يوم الجمعة الماضي أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ( تيدروس أدهانوم ) خلال اجتماع وزراء الصحة والمالية للدول الأعضاء في مجموعة العشرين تصريحا حذر فيه من احتمالية ظهور فيروس جديد في المستقبل ستكون البشرية عاجزة عن احتوائه ، وطالب كل دول العالم أن تواصل استخدام كل الأدوات المتاحة من إجراءات احترازية ورعاية طبية بجانب العلاج واللقاحات
وبعيدا عن أن معظم سكان العالم مازال لديهم أسئلة بلا أجوبة حول منشأ فيروس كورونا المستجد الذي تحول إلي جائحة ثم تحور أكثر من مرة في أكثر من منطقة في العالم .. وحول بيزنس اللقاحات والصراع المكتوم غالبا والعلني أحيانا بين الدول المنتجة له .. وحول كل الأهداف التجارية وغير التجارية .. وحول استخدام مثل هذه الأوبئة في الحروب الاقتصادية بين الدول الكبري لفرض السيطرة والهيمنة علي الأسولق المستهلكة للمنتجات والسلع بالتوازي مع ما يربك العالم الآن بسبب حروب الجيل الرابع والخامس التي حولت الكثير من مناطق الثروات الطبيعية إلي حالات من الفوضي والسيولة !
بعيدا عن كل ذلك فإن الدول التي تعيد بناء نفسها من جديد ، وتجتهد في أن تتجاوز تداعيات الجائحة وما سببته من إغلاق أثرعلي كل دول العالم الكبيرة والصغيرة ومنها مصر التي تحاول استرداد عافيتها الإقتصادية بمشروعات اقتصادية وتنموية كبري حققت فيها بفضل الله نتائج إيجابية استطاعت بها أن تعبر الأزمة بأقل الخسائر والأضرار وحافظت علي معدل نمو لم تصل إليه اقتصاديات كبري في العالم بشهادة البنك الدولي وكبري مؤسسات التقييم .
لذك .. أعود إلي تحذير مدير عام منظمة الصحة العالمية الذي يؤكد فيه علي أهمية وضرورة الاجراءات الاحترازية والتي نعرف نتائج الالتزام بها ، والتي يؤكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة ولقاء
وأسأل : لماذا تخلينا عنها بشكل يبدو وكأننا أصبحنا في مأمن من خطر هذا الوباء ؟ لماذا تخلينا عن الحذر المطلوب في المواصلات العامة بكل أنواعها ، وفي الأسواق والأماكن المزدحمة ودوائر العمل التي تتصل بالمواطن بشكل مباشر رغم أننا لم نصل بعد إلي حد المناعة المجتمعية التي تتحقق بتلقيح 60 إلي 70 مليون مواطن مصري ؟
هل يكفي أن نحرر ألف مخالفة أو يزيد لمن لا يرتدي الكمامة في بلد يعيش فيه 100 مليون نسمة لنقول أننا نطبق القانون ؟ هل نطمئن إلي أن الإصابات ما زالت في قدرة احتمال الجهاز الصحي وإمكاناته .. لذلك يحق لنا التخلي عن إجراءات الوقاية ؟
لماذا تخلي الإعلام – وهذا هو الأخطر – عن التأكيد علي ضرورة التباعد وارتداء الكمامة واجراءات التعقيم والنظافة واختفت من الشاشات علامات الحذر والتنبيه المستمر ؟ تداعيات التخلي عن الحذر وخيمة ، وتكلفتها الاقتصادية علي المواطن – إذا أصيب – ثقيلة ، وعلي الدولة مرهقة .. وكان علينا جميعا الاستفادة من دروس هذه الجائحة التي أجبرت العالم علي
الإغلاق والإقامة الجبرية في المنازل في تغيير السلوك العشوائي وممارسة الانضباط المجتمعي .. فهل نعود إلي توخي الحذر من جديد ؟