشبوهة مثل ” هيومان رايتس ووتش .. وغيرها ” تتجرأ على بعض الدول فى تقاريرها وتصدر تقارير مزيقة ،
وللأسف قد تجد هذه التقارير من يسلم بها تسليما أعمى ويرددها ويضخم نتائجها في وسائل الإعلام
وهناك فساد يمكن أن يكون موجها لخدمة أجندات طائفية أو عقائدية ، لـ تنظيمات محلية أو إقليمية أو دولية ، تحاول زعزعة الأمن والإستقرار فى المجتمع وهو من أشد الأخطار التى تواجهها دول العالم الثالث .
الحقيقة أن مصر فطنت مؤخرا لقضية الفساد والدولة تحاول جاهدة من خلال القوانين والأجهزة الرقابية والهيئات المستقلة التى تعمل ليل مهار من أجل محاربة الفساد ومنها ” هيئة الرقابة الإدارية ــ الجهاز المركزى للمحاسبات ــ الهيئة العامة للرقابة المالية ــ للرقابة على الصادارات والواردات ــ هيئة الرقابة والبحوث الدوائية ــ هيئة الرقابة على المصنفات الفنية .. وغيرها العديد ” من الجهات .
ولكن ماهو حجم الفساد فى مصر ؟
سبق أن بدأت القول أن الفساد غير مفتصر على دول بعينها ، وأنه لايفرق بين دولة وأخرى ، و هناك دولا وصضعت قوانين وقواعد صارمه لمكافحة الفساد ودولا أخرى تغلظ وتشدد العقوبة على الفاسدين لما للفساد من عواقب وخيمة تجهض كل جهود التنمية ،
أما عن حجم الفساد فى مصر فالشىء المؤكد أنه لايوجد فى مصر حصر دقيق أو بيانات رسمية لقضايا الفساد أو حجم الأموال المهدرة بسبب الفساد في الاقتصاد المصري
لكن المؤكد ان الفساد موجود فى صور متعددة على سبيل المثال : الكذب والإختلاس والإبتزاز والرشوة كلها وسائل تؤدى إلى الفساد ، إنتشار ” الواسطة ” والمحسوبية ، والتسهيلات أو الهدايا التى تدفع من أجل إنهاء الأعمال هى فساد ، إختيار أعضاء للبرلمان عن طريق المال فساد ، تفضيل بعض الأشخاص وعدم المساواة فى شغل الوظائف العامة فساد ، تهريب الآثار فساد ، الإنحراف بالمال العام فساد ، مايحدث فى المحليات فساد ،
الخقيقة أن اوجه وصور الفساد فى مصر متعددة . .بالقانون الذى يطبق على الكبير قبل الصغير وبتغليظ العقوبات مصر تستطيع أن تحارب الفساد ، تستطيع أن توصد كل أبواب الفساد المفتوحة على مصراعيها ، بالردع العام والخاص وبتجريد المرتشى من ممتلكاته تقضى على الفساد ، بتطبيق العدالة الناجزة ، بمبادىء المساواة تقضى على الفساد ، بتشديد الرقابة وبالشفافية تقضى على الفساد ،
لو خلصت النوايا فى مكافحة الفساد سوف نقضى على الفساد . ودائما وأبدا ” تحيا .. مصر