مش عارف التكنولوجيا واخدانا على فين ؟
أما يكفى ظهور إضطرابات نفسية جدديدة لم تكن موجودة فى الطب النفسى من قبل نتيجة إدمان المجتمع للإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعى مثل ” الفومو ” الذى يعرفه أطباء النفس بأنه الخوف من خسارة علاقة عاطفية ويصل الحال للإستيقاظ من النوم لمعرفة إذا أجيب على الرسائل أم لا
أما يكفى ” الفونو فوبيا ” التى تعنى ملازمة الهاتف المحمول أثناء النوم ، أما يكفى سيطرة “فيس بوك “على مدار الـ 15 عاما الماضية على حياة أكثر من مليار شخص حول العالم ، ومانتج عنه من أضرار إجتماعية ، بل وإتهام للشركة بإختراق الخصوصية وتسريب بيانات المستخدمين وإستغلالها لتحقيق الأرباح .
حتى يطل علينا ” مارك زوكربيرج ” بعالم إفتراضى جديد لايعتمد على مجرد مجرد كتابه النصوص وتبادل الصور ويرصد له 100 مليار دولار تحت إسم ” ميتا فيرس “
ويعلن فى مؤتمر صحفى أنه نوع من الأنترنت التفاعلى أو بيئة إفتراضية نقدم فى صورة ثلاثية الأبعاد ، وتمكن الأشخاص من الدخول إلى عالم الواقع الإفتراضى المستقبلى والإلتقاء والعمل واللعب وعقد الإجتماعات الإفتراضية بإستخدام سماعات الواقع الإفتراضى أو نظارات الواقع أو تطبيقات الهوزاتف الذكية والأجهزة الأخرى .
بدايه “ميتافيرس ” أو الفضاء الإفتراضى جاءت عام 1992 مع رواية ” تحطم الثلج ” snow crash للكاتب نيل ستيفنسون ” التى تدور حول تعامل البشر مع فضاء إفتراضى ثلاثى الأبعاد يشبه إلى حد كبير العالم الحقيقى
إلى جانب روايات وأفلام للخيال العلمى كثيره تناولت مفاهيم مشابهه لعوالم الواقع الإفتراضى ، ومن هنا جاءت فكرة تحويل الإنترنت إلى عالم فضاء إفتراضى ثلاثى الأبعاد يتيح للمستخدم الدخول إلى هذا العالم ليجد نفسه داخل مجموعة من العوالم الإفتراضية المترابطة التى لانهاية لها ،
والتى تمكنه من الإلتقاء بعدد كبير من الناس والتعامل معهم ، ولايقتصر المجتمع الإفتراضى على العلاقات الإجتماعية فقط ، بل اللعب والعمل وعقد الإجتماعات بشكل إفتراضى .
الموضوع ببساطه وأنت مستلقى على أريكة فى صالة منزلك يمكنك أن تخلق لنفسك الشخصية التى تمثلك والمكان الخاص بك ، ويبدأ اصدقائك فى العيش معك داخل هذا المكان ، متجاوزين حدود الزمان والمكان ،
كما يمكنك أن تمارس رياضتك المفضلة أو تعقد إجتماعات عملك أو تتسوق ، بل أنه سوف يكون بإمكانك أن تعاين أى شىء تريد شراءه عن قرب بدلا من مجرد معاينة صورة فى الشكل التقليدى المعروف الآن فى المتاجر الألكترونيه ، وسوف تفاجىء بأن كل نشاط إنسانى فى الواقع الحقيقى موجود بكل تفاصيله فى الواقع الإفتراضى .
الحقيقة أن الـ ” ميتافيرس ” أو عالم الماورائيات أثار ضجة واسعة على وسائل التواصل الإجتماعى فور الإعلان عنه خشية أن يجبر عالم الواقع الإفتراضى المستقبلى الأفراد على الإفصاح عن المزيد من معلوماتهم الشخصية وإدمان مواقع التواصل مما يمنح الشركة إحتكارا جديدا فى عالم الإنترنت ، بعد إتهامات للشركه بأنها تسعى إلى زيادة عدد المستخدمين متخطية عامل ” الأمان ” أو ” الأرباح قبل الأمان “
وبعد أن راهنت على أن “ميتافيرس” سوف تكون المنصة الكبرى المقبلة ووفقا لـ “مارك” أن الإسم الجديد يعكس طموح مؤسسته لبناء عالم جديد مع الواقع الإفتراضى بدلا من أن يكون خدمة تواصل إجتماعى فقط .
الخوف الحقيقى هو أن تفشل الشركة فى حمايه الشباب من المحتوى الضار ومن تعزيز فكرة الكراهية والتطرف الأمر الذى جعل واشنطن وبعض العواصم الأوربية والإتحاد الأوربى يأخذوا تلك المزاعم على محمل الجد ويحاولوا تسريع الجهود التشريعية والتنظيمية فى جميع أنحاء العالم لكبح جماح شركات التكنولوجيا الكبرى ،
فى الوقت ذاته الوقت بعض خبراء الإتصالات والمعلومات من خطورة ” ميتافيرس ” ويروا أن الأمر ليس سهلا فى الإستحواذ على الأقل فى الدول النامية لأن تحقيق التواصل يحتاج إلى إنترنت فائق السرعة ،
وإلى نظارات وسماعة رأس إفتراضية يصل سعرها وفقا لما كشف عنه ” مارك ” إلى 300 دولار وأن هذه التكلفة الباهظة تسمح فقط لـ أفراد الدول المتقدمة إستخدامها .
على كل إن عاجلا أم آجلا سوف تتوافر تلك السماعات وغيرها مستقبلا مع إنترنت سريع ، وحتما ولابد من أن يتحول المستخدم إلى جزء لايتجزأ من هذه الحياة ،
لكن السؤال : هل الدخول إلى عالم إفتراضى يمكن أن يؤدى إلى إنقصام فى الشخصية ويصبح الشخص مسلوب الإرادة ، وهل الشخص الذى يموت فى الـ ميتافيرس يمكن أن يموت فى الواقع ،؟
ومامدى مايتمتع به مستخدمى عالم الـ ” ميتافيرس ” من خصوصية بيانات فى هذا الفضاء الألكترونى الغير محدود خاصة وأن الأمر لايقف عند حد الإطلاع على البيانات الشخصية والصور فقط ؟
بل سوف تكون تفاصيل الحياة فى هذا العالم الإفتراضى التى تحاكى الواقع متاحة للجميع . وماهو مصير أو مستقبل هذا العالم المثير والمجهول .. تلك الأسئلة وغيرها يمكن أن تجيب عنها الأيام .