المناطق غير الآمنة هو مصطلح جديد تناقلته وسائل الإعلام المصرية مؤخرا كمصطلح بديل للمناطق العشوائية ، وكأن الحديث عن المناطق العشوائية فيه خدش للحياء العام
والحقيقة أن مصر كانت تعج بالمناطق العشوائية بإختلاف درجات خظورتها سواء كانت مناطق شديدة الخطورة وتهدد حياة قاطنيها أو مناطق تعد سكنا غير ملائما للعيش فيها ، أو أماكن مهددة للصحة العامة لقاطنيها .
حاصل القول أن كلمة ” مناطق عشوائية ” هى أدق تعبير لما حل بتلك المناطق من كونها تفتقد للتخطيط ومقامة بدون تراخيص بناء ، وقد تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة كالماء الصالح للشرب ، والكهرباء وغيرها من أساسيات العيش ، إضافه إلى ماتسببه من مشكلات إقتصادية وإجتماعية وديموجرافية وأمنية .. إلخ .
أما مصطلح المناطق” غير الآمنة ” هو تعبير غير دقيق بل ويقلل من الجهود التى تبذلها الدولة من أجل القضاء على تلك المناطق وتطويرها ، والحقيقة أن المنطقة يمكن أن تكون غير آمنة رغم كونها غير عشوائية على سبيل المثال عندما تنتشر أنواع معينة من الجرائم فى منطقة ما أو تصاب بنوع معين من الأوبئة أو كونها غير مستقرة أمنيا فهى مناطق غير آمنة
رغم كونها غير عشوائية ، وقياسا على ذلك يمكننا أن نقول على منطقة ما فى دولة مثل لبنان أو السودان الشقيق مثلا أنها منطقة غير آمنه نظرا لتوتر الأحداث فيها ، رغم كونها مناطق غير عشوائيه .. وهكذا .
ومما لاشك فيه أن الدولة المصرية قد إهتمت إهتماما غير عادى بتطوير العشوائيات وأنشأت ما يعرف بصندوق تطوير العشوائيات ، ولعلنا نتذكر صخرة الدويقة الشهيرة ومالحق بهذه المنطقة من تطوير ، وماحدث فى منطقة بطن البقرة فى حى مصر القديمة بجنوب القاهرة ، ومنطقة قلعة الكبش بحى السيدة زينب ، ومنطقة تل العقارب والمناطق المحيطة بمترو السيدة زينب
بالإضافة إلى منطقة عزبة الهجانة وعدد من مناطق الحى العاشر بمدينة نصر ، وهي المناطق التي حازت على إهتمام كبير من قبل الدولة نظرا لـ أنها كانت تشكل خطورة وتهديد كبير على حياه المواطنين .
وقد أقامت الدولة مشروعات سكنية كالأسمرات وأهالينا .. وغيرها ، لنقل الأهالى من هذه الوحدات السكنية الخطرة إلى وحدات سكنية آمنة حفاظا على حياتهم . ولم يقتصر التطوير على القاهرة الكبرى بل إمتدت يد التطوير ليشمل كل محافظات الجمهورية
ولعل ماتقوم به الدولة حاليا من تطوير لمنطقة مجرى العيون وما يتم من تطوير لـ بحيرة عين الصيرة هو مشروع يفوق الخيال ، ويجعل من هذا المشروع نموذجا يحتذى به ، ويضم المشروع 63 فدانا ، والبحيرة تشمل 22 فدانا ، والباقى مناطق خضراء ، ومطاعم إضافه إلى كوبرى الحضارات ، وحديقة الفسطاط ومساحتها 500 فدان .
أما مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون فهو نابع من إهتمام الدولة بتطوير المناطق والأماكن التاريخية التى لها تاريخ عميق ، وعودتها لممارسة دورها التاريخى والحضارى والثقافى .
تطوير هذه المنطقه يشمل تنفيذ عددا من البازارات السياحية ، والمطاعم ، والكافتيريات ، وأماكن انتظار للسيارات ، وغيرها . أما المساحة الإجمالية لمشروعات تطوير منطقة سور مجرى العيون تبلغ نحو 399 ألف متر مربع أي نحو 95 فدانا .
ويضم مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون المقرر الإنتهاء منه بنهاية هذا العام نحو 70 عمارة سكنية مقامة على مسطح 74 فدانا ، ومسطح العمارة الواحدة نحو 600 مترا على 4 وحدات ، كل وحدة مسطحها نحو 150 مترا ، والعمارات عبارة عن أرضي و 6 أدوار . وتضم 1692 وحدة سكنية
أما العمارات التي سوف تكون مجاورة لـ سور مجرى العيون . بعد نقل عمال المدابغ إلى مدينة الروبيكى ، وتوفير سكنا بديلا لهم فى مدينة بدر ، سوف تتكون من دور أرضى وثلاثة أدوار متكررة ، ، إضافة إلى مبنى تجاري إداري على مساحة 51 ألف م2 .
إن ماتشهده مصر من تطوير للمناطق العشوائية وتحويلها إلى مناطق آمنة هو إنجاز يتخطى حدود الخيال وماكان لـ أحد أن يتخيل أن تحدث تلك النهضه التى تشهدها مصر فى مختلف المجالات الأ كونها دربا من دروب الخيال . أو نوعا من المحالات الثلاث .. ودائما وأبدا ” تحيا .. مصر “