طالب 100 عالم وخبير في علم النيكوتين وسياساته وممارساته باتخاذ مواقف أكثر إيجابية بشأن الحد من أضرار التبغ، وبعث العلماء بعد اجتماع مطول برسالة موقعة منهم لــ 182 طرفا من الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ FCTC والتي دخلت حيز النفاذ منذ عام 2005،
تضمنت تحديد 7 نقاط رئيسية حول منتجات التبغ عالية المخاطر والتحول إلى المنتجات الأخرى منخفضة المخاطر، بالإضافة لإصدار 6 توصيات موجهة للأطراف المشاركة في الاتفاقية الإطارية، بشأن القرارات والسياسات المتعلقة بالمنتجات البديلة للسجائر التقليدية.
وكانت أول هذه التوصيات هو إبراز أهمية جعل مفهوم الحد من أضرار التبغ أحد مكونات الإستراتيجية العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للصحة العامة، لا سيما المادة 3.4 المتعلقة بالأمراض غير المعدية، فيما طالبت التوصية بأن يقوم أي تحليل لسياسة منظمة الصحة العالمية بإجراء تقييم سليم للفوائد التي تعود على المدخنين أو المدخنين المحتملين، بما في ذلك المراهقين، وكذلك المخاطر التي يتعرض لها مستخدمو المنتجات البديلة وأولئك الذين لم يتحولوا إليها مستخدميها.
وأوصى الخبراء بأهمية تطبيق المادة 5.3 من الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ بشكل صحيح للتصدي للممارسات الخاطئة الحقيقية في صناعة التبغ من خلال حماية سياسات الصحة العامة بالمتعلقة بمكافحة التبغ من المصالح التجارية وأية مصالح أخرى محتملة،
وذلك بدلاً من وضع حواجز وعوائق تؤدي إلى نتائج عكسية أمام المنتجات منخفضة المخاطر التي لها فوائد للصحة العامة، أو لمنع التقييم الناقد لبيانات الصناعة بشكل صارم بناءً على مزاياها العلمية، وعبر جعل مفاوضات FCTC أكثر انفتاحاً لأصحاب المصلحة الذين لديهم وجهات نظر تتوافق مع مفهوم الحد من الضرر،
بما في ذلك المستهلكين من المدخنين البالغين، وخبراء الصحة العامة، وبعض الشركات ذات المعرفة المتخصصة الهامة،لكي لا تبقى المعلومات والمعرفة منحصرة داخل مجتمع مكافحة التبغ التقليدي.
كذلك، أوصى الخبراء بأهمية إجراء مراجعة مستقلة لمنهج منظمة الصحة العالمية واتفاقية مكافحة التبغ الإطارية لسياسة التبغ بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ إذْ يمكن أن تتناول هذه المراجعة كيفية الاستفادة من العلم وكيفية تفسيره، وأهمية التشاور بين جميع الأطراف بشأن السياسات، وأهمية إشراك أصحاب المصلحة، والمساءلة والحوكمة.
واختتم الخبراء توصياتهم بأن الوقت قد حان لاتباع سياسة تستفيد من الإمكانات الكاملة لمفهوم الحد من أضرار التبغ، معبرين عن أملهم بأن تتقارب مجتمعات العلوم والسياسات والممارسين في مجال الصحة العامة لتحقيق الهدف المنشود المتمحور حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة،
وتقليل العبء العالمي للأمراض المرتبطة بالتبغ والوفيات المبكرة بأسرع ما يمكن وبعمق قدر الإمكان.
واختتم الخبراء رسالتهم بتأكيد توجههم لمشاركة هذه الرسالة مع الجهات ذات العلاقة، مشيرين إلى انه لا تربطهم اية علاقات او مصالح مع قطاع التبغ.