عبد الناصر البنا يكتب : مهرجان الجونة .. اللاسينمائي

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
عشرات العناوين والمانشتتات ، وآلاف التعليقات على وسائل التواصل الإجتماعى ، والصحافة الصفراء والخضراء والحمراء والمتربصين لما يسمى ” مهرجان الجونة السينمائى ” كل عام . هذا العام يحتفل المهرجان بدورته الخامسة ، خمس سنوات من الهرى والعناوين الصادمة ، والفساتين الخادشة للحياء ، والذوق العام المصرى ، خمس سنوات ومساحات العرى تتزايد ، ومعها يتزايد التراشق بين منظمى المهرجان والنقاد ، وعناوزين صادمة لها ألف معنى ومعنى عينة ” تصميمات جريئه وإطلاله غريبه ـ مبالغ فيها وجريئه ــ أسوأ إطلالات النجمات فى مهرجان الجونة ــ من هى ملكة الريد كاربت فى مهرجان الجونة ــ إطلالات غريبة ومثيرة ـ نجمات الفن يتألقن على الريد كاربت ــ وإنتقاد لأغنية رمضان مالهاش علاقة بالمهرجان .. وعشرات الصور التى تظهر مساحات العرى ” ولاخبر عن أفلام المهرجان !!
El Gouna Film Festival 2021 هو العنوان الأكثر شهرة فى مصر الآن ، ولاصوت يعلو على صوت المعركة الدائرة على وسائل التواصل الإجتماعى حول هذا المهرجان ، ومن المفترض أن يعرض مهرجان الجونة السينمائي فى نسخته الخامسة المقامة في مدينة الجونة السياحية المطلة على البحر الأحمر في الفترة من 14 : 22 من أكتوبر 2021 نحو 80 فيلما سينمائيا ، منها 37 فيلما روائيا طويلا و 15 فيلما وثائقيا و 23 فيلما قصيرا إضافة إلى 6 أفلام ضمن برنامج العروض الخاصة . وذلك فى حضور قرابة الألف ضيف من أنحاء العالم ، مع فرض إجراءات احترازية محكمة . لم يلاحظها أحد من متابعى المهرجان أو الناس التى تمر بدفاتر تحرر غرامات فى مواقف الميكروباص .
بعيدا عن الجدل الدائر حول إطلالة النجوم والفساتين والريد كاربت وأغنية رمضان .. إلخ دعونا نسأل ماذا قدم الأخوان نجيب وسامح ساويرس للسينما حتى يقيما لها مهرجانا ظاهره العرى وباطنه حب السينما ، مهرجان الجونة السينمائى وفقا لرؤية الإعلامى الأستاذ محمود عبدالسلام يعكس أزمة ” الهوية المصرية ” التى خرجت على حد قوله من دارها وإتقل مقدارها منذ ايام الإنفتاح الإقتصادى فى عهد الرئيس السادات .
وهو يرى أن محاربة التطرف لاتكون بالعرى أو إفشاء الإنحلال ، وأن نجيب سويرس الذى يتباهى طول الوقت بأنه رجل صعيدى يعرف يجبيب حقه بإيده بلغة الشارع ، قد خانه التعبير عندما وقف مدافعا عن حجرة النوم الحمراء المسماه ” السجادة الحمراء ” التى لا تمت بصله لـ تعاليم المسيحية التى ينتمى إليها ، ولا بأخلاق الصعيد الذى يتباهى به ، والطريف أن أغلب من هاجموا سويرس يعانوا من إنفصام فى الشخصية ، ففى ذات الوقت تجدهم يستمعون إلى أغانى المهرجانات ويسمحون بإرتداء الملابس المكشوفة فى أفراحهم ومناسباتهم الخاصة وقد فات الأطراف المتناحرة أن أزمتنا الحقيقية هى أزمة ” هوية ثقافية ” .
نجيب سويرس المولود عام 1955 المثير دائما للجدل وأخوته هم فى الحقيقة رجال أعمال وأصحاب مجموعة شركات عملاقة تضم ” أوراسكوم كونستراكشون ــ و ” أو سي آي ” المتخصصة في صناعة الأسمدة ، و ” أو سي آي أن في” المقيدة في بورصة أمستردام ، وحصص أخرى في شركات عالمية مثل ” أديداس ــ لافارج ـ هولسيم ” ، بخلاف مزارع أمريكية . واخرى تعمل فى مجال المقاولات تقيم الكمباوند القرى والمنشآت السياحية الفارهة فى الجونة وساحل البحر الأحمر ، والساحل الشمالى ، والتجمع الخامس ، وأكتوبر ، والمدن الجديدة ، وهى تستهدف شريحة بعينها من الأثرياء وأصحاب رأس المال والـ VIP من صفوة المجتمع المصرى ومجموعة شركات أخرى تستثمر فى صناديق التعدين والذهب والمضاربات فى البورصات العالمية .. إلخ
عائلة أو أبناء أنسي ساويرس رئيس ومؤسس مجموعة أوراسكوم المتعددة النشاطات هى الأكبر بين الأثرياء المصريين ، وفقا لقائمة فوريس لمليارديرات العالم ، ويعد ناصف ساويرس أغنى ملياردير عربي ، وتصل ثروته إلى 8.5 مليار دولار ، يليه شقيقه نجيب الذى تبلغ ثروته الـ 3.2 مليار دولار ، فى أعقاب ثوره يناير 2011 أسس نجيب سويرس حزب المصريين الأحرار وساهم فى جريدة المصرى اليوم ، وأطلق قناة ” اون . تى . فى ” ويقال أن عائلة سوسرس تبرعت لصندوق ” تحيا مصر ” بمبلغ ثلاثة مليارات جنيه . ويحسب لنجيب ساويرس أنه دعم الحركة الأدبية في مصر، بتنظيم مسابقة “جائزة ساويرس الثقافية ” التى بدأتها مؤسسة ساويرس منذ عام 2005 .
أما فى مجال الإنتاج السينمائى الذى إنحسر دور الدولة عنه بكل أسف بعد توقف قطاع الإنتاج بإتحاد الإذاعة والتليفزيون ، لم يسهم نجيب ساويرس فيه ولو بإنتاج فيلم سينمائى واحد يحفظ ماء الوجه لـ إقامة مهرجان سينمائى ، وكان من باب أولى أن يقيمه رجل الأعمال كامل أبو على أو شركة أنتاج مثل ” الباتروس ـ أو العدل جروب ـ أو سينما آرت ـ أو السبكى ـ أو المصرية ـ أو العربية ـ وغيرها بالقطع العشرات من شركات الأنتاج العاملة فى مجال الدراما والإنتاج الفنى .
الحقيقة أن كل ماقيل عن مهرجان الجونه لايعبر عن حقيقة المهرجان الذى يهدف إلى كونه سوق كبير للترويج لعقارات أبناء سويرس من خلال مجموعة الفنانين الذين يقوموا بعمل الدعابة الإعلان لتلك التجمعات الفارهة والمثل يقول ” إطعم الفم تستحى العين ” ، ولاعزاء للسينما .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.