عبدالعزيز مكى يكتب: السودان على هواها ٠٠أيّان مرساها
لم أكن أتصور خضوعاً بغُلب أن هذا الشعب الذي يتضور جوعاً يملك كل هذه الحناجر والألسنه والألقاب المحصنه
وشعارات السراب والنوم على التراب في الميادين المظلمه.. أحزاب وأحزاب بالآلاف والأوقات عجاف، ولكل حزب منهم وجهة هو مُوًليها..
لا يدرك مآلها ومنتهاها بشعارات قالها وغناها ٠٠حرية وتغيير تشظت ما بينها وتلظت بنفعية الحصص٠٠
لجنة مركزية ونقاط التأسيس.. قسر واعتصام القصر قصص، والوثيقة الدستورية تقول:
وهؤلاء هم الفلول الأعداء، والمكون العسكري والمكون المدني، وكأنها مكونات غريبة
من أمكنة وأزمنة غيرُ غِيِر، والواقع المرير المُعاش صادم والكل في غرفة الإنعاش،
بلد غني بثرواته.. فقير برجالاته
والأجهزة بدائيه والخراب قادم والشتات في شتى أرجاء الديار، والاقتصاد منهار ولم يزل.. والشرق انعزل، وصاحب القرار
في حيرة في ظل الاعتصامات والانقسامات الهجيرة، والشعب أفقر شعوب العصر.. إلا في التشدق والتحدق،
وبلد غني بثرواته.. فقير برجالاته ما أبقى، والنخبة النكبة ستُجهز على ما تبقى، والكل كثير الجدل قليل العمل،
وقد شُلت السواعد والأقدام بغير ثقه، لتنبري ألسنة وحناجر النُدَام تتقاول بالسوء.. تتطاول على مصر وكل دول المنطقه٠
فالسودان ليست دولة انقلاب كمصر ـ على حد زعمهم وجهلهم ـ وكل دول المنطقه القريبة من السودان لا تعرف شيئاً
عن الديمقراطية التي يعرفها السودان وعياله هكذا قالوا: ظلوا على ما أنتم فيه لا تتراجعوا.. لكل منكم مطلب غير الآخر
ولا تحفلوا بمن سيقدم لكم المأكل والمشرب الفاخر٠
.. والعراق ومفوضية الانتخابات وديمقراطية الصناديق
والرقابة الدوليه لا تُرضي حشد إيران، وقد ركلتهم صناديق الاقتراع ولفظتهم، فإما النجاح رغماً عن الناخبين
وإما السلاح وغلق الميادين على كل من قَطن ليهتف لإيران ضد الوطن٠
ولبنان تحكمه ميليشيا إرهابية فاسدة الإنتماء والهوية.. بقوة السلاح والحد سائدته، ومن لا يشد إليها الركاب ليُقبل الأعتاب
لا يحظى بمنصب ليغتنم من قمة الهرم لقاعدته، وكلهم راض حتى المتهم منهم هو من يختار القاضي،
فكيف ذلك ومتى حدث بالصٌرعة للقائم أو على بطءٍ خائر، فخفف الوطءَ حتى لا توقظ الثائر النائم٠
والغرب لا يبرح يكتب ويشجب الحاصل ويندد ويهدد ويمنع ويرتع ويهوي مشاهدة مسرح العرائس، ويده الحائزة لثمن الرهان
والفرائس جاهزه.. وقد يمنح الجائزه للمتسول الأول في خراب الوطن٠
وأنت وطني عظيم في وطن عظيم.. وطن الزهور الأبرياء والشباب والحكماء، وإن كنت من الفقراء فاصبر ولا تخجل،
فالقادم بالعمل والأمل، واللٌحمة أفضل .. تحيا في النور بشعور الأقوياء.. واثقاً حياً لا يعجزك شيئاً.