تتخذ الدولة حاليا منهجا جادا في محاربة الفساد ، فلا تعيين لأي قيادة إلا بعد موافقة الجهات الرقابية والأمنية ، وهذا الأمر أراه هاما ولازما لضمان طهارة اليد والسمعة وعدم الولاء إلي فصيل معاد للدولة
وهو دلالة علي نية الدولة في أسناد الأمر إلي أفضل العناصر المتقدمة أو المرشحة لشغل الوظيفة ، ويجب أن يسري ذلك علي الكافة – وبلا استثناء – لان عنصر فاسد واحد في المنظومة قادرا علي إسقاطها وزعزعة الثقة في المتعاملين معها
ونحن لدينا مخزون من المسؤولين من الانظمة السابقة يعشقون الفساد كعشقهم للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، يحبونه كحبهم لابناءهم ، هولاء خطر علي الدولة ويهدمون كل خططها ونواياها الطيبة في محاربة الفساد ، إن من يعتقد أن الرئيس يستطيع محاربة الفساد وحده هو مخطيء ولكن علينا جميعا محاربتة بكل صوره وأشكاله من قبل وسأظل أقولها …
الفساد الإداري هو أساس كل بلاء وبداية كل إنهيار ، الفساد المالي والأخلاقي أساسه فساد إداري ، لو تحلي المسؤول بالعدل والقانون وترك الهوي وأحب بلده سيكون لمصرنا الغالية شأن آخر ..
أريد أن تكون كل مؤسسات الدولة كالجيش والقضاء وبعض الجهات الاخري التي تعد علي أصابع اليد الواحدة ، ولي فاسد تافه جاهل كرسي الإدارة وستري السقوط الأعظم لأي نجاح … وعلي خطوات مدروسة ممنهجة سيكون السقوط للهاوية ..
ماذا يحدث اذا وليت مدير جاهل فاسد لأي مكان ، هل تتوقع أن يولي رءوس الإدارات أو القطاعات شرفاء اطهار متعلمين حتي ينكشف أمره من مخزون الجهل والخبث ، أم سيجنب هولاء الأطهار ويحل محلهم أهل الخبث المجردين من كل معاني الطهر والعفة والشرف
أعتقد انه سيولي من هم علي شاكلته ، فقد تركت لنا الأنظمة السابقة إرث ثقيل من الفساد الاداري وخطط ممنهجة في طريقة الوصول إليه دون محاسبة أو معاقبة
لذا فلا عجب أن يلقي الرئيس السيسي ومنذ أن تولي مقاليد الحكم مهام عديدة ومسئوليات جسيمة علي هيئة الرقابة الإدارية ومنحها صلاحيات فوق صلاحياتها واختصاصات فوق اختصاصاتها لمحاربة المخالفات الإدارية ومطاردة المخالف مهما كان موقعه ودحر الفساد الاداري من المنبع وحصد بذوره واقتلاع جذوره قبل أن تصير أوراقا تتفرع يمينا وشماله .
أن الفساد الاداري الجسيم لا يولد جسيما ، وأن الفاسد الذي تملأ صورة الصحف بعد سنوات من الفساد المالي والإداري بدء حياته الواقعة فساد بسيطة بسيطا .
لذا فالأمر يحتاج إلي إجراءات وتدابير عاجلة ناسفة باترة تبدأ بوضع تشريعات ” حقيقية ” لمحاربة الفساد الإداري بكل صورة وأشكاله وتطبيق هذه التشريعات علي الكبير قبل الصغير ، وعلي المخالفات البسيطة قبل الكبيرة …
اتمني ان يكون للنيابة الإدارية سلطات لا يحدها قيد أو شرط في محاربة الفساد الاداري وألا تقيد يداها الطاهرتين من ذلك سواء بحسن نية أو عن قصد ، فالفساد ليس طبقة واحدة وإنما أكثر من طبقة ويقوي ويستمر بزيادة عدد طبقاته .
الفساد الإداري يمر من المنبع إلي المصب كالانهار ، المنبع هو الصغير والمصب هو الكبير ، لو الكبير فاسد والصغار أشراف فلن يقوي علي فعل شيء ، ولكن المشكلة أن رئيس المصلحة أو المؤسسة فاسد ومن حوله والصغار أيضا كذلك
اذن الأكثرية فاسدة . مشكلة الفساد الاداري ان له مؤيدين ومبتهجين ومنتفعين في كل زمان ومكان ، يقاتلون حتي يستمر ويضحون بكل غال وثمين من أجله ، سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم ولن نشك لحظة في نزاهتك ونظافة يدك …..