عبد الناصر البنا يكتب : قراءة فى شائعه !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
طوال الأسبوع الماضى لاصوت يعلو على صوت الميكروباص الذى سقط بركابه من أعلى كوبرى الساحل وماتبعه من لقاءات وفيديوهات وتحليلات تؤكد أن الحادث حقيقى وشهود عيان يقسموا بالله أنهم رأوا السيارة وهى تهوى فى النيل ، ويعطوا دلائل وأمارات عن الزمان والمكان وعدد الركاب .. إلخ
وبعد أسبوع كامل من البحث والفحص والتنقيب فى قاع النهر بعد أن خرجت علينا المانشتات تتحدث عن”مثلث برمودا ” أسفل كوبرى الساخل ، وبرامج التوك شو بدءا من موسى مرورا بأديب وأمين ونشات والباز أفندى ومحمد أفندى وعلى أفندى ، وبيومى أفندى ، وتريند ، وهاشتاق، وأنا والعذاب وهواك ، واللانشات تبحث فى قاع النيل والتقارير الأمنية تفيد بأن كاميرا قسم إمبابه رصدت فى ذات التوقيت جسم مضى يهوى فى النيل ومرجح أن يكون للسيارة التى سقطت .
الجهات الأمنية أكدت أنه بالبحث والتحرى تأكد عدم البلاغ عن أشخاص مفقودين طوال الفترة الماضية وإنشغل الرأى العام بالميكروباص الذى سقط فى النيل ولم يستدل له على أثر أو جره ، وتبارى الخبثاء بالتلميح والتصريح بأنها ” لعبه ” علشان يلهو بيها الناس عن البنزين إللى إرتفع سعره ربع جنيه ” وجهه نظر ” برضه . ذكرتنى بفلته عصره وأوانه الذى همس لى معقبا على حوادث تفجير مديريات أمن ” شمال سيناء والدقهلية والقاهرة ” بأنها منهم فيهم ، هززت رأسى إشاره إلى عدم الفهم ، فقال : يعنى مش ح تبعد عن الداخليه ، قلت له : يعنى الداخليه ح تموت ولادها ، وعلشان إيه كل دا ؟ قال : تكسب تعاطف الناس ، قلت له : قوم من قدامى .
والحقيقة .. أن غياب المعلومات كان سببا فى القيل والقال ، وأخيرا وبعد جدل كبير وشد وجذب فى الشارع المصرى تمخض الجبل فولد ” فأرا ” خرجت علينا إحدى الصحف اليومية تزف لنا ببشرى القبض على زكريا سائق توكتوك وشهرته ” زيكا ” ووالدته المتسببين فى تكدير الصفو العام فى مصر “أم الدنيا” ، التحقيقات مع المدعو “زيكا” وأمه أكدت أن الإهمال الجسيم فى قياده سيادته للتوكتوك أدت إلى تحطيم السور الحديدى لكوبرى الساحل وسقوطه فى النيل .
التحقيقات أفادت أيضا أنه لم تسقط سياره فى النيل كما أشيع ولم تسفر جهود قوات الإنقاذ النهرى عن العثور على أيه سيارة أجرة أو ضحايا فى قاع النهر الخالد وماتم العثور عليه كان السور الحديدى وغطاء سيارة فى قاع النيل وكمان عثروا على بقايا الزجاج الأمامى للتوكتوك !!
وزارة الداخلية مشكورة الحقيقة حسمت الجدل يوم الخميس ، وأصدرت بيانها إللى أكدت فبه إن سائق التوك توك هو إللى إصطدم بالسور الحديدى للكوبرى أثناء سيره ، مما أدى إلى سقوط السور فى المياه ، وأشارت إلى عدم سقوط ميكروباص ، وأكدت أنها لم تتلقى أيه بلاغات عن إختفاء أشخاص او سيارات .
إزاى توك توك يوقع سور كوبرى هذا هو اللغز ؟ طيب ليه مايكونش سور الكوبرى سبق أن إصطدمت به 12 ألف أربعمائه وإثنين وخمسين مركبة من قبل لأنه فى منعطف شديد ووارد إصطدام السيارات به لكن تقول إيه فى حظ ” زيكا ” المهبب هو وأمه والـ مكتوب عليهم يشيلوا الليله ويدفعوا المشاريب .
أعتقد أن السبب الرئيسى فى أزمة سقوط السياره الميكروباص “الشبح” هو إنعدام كاميرات المراقبة أعلى كوبرى الساحل ، وإلا كانت قد حسمت هذا الجدل وفى ثوانى ، وخاصه إذا علمنا أن الكاميرا الوحيدة التى إلتقطت صورا لسقوط جسم غريب من أعلى الكوبرى فى وقت مماثل لسقوط سور الكوبرى هى كاميرا أعلى قسم شرطة إمبابة وأشيع أن هذا الجسم الغريب عباره عن غطاء سيارة عثرت عليه قوات الإنقاذ النهرى فى قاع النيل .
الحقيقة أن جهات التحقيق إمعانا فى التيقن من أن ماسقط فى النيل كان عطاء سيارة قامت بعمل ” محاكاه ”
بإلقاء ذات الغطاء من أعلى الكوبرى والمفاجأة ان الكاميرا نفسها الموجودة أعلى قسم شرطة إمبابة إلتقطتها وتبين تطابق المشهدين ، وأعتقد أن تكريم تلك الكاميرا أصبح واجب قومى
الحمد لله على أنه تم تحديد صاحب مركبه التوك توك ، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه وبمواجهته إعترف إبن الـ (…) تفصيليا بإرتكاب الواقعة ، وأنه بسرعه أخفى التوك توك ، ولكن فتافيت السكر عفوا ” فتافيت الزجاج إللى أخرجتها فرق الإنقاذ النهرى فضحته ، والحمد لله أنه تم إتخاذ الإجراءات ضده ، وليهدأ الرأى العام ويهنأ وينام قرير العين .
على فكره كوبرى الساحل يفتقد لـ أشياء كثيره أبرزها الأمن وغياب كاميرات المراقبة ، وبالمناسبة غيره الكثير من الأماكن ، على الرغم من إتجاه الدولة التوسع فى نشر كاميرات المراقبة فى عدد كبير من الأماكن العامة من أجل توفير الأمن للمواطنين ، كما يحدث فى الكثير من دول العالم ، كوبرى الساحل يفقتقد للإضاءة وأغلب الفيديوهات على وسائل التواصل الإجتماعى أكدت ذلك ، وأين التواجد الأمنى على كوبرى حيوى مثل كوبرى الساحل ، وبالقطع قوضى التكاتك أو الوباء الذى إستشرى فى مصر كلها ، والغريب أن كوبرى الساحل لايبعد سوى كيلومترات معدودة من كوبرى ” تحيا مصر ” والبروبجندا التى سبقته ولحقته وتسجيله فى موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية وإلاشارة هنا لاتعنى التقليل منه ، وإنما إذا كان هذا هو كوبرى ” تحيا مصر ” ، فلماذا يكون ذاك هو كوبرى الساحل ؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.