عبد الناصر البنا يكتب : الوادى المقدس .. طوى
بمناسبة احتفالية سانت كاترين وأرض التجلى فى 9 و 10 ديسمبر القادم.. فقد إختص الله تعالى مصر وحباها بالعديد من الصفات والهبات الربانية التى قل أن توهب لبلد على وجه البسيطة من مقومات طبيعية وموقع متميز ومناخ معتدل .. وقل ماشئت من المقومات السياحية والحضارية والتاريخية ومن عظمة الله وفضله على مصر أنها بلد الأنبياء سكنها يوسف عليه السلام ،
ودخلها يعقوب وموسى وهارون عليهما السلام ، وقيل أن أيوب وشعيبا وأرميا دخلوا مصر ، ويكفى المصريين شرفا وفخرا أن أبو الانبياء إبراهيم وخير الانبياء محمد (ص) تزوجا ماريه وهاجر المصريتين ، ومن المصريات العظيمات أم موسى وآسيه إمرأة فرعون وغيرهم العديد ممن جاء ذكرهم فى كتاب الله .
وقيل أن مصر لاتحرسها الملائكة وإنما عين الله هى التى ترعاها كما ورد فى قصة سيدنا نوح مع الطوفان ، ومصر هى البلد الوحيدة التى تجلى فيها الله سبحانه وتعالى ملك الملوك على أرضها لنبيه موسى عليه السلام
قال تعالى ” إِنِّىٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى ” إنها مدينة السلام سانت كاترين والجبال المحيطة بها وبالوادى المقدس ” طوى ” ، تلك المنطقة الفريدة والمتميزة على مستوى العالم بوصفها مقصدا سياحيا للسياحة الدينية والروحية والإستشفاء .
وسانت كاترين هى المنطقة الأكثر شهرة فى ج.م.ع لما فيها من معالم تاريخية ودينية عظيمة فضلا عن جبالها واماكنها السياحية الساحرة للعين ، ومعالمها الدينية التى شهدت على المعجزات السماوية مثل جبل موسى والشجرة المقدسة ودير سانت كاترين ،
لقد شرف الله مصر وشعبها بجبل موسى فى الوادى المقدس “طوى” فى سيناء ، وجبل موسى أو جبل طور سيناء هو جبل يبلغ إرتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر وهو يعتبر من أجمل مناطق السياحة الدينية فى العالم .
والحقيقة أنك عندما تتسلق هذا الجبل فإنك تشعر بالروحانيات التى تملأ المكان ولم لا وقد دعا موسى ربه وعاش فى هذا المكان ، ومن أجل ذلك فإن مياه هذه المنطقة الكبريتية فيها شفاء للناس ، وللعديد من الأمراض ومقاومة لـ أمراض الشيخوخة وغيرها من أمراض العصر
والحقيقة أن جبل موسى يعد واحدا من أفضل الجبال الموجودة على الأرض عند الله تعالى ، وهذا واضح من ذكره وتعظيم شأنه فى كتابه العزيز ، وهو شاهد على معجزة خالدة من معجزات نبى الله موسى عليه السلام عندما تفجرت عيون المياه أسفل الجبل .
تحيه شكر وعرفان للقيادة السياسية التى إلتفتت إلى هذه البقعة الغالية من تراب الوطن ، وشرعت فى تنفيذ عدد كبير من المشروعات تجاوزت الـ 14 مشروعا لـ تنمية وتطوير الموقع الذى تجلى فيه الله سبحانه وتعالى على نبيه موسى ، بمبلغ تجاوز الـ 3 مليار جنية
ليكون هو والجبال المحيطة مزارا روحانيا للديانات السماوية الثلاث ، وليكون مقصدا سياحيا وقبلة للسياحة العالمية لكل سكان الأرض ، ولتؤكد قيمه كبرى منحها الله لمصر وشرفها بها ، وأنها إضافه إلى ذلك هى بلد السلام التى يقول الله تعالى عنها فى كتابه العزيز ” ٱدْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ ” صدق الله العظيم .