اشتبكت الشمس مع اوراق الأيكة. خلقت على الأرض الطامية بقع من ضوء بأشكال مختلفة .تشابك الاغصان متداخل ، قوى،ومستقر
لايسمح تكوينه بخلل يؤدى لانفصال .الساق الممددة بين شجرتين واحيانا ثلاثة جواز مرور لكائنات دقيقة.اسراب من النمل فى طابور طويل تحمل بقايا طعام كل نملة تتبع الأخرى بمسافة ثابتة .
ألوان النمل الداكنة تتماهى مع أرض الأيكة .الصرصور الزاعق طوال الليل صمت فى الصباح اختبأ من سرسوب الضوء الكاشف لمكانه .
ينسحب الصرصور الى داخل مخبئه تحت جزع شجرة ضخم. يخرج الفأر من جحره يطارد النمل والصرصور .الطعام وقود الحياة مالم يستطع اكتساب قوته ضل طريقه نحو الموت .
جميع سكان الأيكة يعلمون ذلك .علمهم الجوع الصبر والسعى وانتهاز أنصاف الفرص للحصول على ما يسد الجوع.
يلمح القط البرى الفأر ممسكا بالصرصور .يرتعش شاربه يهتز يلتقط الروائح من حوله يمد قدميه الأماميتين ويضم الخلفيتين .. تتسع أحداقه ويقفز فى الهواء قاطعا المسافة نحو فريسته فى أقل من طرفة عين .
الزمن عامل ضد لاينتظر . يحتاج التقاط الفريسة الى التحضير البدنى والتركيز الذهنى وتوافق مع عنصر الزمن أى اختلال يؤدى الى فقد الهدف ومن ثم الجوع وقت أطول .
الدقة وحساب عامل الوقت صنوان .يتحرك القط نحو مكان مظلم فى الأيكة قابضا على الفأر بين أنيابه . يئن الفأر أنات النهاية .توسلات لاتجد آذانا صاغية .الجوع أكثر إيلاما لو تملكت القط الرحمة .
يعرف الفأر قوانين الأيكة لايطيل التوجع فهو يدرك النهاية . الغراب أعلى الشجرة ينعق يستدعى عشيرته وأصحابه
بعد قليل سيترك القط بقايا من صريعه بعد ان انتهى من التهامه وسيترك أجزاء غير صالحة للطعام ستكون وجبة طازجة للغربان . جزء من السعى الترقب والمتابعة وانتهاز الفرصة والبحث الدؤوب .
تحلق الغربان فى الفضاء فى حركة دائبة يمسحون المكان بعيونهم كالرادار يلتقطون اصغر الكائنات وادق البقايا وكل مايصلح للاكل ، شهية مفتوحة دائما
ماتعافه النفس اليوم يصبح نفيس بالغد .كل ماتجده التهمه وكل ماهو اصغر منك وجبة صالحة لاشباعك .
تحط الغربان على بقايا الفأر عددهم كبير ماتبقى من وليمة القط لايسمح لجميعم بالشبع . يتصايحون ويشتبكون ترفرف الاجنحة السوداء فى الهواء وتهوى المناقير الحادة على الرؤوس .. يطير الأضعف ويبقى الأقوى يلتهم الطعام فى حرص.
تغيب الشمس وضوئها وتختفى بقع الضوء المتسللة عبر غصون الأيكة المشتبكة .. تستتر الكائنات بجنح الليل فى انتظار نهار جديد واشتباك آخر .