قائد القوات الجوية: القوات الجوية ضباط وضباط صف وجنود مستعدون لبذل الغالى والنفيس وعلى أهبة الاستعداد للزود عن مقدرات مصرنا الحبيبة الغالية، والحفاظ على مكتسباته، لأبعد مدى
في الاحتفال بعيد القوات الجوية
حوار / حنان خيري
إن في حياة الشعوب أياما حاسمة .. وقرارات فارقة .. وإذ نحتفل بمرر 89 عاما على إنشاء القوات الجوية .. نتذكر بكل الفخر والاعتزاز .. وصول أول خمس طائرات بقيادة طيارين مصريين فى الثانى من يونيو عام 1932 .. ليكون هذا اليوم ميلاداً لسلاح الجو المصرى .. الذى شارك فى حروب تلك الفترة بدءاً من الحرب العالمية الثانية ثم حرب فلسطين .
وفى عام 1956 حدث العدوان الثلاثى على مصر فتصدت قواتنا الجوية للعدو الجوى بأعداد كبيرة من الطائرات فى الثانى من نوفمبر ليصبح هذا اليوم عيداً للقوات الجوية إعتباراً من عام 1957 .
وفى عام 1967 قام العدو بإلحاق خسائر كبيرة بالطائرات والقواعد الجوية والمطارات .. ولكن وبتحدٍ للواقع وإصرارٍ على قهر المستحيل .. تمكن بعض طيارى
القوات الجوية من الإقلاع بطائراتهم .. والإشتباك مع طائرات العدو فى معارك جوية .. أسقطوا فيها عدداً من طائراته
وتم إعادة بناء القوات الجوية المصرية لتكون قادرة على مواجهة التحديات والتهديدات فى تلك الفترة .. فكبدت العدو الكثير من الخسائر فى طائراته ومعداته .. وأضعفت قوته العسكرية .. وإعادت الثقه لمقاتلى القوات الجوية ممهدة الطريق للنصر العظيم .
فَما أُخِذَ بالقُوة لايُستَردُ بِغَيرها .. فكانت حرب أكتوبر المجيدة .. التى قـدم فيها شعب مصر العظيم .. عطاءً وتضحيات تتحدى كل خيال .. أثبت فيها جيشنا الأبى .. قدرةً تفوق كل التوقعات .. فإستعاد الأرض وإسترد الكرامة .. فرجال القوات المسلحة المصرية البواسل قد هَانَت عَليهم أَرواحُهم .. لكن لم تَهُن فى قلوبهم مَكانَة وطنهم .. فسَطروا لَنَا صفحات مُضِيئَةً فى تَاريخ الشَعـبِ
والعَسْكرية المِصْرية .. وضَربَ فيها رِجَال القوَات الجَوية الأبطال أروع الأمثلة .. فى تحدى وإصْرَار على تغيير الواقع .. الذى فُرِض عَلينا .. مُتَسَلحِين بالإيمان بالله .. ضِد عدو له الذراع الطولى .. والتفوقٍ الكمى والنوعى .. ولكن لا يعلمون أن المستحيل ليس له مكان فى قواتنا الجوية فكان لها الدور البارز فى المرحلة الإفتتاحية لحرب أكتوبر ..
وإستمرت أعمال قتالها حتى بعد وقف إطلاق النار .. وبرز من هذه الأعمال .. ما تم تحقيقه من بطولات إستثنائية .. فى يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر .. حين دارت أطول المعارك الجوية فى التاريخ الحديث .. بإشتراك أعداد كبيرة من طائرات الجانبين وليكون هذا اليوم الخالد عيداً للقوات الجوية إعتباراً من عام 1994 وحتى يومنا هذا .
وما أن وضعت الحَرب ِأوزارها .. حتى تَمَ وضع خِطَةُ شَامِلَةُ .. وفق رؤية إستراتيجية لتَطوِير ِوتَحدِيثِ القوات المسلحة .. فإمتلكنا من السلاح ما يمكننا من مواجهة التحديات فى ذلك الوقت .
إلي نص الحوار مع الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية |
س – يعتبرسلاح الجوالمصري أول سلاح جوي فى الشرق الأوسط
وشمال إفريقيا. نريد من حضرتك إلقاء الضوء على نشأة
القوات الجوية المصرية التي نفخر بها جميعاً ؟
– فى عام 1928 وبطلب من البرلمان المصرى إلى الحكومة المصرية بإنشاء قوات جوية وبقرارملكي تم التعاقد على إمداد مصر بعشرة طائرات (تايجرموث) عن طريق شحنها إلى ميناء الإسكندرية، لكن الإرادة المصرية تأبى إلى أن تأتي طائرة بقيادة طيارين مصريين، وكان ذلك في ٢ نوفمبر 1932 فى إفتتاح رسمى بمطار ألماظة بمهمة أساسية هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة
الحدود والتصوير الجوى .
س – يتضمن تاريخ القوات الجوية سجلاً حافلاًمن التضحيات والبطولات فى سبيل مصروشعبها العظيم – فما هو سبب إختيار يوم 14 أكتوبربالتحديد عيداً للقوات الجوية ؟
– بعد النجاحات المتتالية للقوات الجوية في تنفيذ المهام المخططة خلال حرب أكتوبر
المجيدة مما أربك العدو وأفقدته توازنه، إلى أن جاء يوم 14 أكتوبر، قام العدومحاولاً تحقيق
أوهامه، بتوجيه قوته الضاربة، صوب القواعد الجوية والمطارات بمنطقة الدلتا، فتفاجئ بما
لم يدر بخلده، عندما تصدت له نسور الجو المصرية، بمهارة وإقتدار فى مواجهة مباشرة،
بين ما تملكه قواتنا الجوية، من طائرات أقل تقدما وكفاءة، مما يملكه العدو،
وهنا تتجلى براعة الطيار المصرى، وإصراره على النصرالذى تحقق بفضل الله، في معركة استمرت لأكثر من خمسون دقيقة، كأطول
معركة جوية في تاريخ الحروب الحديثة، إشتركت فيهاأكثر من مائة وخمسون طائرة من الجانبين، فقد فيها العدو ثمانية عشرطائرة،
ولم يكن أمام باقى طائراته، إلا أن تلقى بحمولتها في البحر وتلوذ بالفرار، وسميت هذه المعركة بمعركة المنصورة وإتخذتها القوات
الجوية عيداً سنويا لها
س – ما هى الأسس والاعتبارات التي يبني عليها تطويرالقوات الجوية ؟
– يعتبر تطوير القوات الجوية من الإجراءات التى تحتاج إلى تخطيط طويل المدى لأنه يتأثر بمجموعة من العوامل والإعتبارات منها
المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى، طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التى
تواجهها الدولة والمستجدات التى تطرأ عليها، طبيعة وحجم المهام المستقبلية للقوات الجوية،
كما يؤثر الموقف الإقتصادى للدولة على تطوير القوات الجوية تأثيراً مباشراً وأخيراً الظروف السياسية التى تمر بها الدولة سواء على
المستوى الإقليمى أو الدولى ، ولكى يساهم التطويرفى تحقيق أهدافه فإنه من الضرورى تحقيق مطلبين أساسيين :
الأول: تحقيق التفوق النوعى والكمى أو على الأقل القدرة على إحداث خسائرفى العدو غير مقبولة لديه
الثاني: تحقيق الفاعلية للقوات الجوية لتنفيذ كافة المهام المكلفة بها
س – تحرص مصرعلى تطوير قدراتها العسكرية فى كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية وتم التعاقد على طرازات مختلفة فى ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح ؟ نرجوا توضيح الأنواع والطرازات التى إنضمت إلى قواتنا الجوية في الآونة الأخيرة؟
– فى إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، لدورها الحيوي في
منظومة الدفاع المصرية، فقد تم دعم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة، ومن مصادرمتعددة وفق إستراتيجية مصرفي تنويع
مصادر السلاح، وفى هذا المجال حصلت مصر على الطائرات متعددة المهام (الرافال – ميج ٢٩) والتى تعد من أحدث طائرات الجيل
الرابع . لما تملكه من نظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية، كما تم تدعيم القوات الجوية بعدد كبيرمن الهليكوبتر المسلح
الهجومية من طراز كاموف، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة بدون طيار، وطائرات النقل من طراز(كاسا – اليوشن 76)
بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات. بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتيه
ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات متعددة المهام والنقل والإنذار المبكر والإستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح
والخدمة العامة من مختلف دول العالم .
س – فى ظل التقدم المستمرفى تكنولوجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة التى زودت بها القوات الجوية- كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى القوات الجويةوكذا طلبة الكلية الجوية للتعامل مع هذه المنظومات الحديثة والمتنوعة؟
– التدريب هو العنصر الفعال فى تطوير خطط العمليات وفكر الإستخدام لتحقيق مهام القوات الجوية، وتطوير التدريب فى القوات
الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية والتى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف
القوات الجوية، تستخدم الكلية الجوية أحدث الوسائل، والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث
المناهج فى العالم
ويتم ذلك فى جناح المعرفة داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث
طائرات التدريب فى العالم ومحاكيات الإقتراب الرادارى لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة، وأيضاً يتم إعداد الطالب نفسياً وبدنياً بواسطة
متخصصين وبأحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة داخل الكلية،
وبعد التخرج منها للعمل داخل التشكيلات. كما قمنا بإنشاء مدرسة معلمى طيران هليكوبتر تتيح للضباط مدرسين الطيران قسم
هليكوبترأن يكون معلم طيران مؤهل خريج مدرسة معلمى الطيران، كما حصلت الكلية على
المركز الأول في مسابقة جودة التعليم،
وكذلك إعتماد الكلية مجال الجودة وحصول على 5 شهادات أيزو معتمدة فى مجال الجودة أيزو ٩٠٠١ في إدارة نظام الجودة، وأيزو
١٤٠٠1 نظام البيئة، وأيزو ٤٥٠٠1 للسلامة والصحة المهنية، وأيزو 2٢٠٠٠فى سلامة الغذاء،وأيزو 2١٠٠1 أنظمة إدارة جودة المنشآت
التعليمية.
وإستكمالا لمنظومة التدريب والتأهيل يأتى معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل معاهد الحرب الجوية فى العالم لتأهيل
الضباط فى مختلف التخصصات، وأيضا مراكز إعداد الفنيين لتأهيل وإعداد كوادر فنية على مستوى عال من الكفاءة للتعامل مع
الطائرات والمعدات الحديثة،
إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة
التسليح المتطورة
س – يقاس تقدم الشعوب بمدى إمتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على البحث والابتكاروالتطوير وبناء قاعدة متطورة للتأمين الفني والهندسي والطبي – كيف يترجم هذا داخل القوات الجوية؟
-
أولاً: فى مجال التأمين الفنى: